التونسية ( تونس ) عقدت أمس جمعية القضاة التونسيين بالاشتراك مع اللجنة الدولية للحقوقيين والمنظمة الليبية للقضاة ندوة علمية حول "القضاء في المراحل الانتقالية في تونس وليبيا" بحضور عدد من القضاة من تونس وليبيا واسبانيا,لتسليط الضوء على دور القضاء في المراحل الانتقالية في ضوء التجارب المقارنة واهمية المرفق القضائي في تحقيق المحاسبة الجنائية في حالات انتهاكات حقوق الإنسان ولإماطة اللثام عن المعيقات التي تحول دون تحقيق هذه المساءلة . وفي هذا الإطار أكدت "كلثوم كنو" رئيسة جمعية القضاة التونسيين ان المنظومة القضائية تعيش على وقع عدد كبير من الصعوبات والضغوطات في ظل المرحلة الانتقالية بسبب عدم الشروع الفعلي في إصلاح الجهاز القضائي حتى يقوم بمهامه في احسن الظروف وعلى اكمل وجه,مطالبة بفتح ملفات انتهاكات العهد السابق التي تشمل الاعتداءات على حقوق الانسان قضايا التعذيب والفساد,معلقة :" لا بد من اصلاح المؤسسة والاشخاص..." وكشفت كنو وجود تصدع في العلاقة بين السلطتيتن التنفيذية والقضائية نظرا للمشاكل العالقة بين الطرفين, مضيفة:"وزارة العدل والحكومة أرادت أن تتدخل في القضاء عن طريق التعيينات,وهي مخالفة واضحة للقانون...الوزارة ترفض تنفيذ احكام المحكمة الادارية وهو شيء خطير..."مشيرة الى ان السلطة التنفيذية لا تحترم القرارات القضائية وتلقي بها عرض الحائط غير آبهة بتبعاتها الخطيرة على البلاد و المجتمع..." إحياء منظومة الفساد وأبرزت رئيسة جمعية القضاة التونسيين ان جل القضاة التونسيين مصابون بخيبة أمل كبيرة نتيجة محاولة السلطة التنفيذية حشر انفها في الشأن القضائي بغية الهيمنة عليه, وبسبب تاخر برامج الاصلاح التي علق عليها القضاء امالهم على حد قولها,مشددة على ان هناك محاولة من قبل السلطة لارجاع القضاء الى الوضعية التي كان عليها قبل الثورة, قائلة :" يظهر ذلك من خلال تعيين قضاة لهم علاقة بالنظام السابق...هناك اعادة احياء منظومة الفساد و الرجوع الى النقطة الصفر و لا بد من التصدي لهذا التوجه و فضح كل التجاوزات حتى يصبح القضاء الملجأ الذي يهرع له كل المتقاضين و كلهم ثقة فيه بعيدا عن الخوف ..." صراع مع السلطة وبينت كنو ان السلطة السياسية كما الشارع يمارسون ضغوطا كبيرة على القضاة تجعلهم لا يقومون بواجبهم في افضل الظروف,مضيفة وجود معوقات كبيرة تقف في طريق اصلاح المنظومة, كما تحدثت كنو عن وضاعة مستوى تكوين بعض القضاة في عدد من الاختصاصات بعد ان طفت مجموعة من القضايا الجديدة على السطح لم يألفوها سابقا على غرار "الإرهاب والفساد و التعذيب..." والتي تتطلب خبرة كبيرة و تجربة, قائلة:" نحن كجمعية قضاة في صراع ومواجهة مع السلطة التي تتدخل في القضاء عبر التعيينات...سنواصل معركتنا حتى ترفع السلطة يدها عن القضاء..." واشارت كنو الى ان القضاة يعملون جاهدين على تحسين صورة القضاء لدى الراي العام, الا ان التجاذبات السياسية حول هذا الملف أخرت الاصلاح,كاشفة وجود تناقض بين ما يرفع من شعارات منادية باستقلالية القضاء وبين ما هو موجود في بنود مشروع الدستور المرتقب, معلقة :القضاة سيتصدون بالطرق السلمية لكل هذه التجاوزات...فالمتقاضي التونسي غير مرتاح اليوم لأنه لم تقع محاسبة من خدم منظومة بن علي والفساد, للأسف لا توجد إرادة سياسية واضحة لاصلاح المنظومة و هناك رجوع إلى إحياء منظومة الفساد وغرسها في المنظومة اليوم في فترة الإصلاح..." مضيفة:"لم نكن نتصور أن تأتي حكومة بعد الثورة لا تحترم القضاء وترفض تنفيذ قرارات المحكمة الإدارية...هذا خطير و يجعلنا نخشى على من المستقبل..." منظمة قضاة عرب واكدت كن وان القضاة العرب يطمحون الى تاسيس منظمة قضاة عرب مضيفة انهم في اتصال بالقضاة العرب و تحسيسهم باهمية هذا المشروع,وخاطبت كنو القضاة المشاركين في الندوة,قائلة:"محمول علينا دور كبير ويجب ان يكون القاضي في الصدارة وفي الخط الامامي لفرض سلطة قضائية مستقلة حتى نلتحق بركب البلدان المتقدمة..."