*التونسية:(تونس) أكد اليوم رئيس الجمعية التونسية للشفافية المالية سامي الرمادي خلال ندوة صحفية عقدتها الجمعية بأحد نزل العاصمة تحت عنوان "مؤسسات الدولة على محك الثورة"،ان حالة التراجع و التأزم التي تمر بها البلاد شلت كل القطاعات أكد اليوم رئيس الجمعية التونسية للشفافية المالية سامي الرمادي خلال ندوة صحفية عقدتها الجمعية بأحد نزل العاصمة تحت عنوان "مؤسسات الدولة على محك الثورة"،ان حالة التراجع و التأزم التي تمر بها البلاد شلت كل القطاعات و المؤسسات ،الأمنية منها و القضائية و الإعلامية...مشددا ان "الحكومات الانتقالية المتعاقبة تداولت على تهميش هذه المؤسسات و لم تضع إعادة هيكلتها من أولويات أعمالها بقدر ما بذلت من جهود في سبيل تدجينها و تركيعها"-على حد تعبيره- ،منبها حكومة "الترويكا" من مغبة مواصلة التعامل مع مؤسسات الدولة بذات اساليب "الاقصاء و التهميش و الاستهداف" و عدم ايلائها العناية اللازمة و الاستجابة الى مطالبها "العاجلة و الملحة". وتميزت هذه الندوة بحضور عدد هام من شخصيات المجتمع المدني وهياكل قضائية ومالية وأمنية وإعلامية على غرار وسيلة الكعبي عن "الهيئة الوقتية للاشراف على القضاء العدلي، روضة العبيدي رئيسة نقابة القضاة، رفيع عاشور عن إتحاد القضاة الإداريين،غازي الجريبي رئيس الهيئة العليا للرقابة الإدارية و المالية،و عبد اللطيف الخراط عن دائرة المحاسبات ، أبو لبابة العثماني عن القطب القضائي المالي،منتصر الماطري عن الإتحاد الوطني لنقابات قوات الأمن التونسي ، رشيدة النيفر عن الهيئة العليا لرقابة الإعلام السمعي البصري،و المنجي الخضراوي عن نقابة الصحافيين... "هزيمة و انتصار" وفي كلمة ترحيب افتتح بها فعاليات الندوة،تطرق سامي رمادي رئيس جمعية الشفافية المالية الى ما وصفه بالوضع الحرج و الصعب الذي تمر به اغلب مؤسسات الدولة على غرار المؤسسة الامنية و القضائية و الاعلامية،مؤكدا ان بعض السياسيين يحاولون وضع يدهم على هذه المؤسسات و تطويعها لخدمة مصالحهم الحزبية الضيقة -على حد تعبيره-. وتوجه الرمادي الى من هم في سدة الحكم بالقول:"رغم الظروف الصعبة التي تمر اغلب مؤسسات الدولة و رغم الضغوطات التي تمارسونها عليها،تاكدوا ان المجتمع المدني و القوى الديمقراطية ستنتصر لهذه المؤسسات". وفي تعليق عن الكتاب الأسود الذي أصدرته رئاسة الجمهورية بخصوص أسماء صحفيين وفنانين ومحامين ادعى الكتاب أنها تعاملت مع نظام بن على لتلميع صورته في الخارج،قال رئيس جمعية الشفافية المالية ان "رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي صاحب فكرة هذا الكتاب كتب بنفسه و مجد بن علي"،مشددا انه يملك الأدلة التي تؤكد صحة ما يقول،مشيرا في ذات السياق الى ان المرزوقي تجاوز صلاحياته بإصداره لهذا الكتاب. روضة العبيدي(نقيبة القضاة): وضع لا يحتمل ! و في مداخلة لها بعنوان "استقلال القضاء الى اين؟"،تطرقت روضة العبيدي نقيبة القضاة الى وضعية القضاء التونسي قبل الثورة و بعدها،مؤكدة ان "الوضع الذي كانت عليه المنظومة القضائية قبل الثورة ليست بافضل حال مما هي عليه اليوم"-على حد تعبيرها-،مضيفة:"لقد مر القضاء من مرحلة التدجين و التركيع قبل الثورة الى مرحلة سمتها تكرر الاعتدءات على القضاة و المحاكم..تهديد بالقتل و بالتصفية الارهابية طالت عددا من القضاة..علاوة على تحجج الحكومات الانتقالية المتعاقبة بانها حكومات تصريف اعمال و ان استقلال القضاء ليس من اولوياتها". و طالبت نقيبة القضاة الحكومة الحالية بضرورة ايلاء ملف ضمان استقلالية القضاء ما يجب ان يحظى به عناية و متابعة،موضحة ان "الاوضاع التي يعمل فيها القضاة اليوم لم تعد تحتمل"،مبينة في ذات السياق ان مطلب اصلاح القضاء لم يعد مجرد مطلب قطاعي حيث اصبح-برايها- استحقاقا شعبيا لا يمكن التغافل عنه. امين محفوظ(استاذ قانون دستوري و محام لدى التعقيب) بدوره،قال امين محفوظ استاذ القانون الدستوري و المحامي لدى التعقيب ان "مؤسسات الدولة على محك الثورة و لكن ليس لوحدها فالدولة باكملها باعتبارها مؤسسة المؤسسات على محك الثورة"،مضيفا:"كان حريا بهذه الثورة ان تدعم مؤسسات الدولة و ان تتحول بالبلاد الى دولة قانون باتم ما للكلمة من معنى..من المفروض ان تعصف رياح الثورة في القوانين لا ان تهد كيان الدولة و مؤسساتها كما هو الحال اليوم".