بعد عمر من النضال السياسي والعطاء الفكري والإبداع الأدبي ...غادرنا إلى مثواه الأخير محمد الحبيب براهم يوم الأربعاء 11 ديسمبر على الساعة السادسة مساء على إثر تعرّضه لأزمة قلبية ... الراحل محمد الحبيب براهم ولد في 25 أكتوبر 1946 بمساكن (ولاية سوسة) . وإلى جانب توّليه تدريس العربية في عديد الجهات ,شغل خطة وال على عدد من الولايات على غرار قفصة وأريانة وبنزرت والمنستير ... كما انخرط في السلك الديبلوماسي واضطلع بمهمة سفير لتونس لدى دول عربية كالكويت ولييبا ... و الراحل محمد الحبيب براهم اسم ارتبط بسيرة الزعيم الحبيب بورقيبة حيث عايش السنوات الأخيرة من حياته على إثر توّليه خطّة والي المنستير ...كما شاع اسم المرحوم بعد إصداره لكتاب « بورقيبة خارج زمن الحكم» وكان قد قال في تقديم أثره: «... إنها لوحات وومضات ووقائع ومشاعر، أردتها لا سردا تاريخيا مفصلا ولا تحليلا سياسيا موجها، بل لمسات إنسانية ووجدانية ونفحات تحليلية وميدانية... وقد كتبتها لا مدحا ولا قدحا، بل هي شهادة للتاريخ، أصوغها للمناضلين , وللجيل الصاعد عساها توصل إليهم ولو من بعيد ما لم يعرفوه أو يعايشوه...». كما ترك الراحل للأجيال القادمة رواية من أجمل الروايات وأروعها ,بعنوان : «أنا وهي والأرض»,إلى جانب عديد الآثار الفكرية والأدبية الأخرى التي نشرت شذرات منها على أعمدة الصحف والمجلات . وقد خلّف رحيل محمد الحبيب براهم أسى ولوعة في نفوس من عرفوه لما امتاز به من حسن خلق وسجيّة طيبة ... وقد كشف لنا مصدر مقرّب من عائلة الراحل أن الموت باغته وهو بصدد الإعداد لكتاب جديد ... و سيقام اليوم فرق المرحوم باذن الله اثر صلاة العصر بمنزل العائلة الكائن بنهج دمشق عدد 1بخزامة الشرقية ( ولاية سوسة) . رحم الله الفقيد رحمة واسعة وأسكنه فراديس جنانه ورزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان. «إنا لله وإنا اليه راجعون».