في ظل تواجد أمني مكثف بمداخل ووسط المدينة وتمركز مدرعات الجيش الوطني والدوريات العسكرية امام اهم المنشآت الادارية والبنكية و الفضاءات التجارية الكبرى عاشت مدينة القصرين الى حد يوم أمس تحت وطاة احداث الاسبوع الماضي من خلال تعدد الايقافات في صفوف المتهمين وقيام وحدات الامن بمداهمات لالقاء القبض على المشاركين في عمليات الحرق والنهب التي استهدفت مركز شرطة حي النور والورشة البلدية ومقر التنظيم العائلي .. وفي هذا الاطار شملت الايقافات احد النشطاء الجمعياتيين من ابرز عناصر المجتمع المدني وهو الفاضل البوزيدي (كاتب عام جمعية 8 جانفي) واتهامه بالتحريض على الفوضى مما ادى الى مطالبة كل منظمات المجتمع المدني بالقصرين والناشطين الحقوقيين تقريبا بالافراج عنه باعتبار أنه بريء من التهمة المنسوبة اليه بشهادة آلاف الاهالي الذين اكدوا انه كان من الداعين الى التهدئة والاقتصار على التحركات المدنية السلمية ولم يكن في يوم ما من المحرضين على العنف والتخريب ..و بعد تحركات عديدة وعند احالته امس على النيابة العمومية تبين لها انه لا علاقة له بالظلوع في الاحداث فافرجت عنه وهو ما أنتج ارتياحا في صفوف النشطاء الجمعياتيين والاوساط الحقوقية .. وكان العديد من الاحزاب ومن مكونات المجتمع المدني قد اصدروا يوم ايقافه بيانا نددوا فيه باستهداف المشاركين في التحركات الاجتماعية السلمية وترهيبهم وحملوا فيه حركة النهضة مسؤولية التسبب في ايقافه وطالبوا بفتح تحقيق في الاحداث التي حصلت بمدخل حي النور يوم 8 جانفي بالقرب من مقر «النهضة» .. وردا على هذا البيان اصدر المكتب الجهوي لحركة النهضة بالقصرين بيانا مضادا تسلمت « التونسية» نسخة منه جاء فيه ما يلي : « على إثر إيقاف الكاتب العام لجمعية 8 جانفي «الفاضل البوزيدي» أصدرت مجموعة من الأحزاب التابعة للجبهة الشعبية والجمعيات المحسوبة عليها بيانا للرأي العام تحمل فيه كعادتها حزب حركة النهضة بالقصرين مسؤولية ما حدث بجهتنا العزيزة من أحداث نهب وتخريب معتمدة في ذلك أسلوبا يحرض على البغضاء بين أبناء جهتنا المناضلة. و يهمّنا في المكتب الجهوي لحركة النهضة بالقصرين أن نوضح لأبناء القصرين ما يلي : أصدرنا بيانا بتاريخ 2014/1/7 عبرنا فيه عن مطالبتنا بالكشف عن قتلة أبنائنا الشهداء ومحاسبتهم والإيفاء بجميع حقوق أهاليهم، وطالبنا فيه بدسترة التمييز الإيجابي للمناطق الداخلية في التنمية والتشغيل، كما تبنينا من خلاله كل المطالب الواردة ببيان المجتمع المدني بتاريخ 12/25/ 2013 وانخراطنا في الإضراب العام . شاركنا في كل المسيرات السلمية ليوم 2014/1/8 وانخرطنا في الإضراب العام رغم تعليقات بعض الذين يشتكون من قصور في فهم متطلبات العمل السياسي والانحياز غير المشروط لأبناء جهتنا وتبني جميع مطالبهم (و الصور، وقيادات الاتحاد الجهوي للشغل والمحامون والمشاركون في المسيرات.. جميعهم يشهدون بذلك). تعرض مقرنا لهجوم في نفس اليوم (2014/1/8) وتم التحريض عليه والمشاركة فيه من طرف بعض الممضين على البيان المذكور ولم يقم أبناء «النهضة» سوى بالدفاع عن مقرهم (وما بثته إحدى القنوات التلفزية التي نستغرب تصويرها للمدافعين عن مقرهم وتغييبها المقصود للمشاركين في العدوان عليه إلا دليل على أن العملية كانت منظمة وتقف وراءها جهات باتت معلومة لدينا ولدى أبناء جهتنا) ومن المهازل ان يتحدث الممضون على البيان على أن ما تم بثه دليل على أن أبناء النهضة هم من حرضوا في حين يعرف القاصي والداني أنهم كانوا ضحايا تحريض منظم. انه من الغباء والتخلف الإيحاء بأن لحزبنا أية علاقة بإيقاف أي شخص فالكل يعلم أن الأمن يعمل وفقا لتعليمات صادرة عن قياداته ولا علاقة للأحزاب جهويا ومحليا بهذه المسائل فقد ولى عهد تدخل الأحزاب في الأجهزة الأمنية. إن الأسلوب المعتمد في البيان المذكور، يذكرنا بان هذه الأحزاب والجمعيات والمنظمات التي تعمل في ركبها والتي تقف دوما وراء أحداث العنف تحريضا وتمويلا وتبريرا هو دليل آخر على أنها لم تتخل بعد عن عقلية العنف الثوري ومقارعة المنافسين باستعمال الإرهاب والحرق والنهب التي أعطت من خلالها غطاء لعصابات الإرهاب والتهريب حتى تدخل جهتنا في موجة عنيفة أدت إلى إصابة عدد هام من أعوان الأمن وحرق مقراتهم وإيقاف عدد من شبابنا الذين تم التغرير بهم. نحيّي قوات امننا الجمهوري التي تمكنت بتضحيتها ووقفتها الوطنية من التعاطي مع الاحتجاجات بأسلوب مهني جنّب الجهة وأبناءها ما دبّر إليها من مؤامرة قادتها الثورة المضادة وحلفاؤها من الجبهة الشعبية». هذا واثر الافراج عن الناشط الجمعياتي المذكور وتبرئته من المفروض ان يتحد جميع ابناء الجهة بقطع النظر عن انتماءاتهم السياسية والفكرية من اجل الكشف عن المتورطين في اعمال الحرق والنهب الذين استغلوا الحراك الاجتماعي السلمي لبث الفوضى في المدينة لمدة قاربت 48 ساعة كادت خلالها القصرين تتعرض الى سيناريو يوم 25 فيفري 2011 لما احرقت ونهبت 93 من منشآتها الادارية ومؤسساتها العمومية والخاصة وتحولت المدينة الى خراب ..