تواصل نزول الغيث النافع على صفاقس بكميات محترمة واكيد انها مفيدة للفلاحة ولصابات الزياتين وللمائدة المائية خاصة وانها امطار في تساقطها لم تكن طوفانية وانما مسترسلة بنسق بين الضعيف والمتوسط والقوي على امتداد ساعات النهار والليل ... لكن الاكيد ان هذه الامطار المفيدة عرت الكثير من العيوب والنقائص والاخلالات على مستوى البنية التحتية وقنوات تصريف مياه الامطار وقنوات المجاري والتطهير التي اثبتت ضعفها جراء تراكمات لسياسات تجاهل وتهميش للمدينة الثانية في الجمهورية منذ حكم بورقيبة ... ما يحصل في صفاقس غريب وعجيب وهذه المدينة ببنيتها التحتية وبامثلتها العمرانية هي اقرب الى قرية كبيرة منها الى مدينة تعتبر في الاصل وعلى الورق قطبا اقتصاديا وعمرانيا وعلميا كبيرا .... اللافت ان كميات الامطار على مستوى تساقطها من السماء ليست طوفانية ومن هنا كان من المفروض ان لا تتكدس مياه الامطار ابدا في الطرقات حيث يتم استيعابها بسرعة وفي اللحظة والحين من قنوات التطهير والتصريف لكن باعتبار ان العلة هي في البنية التحتية المهترئة فان هذه الكميات من المياه تراكمت في الطرقات لتعيق حركة المرور بمختلف احياء وشوارع المدينة وضواحيها وحيث المرور في الطرقات اشبه بسباحة السيارات في اليم ولنبتدئ بقلب المدينة العصرية حيث باب بحر لنشير الى ان عدة مناطق بها كانت غارقة في برك الماء التي يستحيل معها المرور والدخول الى الادارات الا بالغوض حفاة او بالاحذية في المياه الباردة وساحة ماربورغ وهي بقلب باب بحر استحالت الى مسبح حيث لا يمكن المرور ابدا الا في الماء ونفس الشيء لشارع الحبيب المعزون وكذلك شارع فرحات حشاد و18 جانفي ومنطقة مجيدة بوليلة ودار الشباب التي تسللت اليها مياه الامطار وحولتها الى بحيرة ... الامر ذاته وجدناه في مختلف الطرقات التي زرناها بصفاقس وضواحيها ومنها طريق المطار وطريق منزل شاكر والعين وقرمدة وتنيور وطريق تونس وطريق المهدية وطريق السلطنية ومناطق البستان والحفارة ودخلت المياه الى عديد البيوت والمنازل بهذه المناطق ومنها حي الدرابك وسبخة الحجام ... اللافت ايضا وهذا خطير ان مياه الامطار كشفت عيوب الطرقات التي انتشرت بها الحفر الكبير والمروعة للعباد و' للميكانيك ' اي السيارات التي عانت عجلاتها من السقوط في الحفر الكثيرة المنتشرة بوسط الطرقات وعلى جوانبها واللافت ايضا ان شبكات تصريف مياه الامطار والتطهير والمجعولة في الاصل لاستيعاب وتصريف مياه الامطار اصبحت هي الاخرى تلفظ ما بداخل قنواتها من مياه وقاذورات لتزيد الطين بلة ولتزيد في معاناة ابناء صفاقس الذين ملوا تواصل الحال على ما هو عليه وقد عاشت صفاقس حالة عزلة يوم الاثنين وحالة شلل على مستوى وسائل النقل وعلى مستوى عديد الادارات التي لم تفتح ابوابها او هي بقيت مفتوحة من دون روادها وقاصديها الذين استحال وصولهم اليها بل ان الشلل اصاب ايضا المحاكم بالجهة حيث تم تاجيل عديد الجلسات والقضايا تبعا لغياب المحامين والمتقاضين وعدد ممن ارادوا الوصول الى المدينة لم يتمكنوا من ذلك باعتبار ان الطرقات شبه مقطوعة ا وان الوصول الى المكاتب والادارات غير ممكن الا بالغوص في المياه الباردة والملوثة بقاذورات قنوات الصرف الصحي والتطهير لا سيما وان كميات المياه غمرت الطرقات وغمرت ايضا جوانب الطرقات والارصفة واضطر البعض القليل الى الصعود بسياراتهم وشاجناتهم فوق الارصفة للاقتراب من ابواب بعض الادارات قصد قضاء الشؤون .... ما حصل في صفاقس يعتبر فضيحة وينبغي في ذات الوقت ان يكون دافعا الى كل المسؤولين ولا سيما مركزيا من اجل ان يشتغلوا على ايجاد الحلول البديلة التي يمكن ان تقي صفاقس من هذه البرك من المياه وللقيام باشغال توسعة للطرقات وتنظيف زتعهد لقنوات التطهير وصرف مياه الامطار لتكون عملية لا ان تكون بمثل تلك التي تم تركيزها قبل سنوات قليلة جدا لتصريف مياه الامطار من وسط المدينة والمناطق الساحلية الشمالية وخاصة منطقتي السلطنية وسيدي منصور فاذا بهذه المشاريع التي تكلفت على المجموعة الوطنية بالمليارات تكون غير ذات فاعلية وغير ذات جدوى بقي ان نشير الى ان نسب الامطار بصفاقس تراوحت بين 7 و143 حيث تم على سبيل المثال تسجيل 96 ملم بساقية الزيت و90 ملم بالسلطنية و32 ملم بقرمدة واما بمليتة فبلغت النسبة 143 ملم