التونسية تزامنا مع الحدث الهام الذي تعيش على وقعه كرة القدم التونسية من خلال خوض النادي الصفاقسي لمباراة إياب نهائي كأس ال«كاف» ضدّ مازمبي الكونغولي والذي بالمناسبة نتمنى أن يكون فيها اللقب تونسي اللون شاء أهل الرابطة لدواع نجهلها أن يكون دربي العاصمة بين النادي الإفريقي والترجي التونسي لحساب الجولة السابعة ذهابا من بطولة الرابطة الأولى في نفس التوقيت حيث يحتضن ملعب رادس الحلقة 117 لحوار الكبيرين في مباراة ننتظر منها الكثيرونتمنى أن ترتقي إلى مستوى تطلعات وانتظارات الجماهير التونسية الحالمة بكرة جميلة تقطع مع الرتابة التي تميّز واقعنا الكروي المرير... دربي العاصمة يأتي هذه السنة في ظروف مغايرة تماما فالجارين يمرّان بفترة انتقالية سواء على مستوى المقاليد الفنية أو كذلك على مستوى المردود العام ورغم تلازمهما في سلّم الترتيب ومحافظتهما على قيادة ركب المقدمة فانّ الإفريقي من جهة والترجي من جهة أخرى مازالا يتحسسان طريق الثبات وكلاهما في طور البناء وتحديد الخطوط العريضة بالنظر إلى التغييرات العديدة التي تشهدها تشكيلة الفريقين من جولة إلى أخرى... قد يكون واقع الترتيب عاملا غير مؤثر في حسابات الفريقين في هذه المواجهة بما أننا لازلنا في بداية المشوار إلا أن نتيجة المباراة قد تؤثر بشكل أو بآخر على مسيرة هذا الفريق أو ذاك في ما تبقى من عمر البطولة بالنظر إلى سياسة المدى القصير والأهداف العاجلة التي تتبناها امبراطورية المال والنفوذ المتأرجحة بين سليم الرياحي وحمدي المدّب لذلك قد ننتظر تحويرات كبيرة وتغييرات أكبر في ملامح أحد الفريقين بناء على النتيجة الحاصلة على الميدان وإذا ما كان مدرّب الترجي المؤقت اسكندر القصري متأكدا من تسليم المشعل لخليفته المرتقب حسب الأصداء القادمة إلينا من مركب الحديقة «ب» فإنّ المدرّب الهولندي أدري كوستر قد يجد نفس المآل في صورة عجزه عن تخطي عقبة الترجيين لانّ جمهور الأحمر والأبيض وبدعم من مزاجية رئيسه وطوقه الدائم والأزلي إلى كسب الفوز وتصدّر العناوين لن يقبل الوقوع في «منداف» الغريم الازلي سيّما وان الإفريقي يدخل المباراة وبلغة الورق وهو مرشح فوق العادة رغم أن التاريخ يناصر الترجي... قمّة ملعب رادس ستكون حبلى بالعناوين المثيرة خصوصا وأنها تحمل في طياتها تحديّات الجملة خاصة من جانب الأفارقة الذين تذوقوا مرارة الهزيمة في آخر ثلاث مباريات ضدّ الجار كما أنّ الأنظار ستكون مسلطة على قلب الأسد خالد القربي الذي يدخل مباراة الدربي هذه المرّة بألوان مغايرة بعدما كان «مكشخ» حدّ النخاع...الإفريقي سيستفيد من عامل الجمهور بما انه سيكون مدعوما ب15 ألف من مناصريه وهذا في حدّ ذاته دافع معنوي هام قد يلعب لصالحه ويرجّح كفته في مباراة تعودنا فيها دائما أن يكون الجمهور نجم الفريق في المقابل سيكون الترجي محروما من قائده الجديد وحارسه الاوّل معز بن شريفية الذي أصابته نيران صديقة وحكمت عليه براحة إجبارية... قبل الدخول في حوار الأقدام, الأرقام تعطي الأفضلية لفريق باب سويقة وخلال الموسم الحالي انتصر الترجي وتسيّد الترتيب العام كالعادة لكنه لم يقنع في أكثر من محطّة والإفريقي بدوره لم يكن أفضل حالا ونتائجه مع فرق الصفّ الثاني خير دليل على ذلك لكن ثراء رصيده البشري وتعدّد ورقاته الرابحة في بنك الاحتياط يجعله الأقرب إلى خطّ الوصول لكن الدربي سيكون كما عهدناه دائما وفيّا لسمعته ولإثارته ولا نخاله يضع في اعتباراته لغة الأرقام وما دونته الذاكرة... الكرة ستكون بين أقدام اللاعبين وهم وحدهم يملكون حق تقرير المصير ومهما كانت هوية الفريق الفائز نرجو أن نعيش مباراة كرة قدم حقيقية ترتقي فعلا لاسم وعراقة الناديين وتنسينا ولو لحين ما اقترفه في حقنا منتخبنا «اللا وطني» الذي لم يخلّف سوى أنين يعقبه أنين... ملعب رادس : 14.30 النادي الإفريقي - الترجي التونسي تحكيم: عادل الصغيّر