التونسية (تونس) أثار الإعلان عن تأسيس ما يسمّى «المجلس الوطني لدعم الثورة» عديد الردود خاصة ان هذا المجلس يتركب من مكوّنات سياسيّة ومدنيّة وتيّارات شبابيّة وثوريّة مختلفة، وقد جاء في بيانه انه سيعمل على دعم التحركات الثوريّة الميدانية المرتقبة انطلاقا من يوم 17 ديسمبر وما بعدها. والمتأمل في تركيبة المجلس يلاحظ انه يتكوّن من: «حركة وفاء» و«حزب جبهة الإصلاح» و«حزب الأصالة» و«حزب العدالة والتنمية» و«حركة سواعد» و«رجال الثورة بالكرم» و«التيّار السلفي» و«جبهة الجمعيّات الإسلاميّة» و«تيّار الإخوان المسلمين» و«المنظمة التونسيّة للشغل» و«تنسيقيّة القصبة» و«الاتحاد العام التونسي للطلبة» و«مستقلّون» وتنسيقيات جهوية في كل من سوسة وصفاقس وقفصة والقصرين وسيدي بوزيد وجندوبة وبنزرت وجهات أخرى بصدد التأسيس. «التونسية» سألت بعض المنتمين إلى هذا المجلس عن أسباب تكوينه والغاية من بعثه في هذا الظرف إلى جانب برامج عمله وحصلت على الإجابات التالية: قال «رفيق العوني» الناطق الرسمي لحزب «جبهة الإصلاح» ان بلادنا تعيش حاليا في أزمة وكان لا بدّ من خيار ثالث يوفق بين جميع القوى ويعمل على بعث الإستقرار والبحث عن حلول. وأكّد ان هذا المجلس سيعمل على فرض بعض الأشياء ولكن بطريقة سلمية للخروج من حالة الإحتقان ولحلّ الأزمة التي تتخبط فيها البلاد. وأضاف ان المجلس «سيتصدّى لقوى الردّة التي تعمل على إبقاء البلاد على الوضع الذي تعيشه حاليا». وحول مشاركة رجال ثورة الكرم في هذا المجلس قال «إن الباب مفتوح لكلّ قوى الثورة وكل من يحمل روح العمل من أجل مصلحة البلاد». وحول التحرّكات المبرمجة في 17 ديسمبر، قال انه تمّت برمجة وقفة في القصبة وأنه سيتم خلال ندوة صحفية ستعقد الأيام القليلة القادمة الإعلان عن أهم مطالب المجلس. وردّا حول ما يروّج بأنّ المجلس يعتزم القيام بإنقلاب، قال ان الإنقلابات مرفوضة سواء كانت سلمية أو ثورية، مضيفا: «نحن ننادي بأن تكون السيادة بيد الشعب ونعمل على طرح خيارا ثالثا». ومن جهته قال «عبد الرزاق بن العربي» رئيس «حزب العدالة والتنمية» ان المسار الحكومي إنحرف، وأكّد ان «الترويكا» تفكّكت، وأضاف انه وقع تجاهل المسار التنموي، وأشار إلى انّ الدستور أفرغ من محتواه وأن دستور 1959 الذي أنجز في ظل الإحتلال وفي ظلّ الوصاية الإستعمارية أقرب إلى الواقع التونسي من الدستور الحالي. وقال ان الدستور الحالي يتضمّن تجاهلا تاما للإسلام وللدولة الإسلامية ولا يجرّم التطبيع مع إسرائيل، وأكدّ انه وقع تجاهل حق التونسي في العيش الكريم، مشيرا الى أنه لابدّ من إيجاد طرف أصيل يحمي المشروع الوطني الإسلامي. وقال بن العربي أن الإزدواجية بين «الترويكا» وجبهة الإنقاذ دليل على أنهما وجهان لعملة واحدة، ودعا الى إيجاد التوازن على الساحة خاصة ان أهداف الثورة وقع تجاهلها، وأكّد ان الشهداء أيضا تم تجاهلهم وإعتبر ان الحوار الوطني حوار «تمويهي». وتساءل: «لماذا حطّمت الإضرابات أثناء فترة الحوار الأرقام القياسية؟» مؤكدا ان تونس تخسر سنويا نحو 5 آلاف مليار جراء الإضرابات والإحتقان وتبادل الإتهامات بين الحكومة وجبهة الإنقاذ. وقال سنعمل على تقديم برنامج إقتصادي وإجتماعي مستديم. وحول الإتهامات الموجهة الى هذا المجلس بمحاولة الإنقلاب وبأنه جاء لتنفيذ ثورة للإسلاميين وليس لتصحيح مسار الثورة ردّ: «نحن لا نطلب سلطة ولسنا طلاّب كراسي». وقال: «خوذوا الكراسي وإرحموا الثورة وقفّة التونسي». وقال نحن مستعدّون للوصول إلى أبعد ممّا يتخيّلون وإقتراح مسار جديد. وأكّد انه لا وجود لأي مكسب لكي يتم منح الثقة للأطراف التي تتصارع حاليا، وقال «لا بدّ من قطيعة مع هذا المسار». وأضاف: ««بن علي» غادر تونس ولكن رجاله مازالوا في الإعلام والقضاء». وردّا على إنضمام رجال الكرم الى هذا المجلس قال: «من يقبل الإنضمام إلينا لا نرفضه ومن يعترض على رجال الكرم فهناك قضاء وكل شخص مدان يحاسبه القضاء». وأكّد انّهم في المجلس ضد الإختراقات وقال «نحن في مجلس ثوري ولسنا أصحاب مناصب». أما عبد الرؤوف العيادي رئيس الهيئة التأسيسية ل «حركة وفاء» فقد قال ان هناك محاولات لطيّ صفحة الثورة وبالتالي كان لابد من تكوين هذا المجلس. وأكّد انها دعوة لإستئناف المسار الثوري خاصة وان هذا المسار وقع التآمر عليه . واعتبر العيادي مطالب المجلس بمثابة الدعوة لتبليغ صوت الثورة. وقال ان هذه المكونات ستنظم وقفة في القصبة يوم 17 ديسمبر الجاري. وعن سؤال حول ما إذا كان هذا التحرّك محاولة للإنقلاب على الحوار الوطني والثورة قال: «لا يمكن إفراغ الشارع خاصة ان مكونات المجلس إتفقت على برنامج واحد»، واعتبر ان هناك منظومة كاملة من أزلام النظام السابق تريد الرجوع والمسك بزمام الأمور وقال: «هيهات فهذا الأمر لن يكون». وأضاف «ان الشعب الذي دفع دماءه لهذه الثورة لن يسمح بذلك».