بعد ثلاثين عاماً على انطلاقه: برنامج التأهيل الصناعي يغيّر ملامح الاقتصاد التونسي    مدنين: تجهيزات طبية حديثة تدعّم المستشفيات ومراكز الصحّة الأساسية بقيمة تفوق 4.5 مليون دينار    جلسة عمل لمتابعة النسخة المحينة للموقع الرسمي لوزارة السياحة    وزارة الفلاحة تحذّر من تقلبات جوية    إسرائيل تطالب بإفراج "حماس" عن رهائنها من دون مراسم أو ضجة    ترامب: قد يكون هناك اتفاق بشأن غزة الأسبوع المقبل    سحابة سامة قرب مدريد وتحذير من مغادرة المنازل    طقس اليوم: ظهور خلايا رعدية محلية مصحوبة ببعض الأمطار المتفرقة    الفرجاني يلتقي فريقا من منظمة الصحة العالمية في ختام مهمته في تقييم نظم تنظيم الأدوية واللقاحات بتونس    كوريا الجنوبية: تسجيل أعلى معدل للحرارة في تاريخ البلاد    19سهرة فنية ومسرحية ضمن فعاليات الدورة 42 لمهرجان بنزرت الدولي    بطولة العالم للكرة الطائرة للفتيات - تحت 19 عاما - المنتخب التونسي ينهزم امام نظيره الايطالي 0-3    سوريا: اندلاع حريق بالقرب من قصر الرئاسة بدمشق    تونس الجميلة: توزر : جوهرة الصحراء ومدينة الأحلام    عادات وتقاليد: «الزردة» طقوس متوارثة ...من السلف إلى الخلف    مع المتقاعدين: منصور كعباشي (قفصة): التقاعد ... فسيفساء من العطاء وتذوّق بهاء الحياة    فوائد غير متوقعة لشاي النعناع    خلافات بين الأعضاء وانسحاب رئيس الجمعية وأمين المال: ماذا يحدث في مهرجان القنطاوي؟    رسميا: هلال الشاية يتفادى خصم النقاط من الفيفا    تاريخ الخيانات السياسية (5): ابن أبي سلول عدوّ رسول الله    في قضية تدليس عقود : 16 سنة سجنا لشفيق جراية    بين حرية التعبير والذوق العام : هل يُمنع «الراب» والفن الشعبي من مهرجاناتنا؟    الليلة: البحر هادئ وأمطار بهذه المناطق    مستقبل المرسى يتعاقد مع اللاعب أسامة الجبالي    قضية "التآمر على أمن الدولة 2": تأجيل الجلسة إلى 8 جويلية لإعذار المتهمين والنطق بالحكم    المسابقة الإسكندنافية الدولية لزيت الزيتون: تونس تفوز بالمركز الأول ب 64 ميدالية    موسم الحصاد: تجميع حوالي 9,049 مليون قنطار إلى غاية 3 جويلية 2025    ڨبلي: نجاح أول عملية دقيقة على العمود الفقري بالمستشفى الجهوي    وزير التجارة: صادرات زيت الزيتون زادت بنسبة 45%    فتح باب الترشح للمشاركة في الدورة الثانية من المهرجان الدولي للسينما في الصحراء    ملتقى التشيك الدولي لبارا ألعاب القوى: النخبة التونسية ترفع رصيدها الى 5 ذهبيات وفضيتين    غزّة: الناس يسقطون مغشيا عليهم في الشوارع من شدّة الجوع.. #خبر_عاجل    وفاة حارس مرمى منتخب نيجيريا سابقا بيتر روفاي    مرض السكرّي يقلّق برشا في الليل؟ هاو علاش    تخدم الكليماتيزور كيف ما جا؟ هاو وين تغلط وشنوّة الصحيح باش ترتاح وتوفّر    إذا ولدك ولا بنتك في ''السيزيام'' جاب 14/20.. ينجم يدخل للنموذجي؟ شوف الإجابة!    الشاب مامي يرجع لمهرجان الحمامات.. والحكاية عملت برشة ضجة!    الحماية المدنية: ''احذروا الصدمة الحرارية كي تعوموا.. خطر كبير ينجم يسبب فقدان الوعي والغرق''    عاجل: تحذيرات من حشرة منتشرة على الشريط الحدودي بين الجزائر و تونس..وهذه التفاصيل..    المرصد الوطني للفلاحة: نسبة امتلاء السدود تبلغ 37.2 %    القصرين: حجز 650 كلغ من السكر المدعّم بسبيطلة وتفعيل الإجراءات القانونية ضد المخالف    عاجل/ 10 إسرائيليين مقابل 1000 فلسطيني.. تفاصيل جديدة عن هدنة 60 يوماً في غزة..    فرنسا: إضراب مراقبي الحركة الجوية يتسبب في إلغاء آلاف الرحلات    مقترح قانون لحماية المصطافين وضمان سلامة السباحة في الشواطئ والفضاءات المائية    البطولة العربية لكرة السلة سيدات: المنتخب الوطني يفوز على نظيره الجزائري    عاجل/ اختراق استخباراتي إسرائيلي داخل ايران يكشف مفاجآت..!    الحرس الوطني يُطيح بمنفّذي عملية ''نَطرَ''وسط العاصمة في وقت قياسي    فضله عظيم وأجره كبير... اكتشف سر صيام تاسوعاء 2025!"    قمة نار في مونديال الأندية: كلاسيكو، ديربي، ومفاجآت تستنى!    عاجل/ هذا ما تقرر بخصوص اضراب الأطباء الشبان..وهذه التفاصيل..    نيس الفرنسي يضم حارس المرمى السنغالي ديوف لمدة خمس سنوات    بداية من 6 جويلية 2025: شركة نقل تونس تخصص 10 حافلات خاصة بالشواطئ    جريمة مروعة: شاب ينهي حياة زوجته الحامل طعنا بالسكين..!!    أفضل أدعية وأذكار يوم عاشوراء 1447-2025    فضيحة السوق السوداء في مهرجان الحمامات: تذاكر تتجاوز مليون ونصف والدولة مطالبة بالتحرك    صيف المبدعين...الكاتبة فوزية البوبكري.. في التّاسعة كتبت رسائل أمي الغاضبة    'قلبي ارتاح' .. الفنانة لطيفة العرفاوي تحمّس الجمهور لألبومها الجديد لصيف 2025    المنستير: برمجة 11 مهرجانًا و3 تظاهرات فنية خلال صيف 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السواعد التونسية والتجنيس في قطر:بين جفاء أهل الدّار.. وصمت الكبار.. وهوس الدّولار
نشر في التونسية يوم 13 - 01 - 2014

المنتخب القطري!! حلم بات يراود جل لاعبي كرة اليد التونسية وظل يطارد الكثيرين وهاجس للبعض الآخر، ظاهرة تنامت في السنوات الأخيرة بعد أن تمكن تسعة لاعبين تونسيين من الحصول على جنسية قطرية هم: حمدي الميساوي والصحبي بن عزيزة ومحمد المحجبي وأمين خذيرة ونضال عيسى ومحمد العبيدي وصبحي سعيد ووجدي سنان ويوسف بن علي.
حصيلة ليست بالهينة دفعت بكل غيور على كرة اليد التونسية إلى التساؤل عن أسباب هجرة هذه السواعد إلى هناك بعد أن جندت طاقات لصقلها وبذلت جهود من أجل رؤيتها تتألق في أكبر البطولات في العالم، موضوع كان لابدّ من الغوص فيه لمعرفة أسباب إقبال اللاعب التونسي في كرة اليد على الجنسية القطرية والأسباب التي تقف وراءه والحلول الواجب استنباطها حتى نحدّ من هذه الظاهرة.
«التونسية» خاضت في هذا الموضوع واتصلت بالأطراف المعنية وعادت بالورقة التالية:
كريم الهلالي (رئيس الجامعة التونسية لكرة اليد): سنتصدى لهذه الظاهرة
لا يمكن المقارنة بين كرة اليد التونسية ونظيرتها القطرية وإنما هناك إشكال وقع فيه كل اللاعبين هو الإغراء المادي باعتبار وأن الرواتب التي تقدم لهم في قطر تفوق حتى الرواتب التي تقدم في البطولات الأوروبية.
مستوى كرة اليد التونسية تطور وأصبح ينشد العالمية ونحن كسلطة إشراف بصدد بذل مجهود كبير ولكن لا توجد حلول لأنك لا يمكن أن تقف ضدّ رغبة لاعب يود الذهاب إلى هناك لأننا أصبحنا في عالم الاحتراف.
نحن تدخلنا الموسم الفارط في ما يتعلق بمصباح الصانعي ولكنه للأسف خيّر الاحتراف في قطر على عكس أسامة البوغانمي ومروان شويرف اللذين خيّرا البطولة الفرنسية رغم العروض المغرية من فرق خليجية وهذا يدخل في المستوى التعليمي والثقافي للاعب لأن ذلك مهم جدّا اليوم.
الموضوع لم يعد مخيفا لأن لاعبي النخبة لم يعد بإمكانهم التجنيس بعد الاتفاق مع سلطة الإشراف هناك ووضعنا لديها قائمة موسعة تضم اللاعبين واللجنة الأولمبية القطرية تحركت وأصدرت قرارا ينص على أن الجنسية القطرية لا يمكن أن تمنح إلاّ لمن ولد في قطر كما وضعنا على ذمة المسؤولين هناك كل الأسماء التي تقف وراء هذا الموضوع حتى لا يتم التعامل معها.
هذه الظاهرة لم تعد مقبولة أساسا لذلك تحادثنا مع رئيس الاتحاد الإفريقي وقدمنا مقترحات إلى رئيس الاتحاد الدولي الذي اقتنع بضرورة إيجاد قوانين تحمي كرة اليد التونسية ومقترحاتنا ستعرض في الجلسة العامة القادمة للاتحاد الدولي وينتظر أن تتم تسوية الإشكال لأنه في السابق كانت أوروبا هي المتحكّمة في الموضوع ولكن اليوم بسبب تحركاتنا سيتمّ سن قوانين جديدة.
الشيخ تميم رئيس اللجنة القطرية اقتنع بوجهة نظرنا وكذلك الاتحاد الأوروبي وهذا لم يأت من فراغ وقد بدأت جهودنا تثمر بعد أن تقرر ألّا تمنح الجنسية القطرية للاعب عمره أقل من إحدى وعشرين سنة لذلك فإن شبّاننا اليوم في أمان وأما الأكابر فإنّ ذلك يعود إليهم فمن يريد أن يذهب إلى قطر فلن نمنعه ما دام يرى وأن البطولة القطرية ستحقق له أهدافه.
نحن سنواصل في توعية اللاعبين الشبان حتى نمنعهم من التوجه إلى البطولات الخليجية ونحثهم على مزيد العمل في أنديتهم حتى يبرزوا وتتاح لهم فرص أفضل تقودهم نحو البطولات الأوروبية.
الجامعة التونسية تتعامل مع الموضوع بكل جدية ومن كل الجوانب وستواصل مساعيها نحو الاتحاد الدولي حتى تصل إلى أهدافها حماية للاعبيها وكرة اليد التونسية من ظاهرة التجنيس في قطر المشكل الذي بات يؤرقنا والذي لن نسمح بتواصله و«يسلب» منا سواعدنا التي بذلنا مجهودات كبيرة لصقلها.
نحن في انتظار رد الاتحاد الدولي وكلنا أمل في أنه سيستجيب للنقاط التي أثرناها في المراسلة حتى نحمي كرة اليد التونسية ونحافظ على نخبتنا التي تستحق دائما الأفضل.
قيس عطية (رئيس فرع الترجي الرياضي): الجامعة هي المسؤول الأول عن هذه الظاهرة
الجامعة اليوم مطالبة بالتصدّي بكلّ قوة لظاهرة التجنيس التي أصبحت مشكل كرة اليد التونسية ويتوجب عليها إنارة الرأي العام ومده بكل الحقائق المتعلقة بهذا الموضوع الذي سيتطور في الأيام القادمة إن لم تتم معالجته جذريا.
وإذا أراد المسؤولون فعلا الوصول إلى أهدافهم فإنه يتوجب عليهم التوجه نحو عائلات اللاعبين والتحدّث إليهم وشرح العواقب التي قد تنجر عن خروج أبنائهم إلى قطر لأن العائلة يمكن أن تكون السبب الأول في تفشّي هذه الظاهرة لأن اللاعب يصبح بالنسبة إليها مورد رزق تقتات منه ولا تفكر في مستقبله الرياضي.
لابدّ من تغييرات جذرية على مستوى المنتخبات فالتشبيب على مستوى الإدارة مطلوب لأنه لا يعقل أن يظل مسؤول لأكثر من أربع سنوات على رأس أحد المنتخبات الوطنية لأن هذا قد يحدث مشاكل داخله خاصة إذا كان هناك لاعب متميّز له علاقة غير طيبة بذلك المسؤول.
هناك مشكل آخر في كرة اليد التونسية اسمه خالد كركر وهو من يقف وراء هجرة اللاعبين إلى قطر وتجنيسهم والجامعة عليها أن تعي جيّدا كيف تتعامل معه وتقنعه بالابتعاد عن كرة اليد التي أضرّ بها هذا المشكل.
في السابق كان هدف اللاعب الذي يتوجه نحو قطر معروفا وهو إنهاء مسيرته الرياضية وجمع المال حتى يؤمّن حياة اجتماعية طيبة، ولكن للأسف اليوم المعطيات تغيّرت وأصبح إقبال الشباب كبيرا بسبب غياب التأطير داخل الجمعيات.
اليوم لا أحد بإمكانه إيقاف هذه الظاهرة والجامعة مطالبة بالتفكير أكثر وفتح مجال للحوار مع كل الأطراف التي يهمها هذا الموضوع سواء الأولياء أو الجمعيات وأيضا وكلاء اللاعبين لأن الجامعة هي أكثر طرف ساهم في هذه الظاهرة والحمد لله الترجي لا يعاني من هذا المشكل بفضل المجهود الذي نبذله في توعية الأولياء واللاعبين من خلال مدهم بفكرة عن الأوضاع الصعبة التي يعانيها اللاعب هناك خاصة على مستوى الإقامة والترجي سيواصل عمله وسيوفر كل الظروف المريحة لشبانه حتى يحققوا طموحاتهم بالوصول إلى منتخب الأكابر.
زياد نطاط (رئيس فرع النجم الساحلي): النجم أكبر متضرّر
الأمر لم يعد يحتمل وأعتقد أنه الوقت المناسب لتتحرك كل السلط وتقف صفا واحدا للقطع مع هذه الظاهرة التي باتت تهدد كرة اليد التونسية.
النجم الساحلي بادر منذ الموسم الماضي بتنظيم منتدى خصّصه للحديث في هذا الموضوع هجرة وتجنيس اللاعبين حتى نضع الاصبع على موطن الداء الذي تبدأ مداواته أساسا بالتوعية التي تتطلّب ضرورة المتابعة والوقفة الحازمة مع كل الساهرين على كرة اليد التونسية.
النجم يعد المتضرر الأكبر من هذه الظاهرة بعد أن سجلنا خروج قرابة تسعة لاعبين شبان إلى قطر بسبب الإغراءات المادية التي تهيمن على تفكير الشاب وتجعله عاجزا عن مقاومتها باستثناء الصحبي بن عزيزة الذي تحول إلى قطر بما أن العمر لم يعد يسمح له بأن يكون ضمن قائمة المنتخب.
المطلوب اليوم إيجاد قوانين على مستوى الاتحاد الدولي للحد من هجرة وتجنيس لاعبينا في قطر وكريم الهلالي رئيس الجامعة بادر وهو بصدد القيام بمجهود كبير مع كل الأطراف الساهرة على لعبة كرة اليد على المستوى العربي والدولي والاتحاد الدولي المطالب اليوم بإصدار شروط تكون صارمة لأن هذه الظاهرة تنامت وستتواصل في المستقبل ومؤكد ستكون لها انعكاسات سلبية على كرة اليد التونسية وسنشاهد لاعبين يغيرون الوجهة في الأيام القادمة نحو البطولة الكويتية والإماراتية اللتين بصدد تقديم مبالغ خيالية للاعبين الأجانب لذلك فإنه من الضروري التحرك السريع حتى نضع حدّا لهذا الداء الذي بات يهدّد كرة اليد التونسية التي باتت تناشد العالمية وتشق طريقها نحو الأفضل.
نضال عيسى (اللاعب السابق لاتحاد صيادة): الإقصاء من المنتخب أول الأسباب
تونس مدرسة كبيرة في كرة اليد وستبقى كذلك ولكن يجب أن يدرك الجميع أن المنتخب لا يمكن أن يضمّ خمسين أو ستين لاعبا، هذا جعل الكثير من اللاعبين يفكرون في البحث عن فرصة خارجه من أجل البروز والتألق وقد وجدوا ضالتهم في المنتخب القطري الذي يتوفر على كل الإمكانيات التي تفتقدها كرة اليد التونسية.
اللاعب يلعب من أجل هدف وحيد هو ضمان مستقبل أفضل سواء على المستوى الرياضي أو الاجتماعي ومن حقه أن يختار الطريق الأفضل لتحقيقه.
بالنسبة لي البداية مع المنتخب القطري كانت منذ بطولة العالم للأصاغر في تونس وكنت ثاني لاعب يتحصّل على الجنسية القطرية بعد وجدي سنان لأن القانون القطري ينص على وجود ثلاثة لاعبين أجانب فقط في الأندية ويفرض عليك أن تكون قطريا حتى تتاح لك أكثر من فرصة لتنشط في النادي الذي تختاره.
الجنسية القطرية تعني مورد رزق وعملا قارّا يضمن مستقبلا أفضل لذلك حاول كل من ذهب إلى قطر استغلال هذه الفرصة المتاحة للحصول على الجنسية والمشاركة مع المنتخب القطري في مختلف التظاهرات الذي يوفر فرصة البروز والتألق التي لم يحظ بها أيّ لاعب منهم داخل المنتخب الوطني التونسي.
المنتخب القطري يضم فسيفساء من الجنسيات على غرار روسيا وكرواتيا وسوريا ومصر وليس فقط من تونس و الكل يأتي إلى هنا من أجل الأهداف ذاتها استغلال فرصة اللعب مع المنتخب القطري التي لم تتح له في منتخب بلاده ومن أجل مستقبل مادي أفضل يؤمن من خلاله حياته العائلية في ما بعد، هذه الإمكانيات التي لم يعد بمقدور كرة اليد التونسية توفيرها للاعبيها في الوقت الحاضر.
محمد المحجبي (اللاعب السابق لجمعية الحمامات): البروز والتألق هدف كلّ لاعب
غادرت نحو قطر منذ 2008 في سن الرابعة والعشرين بعد أن فقدت كل الأمل في أن أكون مع المنتخب الوطني للأكابر، واكتفيت باللعب مع مكارم المهدية.
آخر مباراة في صفوف المنتخب كانت في الدورة الإعدادية لمونديال الأواسط في نسخة 2004 ثم تم تجاهلي من كل الأطراف الساهرة على المنتخب في ما كان مسؤولو المنتخب القطري يخطبون ودّي رغبة في تعزيز صفوف منتخب بلادهم.
الفرصة أتيحت ولم أستطع رفضها بعد أن فقدت الأمل في أن أكون ضمن تركيبة المنتخب الوطني التونسي والتحقت بالمنتخب القطري بعد حصولي على الجنسية ليس من أجل المال ولكن رغبة في أن أبرز وأتألّق في مختلف النهائيات التي خاضها المنتخب القطري لا سيما في بطولة العالم.
اللاعب الذي يأتي إلى هنا فقط للاحتراف قد يبعد في أيّة لحظة ويخسر كل شيء لأنه وفي غياب جنسية قطرية لا يمكن الحديث عن مستقبل باستثناء بعض اللاعبين على غرار سليم الهدوي ومصباح الصانعي اللذين يعدّان من أفضل اللاعبين ليس في تونس فقط وإنّما على المستوى العربي.
عندما قدمت إلى قطر كنت صحبة حمدي الميساوي وأمين خذيرة الذي كان الأقرب ليكون في المنتخب ولكن ذلك لم يحصل.
المنتخبات القطرية اليوم صارت وجهة الشبان الذين يأتون من أجل كسب المال وتحسين مستواهم المادي أما بالنسبة لي فقد كنت من اللاعبين الذين كوّنوا نواة الجيش القطري والذي تطلب حصول عدة لاعبين على الجنسية من أجل استمراريته وقد صار اليوم من أقوى الفرق على المستوى العربي وقد شاهدنا ذلك في مونديال الأندية الأخير.
البطولة التونسية كانت وستبقى ولاّدة للاعبين ولكن لكل لاعب هدفه ومن حقه أن يختار الطريق الأنسب لتحقيقه.
الصحبي بن عزيزة (اللاعب السابق للنجم الساحلي): «ما دام موش عندي نبكي عليه»
ظهوري مع المنتخب القطري لا يعني أني كنت المبادر ولكنه جاء بعد أن اتصل بي بعض المسؤولين وطلبوا منّي أن أكون هناك من أجل تأطير المجموعة خلال مونديال إسبانيا الأخير ليس أكثر.
ولكن وفي ما يتعلق ببقية اللاعبين فإني أعتبر أن ذلك أمرا شخصيا كما حدث مع يوسف بن علي الذي هضم حقه في أكثر من مناسبة بعد أن بقي ينتظر طيلة خمس سنوات فرصة الظهور الرسمي مع المنتخب واقتصر حضوره فقط على خوض التربّصات لا أكثر لأن القائمة النهائية عادة ما تكون جاهزة حتى قبل الإعلان عنها وبالعناصر التي تعوّدنا على مشاهدتها في مختلف المسابقات.
المنتخب القطري تطوّر مستواه كثيرا مقارنة بالسنوات السابقة والفرق تحسّن مستواها أيضا وصارت تتفوق على الفرق التونسية وهذا شجع كثيرا اللاعبين التونسيين على الانضمام إليها والحصول على الجنسية القطرية التي تكون ضامنا كبيرا لمستقبلهم لأن الوضع لم يعد مناسبا في تونس فهناك لاعبون فقراء وينفقون على عائلات والبطولة التونسية لم تعد قادرة على توفير المستلزمات التي يطمح إليها كل لاعب باستثناء الفرق الكبرى مثل الترجي الرياضي والنادي الإفريقي فحتى النجم الساحلي صار اليوم يعاني من مشاكل مادية.
المسألة اليوم لم تعد مرتبطة بالوطنية وإنما بمستقبل أفضل ومورد رزق يوفّر حياة أفضل والتجنيس صار إشكالا في تونس فقط لأن المنتخب القطري يضم عدة جنسيات أخرى وللمثال يوغسلافيا ولكن لا أحد يتكلم بخصوص هذا الموضوع.
أنا واثق من أن حمدي الميساوي مثلا لو طلبوا منه العودة فإنه لن يستطيع اللعب لأن الأولوية ستكون لمروان المقايز ووسيم هلال وسيقولون إنّهما الأفضل وهذا ينطبق فعلا على بقية اللاعبين الموجودين هنا وهذا يتناسب مع المثل الشعبي الذي يقول «ما دام مش عندي نبكي عليه».
المشكل في تونس هو أن الموجود دائما الأفضل وهناك تغافل عن القاعدة التي هي الأساس لبناء مستقبل أيّ جيل والمسؤولون يجب أن يدركوا بأنه كلما كانت الظروف المادية جيّدة كان العطاء أكثر وأنا تونسي وأخاف على تونس ومستقبل كرة اليد التي نتمنّى لها دائما الأفضل.
وجدي سنان (اللاعب السابق للترجي الرياضي): التجنيس وليد الظلم والإقصاء
التوجه نحو قطر لم يأت من فراغ وإنما هو وليد ظلم تعرّض له اللاعب التونسي بعد أن وجد نفسه خارج المنتخب في كرة مرّة، هذا الإقصاء ولّد لديه الرغبة في البحث عن هذه الفرصة وتحقيقها في صفوف منتخب آخر هو المنتخب القطري الذي فتح الباب لكل من يبحث عن الظهور معه في أكبر التظاهرات.
شخصيا لم أجد حظّي مع المنتخب الوطني التونسي وكنت أوّل من تحصّل على الجنسية القطرية وكان هدفي أن أخوض نهائيات المونديال وأواجه فرقا كنت أحلم بأن أواجهها مع المنتخب التونسي هذا بالإضافة إلى أنه في قطر الكل يمنحك القيمة التي تستحقها ويوفر لك كل ممهدات النجاح لذلك فمن الطبيعي أن يلتحق أي لاعب يحلم بأن تتحقق له كل الظروف الطيبة بالمنتخب القطري.
أنا واثق من أن كل اللاعبين الموجودين حاليا في قطر تعرّضوا في تونس للظلم والإقصاء ومن حقهم البحث عن مستوى أفضل وتحقيق أهدافهم سواء المادية أو الرياضية ما دامت البطولة التونسية عاجزة عن توفيرها».
ظاهرة من المؤكّد أنّها ستتطوّر في المستقبل إن لم تتخذ الإجراءات اللازمة وتسن قوانين ردعية تكون حصنا متينا يحمي كرة اليد التونسية التي باتت مهددة بظاهرة أخرى اسمها توجه سواعدنا نحو الاحتراف في البطولة الليبية بعد التحاق كل من علي بلغيث ووسيم البدوي وحسام البدوي بفرقها وقد تولد اتجاهات أخرى للاعبينا في قادم الأيام نحو فرق خليجية أخرى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.