بعد زيارة قبر الأمين العام السابق لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد الشهيد شكري بلعيد بمناسبة فعاليات الذكرى الأولى لاغتياله وفي حدود الساعة الواحدة ظهرا انطلقت أمس وسط تعزيزات أمنيّة مشدّدة مسيرة حاشدة بعنوان «يوم الغضب» قادتها عائلة الشهيد وعدد من الشخصيات الوطنيّة والسياسيّة وبحضور جمع غفير من المواطنين من مقبرة الجلاز إلى شارع الحبيب بورقيبة رافعين شعارات مندّدة بعمليات الإغتيال السياسي التي عرفتها بلادنا عقب الثورة هاتفين بضرورة الكشف عن حقيقة مقتل بلعيد ومعرفة الجهة التي تقف خلف ذلك. و قالت نجاة بلعيد أخت الشهيد شكري بلعيد ل«التونسيّة» إنّ موت القضقاضي لا يعني شيئا أمام ضرورة الكشف عن الحقيقة مشيرة إلى أنّ عمليّة روّاد ناجحة أمنيّا لكنّها لم تضف شيئا إلى القضيّة مضيفة أنّ حضور المواطنين للمشاركة في فعاليات الذكرى الأولى لاغتيال شقيقها هو تأكيد على أنّ شكري أكبر من الموت باعتباره رمزا اقتلع مكانه في قلوب التونسيين موضّحة أنّه إن كانت حكومة مهدي جمعة تسعى إلى تخليد إسمها وتبرهن عن نظافة يدها فعليها بكشف الحقيقة وإن كانت كمن سبقها فلتواصل طمس الحقيقة على حدّ تعبيرها. من جهته عبّر والد شكري بلعيد ل«التونسيّة» عن ثقته في رئيس الحكومة المكلّف مهدي جمعة طالبا منه أن يحرص على ملف قضية ابنه منتقدا مواصلة لطفي بن جدو لمهامه على رأس وزارة الداخلية معتبرا موت القضقاضي «مسرحيّة» لن تأتي بجديد للقضيّة قائلا: «شنوة مربوحنا من موت القضقاضي... موته مسرحية... عمرنا ما شمتنا في الموتى... حاجتنا بيه حي باش القضاء يأخذ مجراه». أمّا حمّة الهمّامي عن «الجبهة الشعبيّة» فقد قال إنّه بفضل الشعب التونسي والقوى الديمقراطيّة تمّ تحقيق جزء من حلم الشهداء موضّحا أنّه بعد أن كانت تونس في طريقها إلى الإستبداد تمّ إنشاء دستور ديمقراطي وطني رغم ثغراته مضيفا أنّه بفضل القوى الديمقراطيّة رحلت حكومة العريّض وتعيّنت حكومة كفاءات معتبرا إياها مكسبا كبيرا لتصحيح المسار ة لإرجاع تونس إلى السكّة. وأشار الهمّامي إلى أنّه رغم تحقيق بعض الأهداف فإنّ الجزء الأهم الذي لم يتحقّ بعد هو الكشف عن حقيقة من وراء إغتيال الشهداء معاهدا جميع الشهداء على أنّه لن يهدأ بال أحد حتى حين كشف الحقيقة. بسمة الخلفاوي: «لن يهدأ لنا بال» من جهتها، قالت بسمة بلعيد إنّ يوم امس هو يوم الغضب ضدّ ما حصل لتونس ويوم الرفض لموت أبناء الشعب وسقوط شهداء جدد في تونس مثلما سقط بلعيد ونقض وبالمفتي والبراهمي والأمنيين والجنود موضّحة أنّ تونس تعرّضت إلى كمّ هائل من التآمر سواء من الداخل أو الخارج مشيرة إلى أنّ رحيل حكومة العريّض والبحيري هو انتصار للشعب ولمن اعتصم بساحة باردو عقب اغتيال الشهيد البراهمي متطرّقة إلى حكومة مهدي جمعة التي قالت عنها إنها صغيرة العدد وتحتوي على العديد من الطاقات الشبابيّة كما أرادها شكري بلعيد الذي اغتيل بالرصاص في وضح النهار لأنه صاحب مشروع ورؤيا وحلول مرفوضة في هذا البلد مضيفة أنّ بال العائلة لن يهدأ حتى تعرف حقيقة اغتياله كما عرفت عائلة حشاد ذلك بعد مضي نصف قرن وتقبّلت الإعتذار من الدولة الفرنسيّة. كما انتقدت الخلفاوي ما وصفته 'بتسلّل رئيس الجمهورية لمقبرة الجلاز فجرا للترحم على روح الفقيد. مباركة البراهمي: «البراهمي تمنّى أن يُدفن بجوار بلعيد» من جهتها أشارت مباركة البراهمي زوجة الشهيد محمّد البراهمي إلى أنّ شهداء تونس بعد الثورة لم يرحلوا بطريقة عاديّة في حادث مرور أو سكتة قلبيّة وبين أحضان أبنائهم بل رحلوا بنيران الغدر مؤكّدة انّ زوجها بكى بحرقة شكري بلعيد يوم إغتياله وأنه في أحد الزيارات إلى قبره خطّ بحذائه المكان الذي تمنّى أن يدفن فيه إلى جواره. و توجّهت زوجة البراهمي برسالة إلى السلفيين مفادها ان يعودوا إلى تونس حاضنتهم جميعا وألا ينساقوا وراء إرادة «النهضة» لأنها تستخدمهم ثمّ تجعل نهايتهم كنهاية سلفيي روّاد طالبة من الحكومة المكلّفة مزيد التعمّق في قضيّة الإغتيالات لا البحث عن أفلام «الأكشن» والبطولات المزيّفة . سميرة حشّاد: «كلّنا ضدّ القتل والإغتيال» شدّدت ابنة الزعيم فرحات حشّاد أثناء كلمتها على انّ وفاة شكري بلعيد كانت مخالفة لموت والدها موضحة أنّ موت والدها كان في ظروف مخالفة لموت شكري الذي قتله أخوه التونسي مؤكّدة انّ الجميع ضدّ القتل والاغتيال. زوجتا لطفي نقض ومحمّد بالمفتي: «مظلمة وضحيّة» تطرّقت زوجة الشهيد لطفي نقض إلى آخر تصريحات شكري بلعيد حول مقتل زوجها مؤكّدة أنّ هذا الأخير هو أوّل من اعتبر انّ اغتيال زوجها هو أول إغتيال سياسي لأنّه صاحب فكرة مخالفة مؤكّدة أنّ إغتيال زوجها هو مظلمة نفّذتها رابطات حماية الثورة في حقّة بقتله عمدا بسبب انتمائه لحركة نداء تونس. أمّا زوجة محمّد بالمفتي فقد أشارت إلى أنّ زوجها كان ضحيّة أعوان أمن قتلوه في مسيرة سلميّة مناهضة للعنف بقنبلة مسيلة للدموع مؤكّدة أنّ المسؤوليات لم تحدّد بعد رغم مضيّ 6 أشهر على الحادثة.