تجمعت صباح اليوم مجموعة من موظفين وعملة من مختلف الوزارات والإدارات العمومية من أصحاب الشهائد العلمية بساحة الحكومة بالقصبة للمطالبة بتسوية وضعياتهم المهنية. ورفع المحتجون شعارات مختلفة مثل «تسوية وضعيات الأعوان العموميين المنتدبين دون شهائدهم العلمية» و«وجب اعتماد المستوى التعليمي في سلم التأجير» و«الوزارات لا تسعى إلى إيجاد حلول عادلة فهي لا تتجاوب إلا بالضغط النقابي» منادين سوية بلفت نظر وبضرورة تطبيق بنود العدالة الانتقالية وفرض المساواة بين الجميع. وعبر الموظفون ل «التونسية» عن تذمرهم واستيائهم من التهميش والإقصاء مشيرين إلى أن عديد الوضعيات قد سويت مثل الآلية 16 وعملية إدماج المعلمين من حملة شهائد الأستاذية دون أن تتم معالجة بقية الحالات وهو ما اعتبروه حيفا واضحا باعتبار أن الإدارة العمومية كمرفق عام تفترض المساواة أمام منظوريها خاصة في ما يخص مسائل التسوية. وتحدث المحتجون عن تعرضهم للظلم في العهدين السابق والحالي قائلين أن سنوات البطالة دفعتهم إلى القبول بأقل عروض الشغل المتوفرة سابقا أما اليوم فقد تم تجاهلهم وتواصل الظلم والتهميش وفق تعابيرهم. وأكد محمد حسنين العيادي رئيس «جمعية أحباء بلاتين تونس» ان مسألة تسوية الوضعيات يجب أن تشمل الجميع وأن الموظفين والعملة لا يريدون سوى رد الاعتبار لا غير وفق تعبيره وأضاف «هل أصبحت اليوم مسألة تسوية الوضعيات قضية «ناس سنّة وناس فرض» لماذا كل هذا التهميش في الوقت الذي قدم فيه هؤلاء الكثير للإدارة التونسية فهم كفاءات لطالما مثلت ركيزة العمل وهذه الكفاءات تعد بالمئات في كل وزارة ناهيك أن 300 موظف من وزارة الثقافة يعانون من التهميش الذي طال لسنوات ووضعياتهم لم تسو بعد». غابت الآذان الصاغية من جهته أقر ش. بوزيان انه يعمل بوزارة الصحة منذ 20 سنة وانه مازال يعاني من التغييب والإقصاء وأن وضعيته المهنية لم تسو طيلة هذه السنين وفق تعبيره وتابع في هذا الصدد «نريد اليوم تحسيس الوزارة الأولى خاصة قسم الوظيفة العمومية بوضعيتنا المزرية قبل وبعد الثورة حتى أننا لم نجد آذانا صاغية في حين أننا لا نريد سوى تسوية مسارنا المهني كغيرنا من زملائنا بعديد الوزارات والإدارات العمومية». وأضاف بوزيان أن المحتجين لا يريدون سوى حث الوزارة المعنية على ايجاد حل يرضي جميع الأطراف وأضاف «لقد راسلنا وزارة الإشراف عديد المرات لكنّنا لم نلق سوى التجاهل الكلي في حين أننا متحصلون على شهائد عليا وكفاءات مشهود بها». أما حياة عيساوي وهي موظفة أيضا بوزارة الصحة فقد أكدت أنها «مجمدة» في الوزارة منذ خمس سنوات وأضافت «اعمل كممرضة مكلفة بمهمة في حين أنني متحصلة على الأستاذية منذ سنة 2002 ونحن من الأشخاص المحرومين في العهد السابق وها هو التاريخ يعيد نفسه والحال أننا لسنا من النوع المتواكل أو الباحث عن «بلاصة الوزير» بل كل ما في الأمر أننا نريد حفظ كرامتنا وصراحة لقد نفد صبرنا بعد أن أغلقوا الآفاق أمامنا زد على ذلك نحن لا تهمنا الحكومة ولا الأسماء بل تعنينا البرامج والتنمية على مستوى الأفراد وعلى مستوى البلاد ومطلبنا هو تحقيق العدالة الانتقالية على جميع المستويات فقط». اقتراحات بالجملة وطالب المحتجون باعتماد إجراءات فورية تقضي برد الاعتبار للشهائد العلمية التي تحصلوا عليها كل حسب ظروفه واقترحوا أن يقع تكوين لجان مختصة لفرز الملفات التي تم جمعها بمقتضى مكتوب الوزير المكلف بالإصلاح الإداري عدد 2875 بتاريخ 11 ماي 2012 وفق معايير واضحة ( باكالوريا فما فوق ) وأن يقع إعداد قائمات للمنتفعين بالتسوية في أجل لا يتجاوز 30 جوان 2014 . ودعا الموظفون إلى ضبط جدول زمني لتفعيل مسألة تسوية الوضعيات لا يتجاوز الثلاث السنوات على أن تقع التسوية على ثلاث دفعات باعتبار السن وسنوات العمل في خطة دون مستوى الشهادة العلمية لجدولة الأعباء المالية تدريجيا وإلى إصدار قانون عام خاص بالوظيفة العمومية يمنع في المستقبل الترشح للوظيفة دون مستوى الشهادة التعليمية للمنتدب لتفادي الإشكالية مستقبلا.