(تونس) كشف تقريرنشرته مجلة«دير شبيغل» الألمانية عن امتلاك وكالة الأمن القومي الأمريكية لآلية مُعقدة، تسمح لها بإضافة أدوات وبرمجيات خبيثة على الكمبيوترات المُباعة عبر شبكة الإنترنت، قبل وصولها إلى وجهتها النهائية. وحسب التقرير الذي نشره موقع «البوابة العربية للأخبار التقنية»، فإن وكالة الأمن القومي الأمريكية «NSA» تنسق مع وكالة المُخابرات المركزية الأمريكية «CIA» ومكتب التحقيقات الفيدرالي «FBI» لاعتراض شُحنات الكمبيوترات المُباعة حديثا،لتحويلها ومُلحقاتها إلى ورشة عمل سرية تابعة لها، ليقوم عُملاء الوكالة بتحميل برمجيات خبيثة، أو إضافة عتاد صلب خبيث يُمَكِن وكالة الاستخبارات الأمريكية من الدخول السري إلى الجهاز. وتمتلك الوكالة أدوات عدة، تحمل إحداها الاسم الرمزي «COTTONMOUTH»، وهي عبارة عن عتاد صلب، يتم زرعه داخل الجهاز، ويقوم بالاتصال بالجهاز عبر منفذ «USB»، ويسمح للوكالة بالوصول السري إلى الجهاز المُتضرر. وحسب التقرير لا تكتفي وكالة الأمن القومي الأمريكية باستخدام البرمجيات الخبيثة للتحكم بالجهاز عن بعد، بل تمتلك برنامجاً خاصاً، يسمح لها بالتنسيق مع وكالات استخباراتية أمريكية أُخرى بالوصول بشكل فيزيائي إلى الهدف المُراد التجسس عليه، وذلك بواسطة طائرات تجسس خاصة، تستطيع الوصول بسرية تامة، وزرع أدوات التجسس، ومن ثم الانسحاب بهدوء، حسب التقرير. وكانت صحيفة «واشنطن بوست» قد ذكرت أول أمس أن وكالة الأمن القومي الأمريكية تحاول تطوير جهاز كمبيوتر عملاق يمكنها من اختراق غالبية برامج التشفير سواء كانت مستخدمة لحماية برامج التجسس لدول أخرى أو حسابات عملاء البنوك. ويأتي التقرير - الذي قالت الصحيفة إنه يعتمد على وثائق سربها إدوارد سنودن الموظف السابق بوكالة الأمن القومي- وسط جدل مستمر حول برنامج الوكالة لجمع سجلات للمكالمات الهاتفية واتصالات الإنترنت الخاصة بمواطنين. وأضافت الصحيفة في التقرير أن الجهاز الذي تحاول وكالة الأمن القومي تطويره والذي يطلق عليه اسم «الكمبيوتر الكمي»، يمكن استخدامه في اختراق رموز التشفير المستخدمة في إخفاء المعلومات الحساسة. وأوضحت الصحيفة أن تطوير هذا الكمبيوتر قد يستغرق سنوات. وقال التقرير إن الكمبيوتر يأتي ضمن مشروع أبحاث بقيمة 79.7 مليون دولار يعرف باسم «اختراق الأهداف الصعبة»، مشيرا إلى أن باحثين آخرين غير حكوميين يسعون أيضا لتطوير مثل هذا الجهاز وإلى أنه لم يتضح بعد ما إذا كان برنامج وكالة الأمن القومي الأمريكية متأخرا عن هذه الجهود الخاصة أم متقدما عليها. وسرب سنودن - الذي يعيش في روسيا بموجب حق لجوء مؤقت- وثائق جمعها أثناء عمله في وكالة الأمن القومي، فيما اتهمته الولاياتالمتحدة بالتجسس إلى جانب اتهامات أخرى.