في الذكرى الثالثة ل"الحراك الاحتجاجي الذي أدى إلى هروب "بن علي"تنظم عائلات الشهداء غدا يوما احتجاجيا لا احتفاليا مثلما نادت إلى ذلك مؤسسات الدولة الرسمية التي أقرت يوم الرابع عشر من جانفي يوم عيد الثورة. وبهذه المناسبة نصب أهالي الشهداء القادمون من مختلف ولايات الجمهورية خيمة في ساحة حقوق الإنسان تضمنت صورا للشهداء وأخرى لحراك الحوض المنجمي وفي رواق آخر علقت شعارات نادت بالكشف عن الحقيقة وأخرى ندّدت بتأخّر الكشف عن الحقيقة ... وقال الأستاذ "شرف الدين القليل" في تصريح ل"التونسية" ان تأخر الكشف عن الحقيقة يعود إلى ارتباك الإرادة السياسية في إنصاف الشهداء ماديا ومعنويا. وشدّد على أن هذا الملف غير قابل لأي شكل من أشكال التسييس قائلا "نعتقد أن التسييس أرهقه ودليل ذلك أن ما يزد عن أكثر من مائة ملف حفظ ولم نتوصل إلى هوية الجاني" وعن سير القضاء في ملف الشهداء بعد ثلاث سنوات وافانا الاستاذ "القليل" انه لم يتم تعميق الابحاث وهذا شكل آخر من أشكال عدم الإنصاف، معتبرا أن القضاء مازال خاضعا لعدة ضغوطات ... وبخصوص الدّور الذي تلعبه لجنة الشهداء وجرحى الثورة بالتأسيسي قال "القليل" انه رغم مجهوداتها فهي تبقى مقصّرة و تبقى من بين الأطراف التي وظّفت الملف سياسيا لتمرير ما يعرف بالعفو التشريعي العام. وفي الموضوع ذاته صرّح الأستاذ "شرف الدين القليل" أن العديد من الأسماء لا تمت للشهداء او للجرحى بصلة دسّت في حكومة الباجي قائد السبسي و حكومة الترويكا ، إذ يوجد أسماء أسقطت ضمن أسماء الشهداء وتنتفع بمقتضيات المرسوم 97 من بطاقات النقل العمومي وبطاقات العلاج المجاني والأمر موثق وفق تعبيره . وفي إجابة على سؤال "التونسية" عن رأية في النقطة السابعة الصادرة في بيان النقابة الوطنية لقوات الأمن الداخلي التي دعت صراحة إلى إطلاق سراح الامنيين الذين يواجهون تهم قتل المتظاهرين ،عبّر القليل عن خالص احترامه لعديد النقابيين الشرفاء، معتبرا ان مثل هذه الدعوة تدخل في باب المزايدة لا أكثر ... كما أكد لنا الاستاذ " شرف الدين القليل" ان تاريخ العشرين من جانفي سيحمل العديد من المفاجآت قائلا: "سوف يفتضح أمر المزايدين والمتطاولين على أرواح الشهداء "