قال «طارق بن جازي» من المعهد الوطني للإستهلاك ل «التونسية» انّ المعهد أعد دراسة حول تغير أنماط الإستهلاك لدى التونسي وأكّد انه تم القيام بإستبيان شمل 1000 أسرة موزعة على كامل تراب الجمهورية، مشيرا الى أن الإستنتاج الأولي الذي خلصت إليه الدراسة التي من المنتظر ان يتم إتمامها قريبا تكشف أن التونسي يدفع مقتنياته «كاش» وان إعتماد البطاقات البنكية في الشراءات مايزال ضعيفا. وأشار بن جازي الى أن الدراسة أثبتت أن سلوك التونسي يتميز بالعقلانية والسيطرة على الإستهلاك في حدود إمكانياته خلافا لما يروج، إلى جانب الحرص على توفير ادخار وقائي. وأضاف ان المعطيات الأولية تشير إلى انّ التونسي أصبح يقبل أكثر على تناول فطور الصباح والغداء خارج البيت كما أنه يخصص حيزا كبيرا من نفقاته للثقافة والترفيه إلى جانب تحسن كبير في مؤشرات التجهيزات الداخلية بمنزله. وأكد بن جازي ان الدراسة إعتمدت على إحصائيات من المعهد الوطني للإحصاء والتي يظهر فيها ان الإنفاق تطور سنويا بنسبة 6 في المائة وذلك إلى حدود 2010 . وأضاف انه رغم إنتشار الفضاءات التجارية الكبرى فإن «عطار الحومة» مايزال محافظا على مكانته بالنسبة للتونسي. وفي ما يتعلق بقرارات الشراء قال محدثنا انّ قرارات الشراء لم تعد مثلما كان الحال سابقا أي يتحكم فيها رب الأسرة بل أصبحت ذات طابع عائلي حيث يتدخل الأبناء في الشراءات،كما انّ المرأة هي المتحكمة في إقتناء المواد الغذائية . هاتفان أو ثلاثة عند العائلة الواحدة وقال بن جازي انّ عديد الكماليات أصبحت ضرورية عند العائلة التونسية وتخصص لها نفقات إضافية ومن ذلك الأنترنات والهاتف الجوال مشيبرا الى أن الدراسة أثبتت أننا أصبحنا نجد هاتفين أو ثلاثة عند العائلة الواحدة،وهو ما يتطلب تخصيص ميزانية للشحن ولمواكبة التكنولوجيات والتقنيات الحديثة في هذا المجال. وأضاف بن جازي أنه بالعودة إلى الإحصائيات المنجزة من قبل معهد الإحصاء يتبيّن أن 17٫6 بالمائة من التونسيين في 2010 يتمتعون بالأنترنات في منازلهم وان عدد المشتركين في الهاتف الجوال في 2012 وصل الى 721، 499، 12 مشتركا. وأكدّ بن جازي انه لوحظ تحسن في مؤشرات التمتع بالتجهيزات المنزلية حيث أثبتت الدراسة ان نسبة هامة من التونسيين تملك آلات غسيل وأجهزة تلفاز وان نسبة التونسيين الذين لديهم اجهزة تلفزيون في منازلهم مرّ من 4، 92 بالمائة في 2005 إلى 97 بالمائة في 2010. أمّا نسبة أولئك الذين لديهم هوائيات(بارابول) فقد مرّت من 4، 55 بالمائة في 2005 إلى 3، 87 بالمائة في 2010. وقال بن جازي أن الدراسة أثبتت أيضا أن الإقبال على المكيفات تضاعف في ظرف 5 سنوات إذ مر من 7 في المائة في 2005 إلى 14 في المائة في 2010 فيما ارتفعت نسبة التونسيين الذين لديهم ثلاجات من 5، 84 بالمائة في 2005 الى 94 بالمائة في 2012 . وحسب الإحصائيات التي قام بها المعهد الوطني للإحصاء فإن التونسي سنة 2010 خصص 4، 92 في المائة من إجمالي نفقاته للتغذية عوضا عن 39 بالمائة سنة 1985 و9، 28 بالمائة للسكن عوضا عن 7، 27 بالمائة سنة 1985 و7، 8 بالمائة للصحة والمواد الصحية في 2010 و9 بالمائة للنقل و6، 8 بالمائة للباس و4، 5 بالمائة للإتصالات و8٫5 بالمائة للتربية و7٫4 بالمائة للترفيه و0٫5 نفقات أخرى. كيف التعامل مع الأزمات؟ وقد بيّنت الدراسة ان الأزمات لا تؤثر فقط على مستوى الحد من الإستهلاك بل كان لها دور كبير في تغييرالسلوك الإستهلاكي حيث يتوجه المستهلك نحو السلع المستعملة والإنفاق على إصلاح ما تعطب أكثر منه على إقتناء مستلزمات جديدة. ولوحظ ان التونسي في الأزمات عادة ما يبتعد عن المغازات الكبرى ويتوجه أكثر نحو الأسواق المحلية القريبة من مقر إقامته وخصوصا نحو الحوانيت الصغيرة،كما ان التونسي يحرص في الأزمات على وضع أولويات اثناء إقتناء المستلزمات الضرورية حرصا منه على التحكم في النفقات.