أعلنت بسمة الخلفاوي أرملة شكري بلعيد خلال ندوة صحفيّة عقدت بالعاصمة اليوم الاثنين 5 أوت، عن برنامج "تنسيقيّة 6 أوت" الذي سينظم مهرجانا موسيقيا اليوم الثلاثاء بساحة باردو، تحت عنوان "ستّة أشهر على اغتيال السياسي شكري بلعيد دون الكشف عن الحقيقة". واعتبرت الخلفاوي أن هذه المبادرة هي نتاج تمسك كل من عائلة بلعيد ورفاقه وأصدقائه بضرورة كشف حقيقة "من حرض ومن نفذ ومن مول" عملية الاغتيال، مؤكدة على أنها تعوّل على الشعب التونسي الذي حضر بكثافة يوم تشييع جثمان الفقيد شكري بلعيد. وقالت الخلفاوي إن التحرك الذي قادته التنسيقية طيلة 6 أشهر منذ الاغتيال إلى اليوم بالخروج إلى الشارع والاحتجاج أمام وزارة الداخلية كل يوم أربعاء، كان نابعا من غضب شعبي عارم للمناداة بالتسريع في كشف الأيادي الخفية وراء هذه الجريمة، نظرا إلى، ما اسمته، لامبالاة وتجاهلا أبدته الحكومة و"تواطؤها" في عدم التصريح بالحقيقة. برنامج الاحتفال وأكدّت أرملة بلعيد أن عددا من الجمعيات الحقوقية والأحزاب دعمت إحياء هذه الذكرى وسيكون خلال الحفل الذي تحييه التنسيقية في ذكرى وفاة زوجها، كلمات لثلة من الحضور ذكرت من بينها الاتحاد العام التونسي للشغل، والجبهة الشعبية، والائتلاف الوطني، والاتحاد الوطني للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وجمعية النساء ديمقراطيات. وفي برنامج التنسيقية أيضا، فقرات ثقافية، شعر وغناء وعروض مسرحية للأطفال ويتضمن البرنامج حضور زوجات محمد البراهمي ولطفي نقض ومحمد بالمفتي. مع جملة من العروض والأشرطة الوثائقية توثق تصريحات شكري بلعيد، التي فيها إشارة إلى تكهنات وتوقعات بلعيد بخصوص ما يجري في تونس اليوم، وفق تعبير الخلفاوي. وذكّرت بسمة الخلفاوي أن التنسيقية التي تحيي هذه التظاهرة كانت قد تشكلت في ظلّ "الضبابية" تجاه عدم الكشف عن تفاصيل عملية الاغتيال لدى المصالح المختصة، وفي ظل التصريحات "المضادة" المقدمة من طرف وزارة الداخلية في الندوة الصحفية التي أعلنت خلالها عن المتورطين في قتل بلعيد، ثم تكذيبها في تصريحات موالية، في إشارة إلى تصريحات رئيس الحكومة حينما قال "لم نمسك بأي عنصر من العناصر المتورطة في عملية اغتيال بلعيد، كما أن مسار الأبحاث غير واضح"، وفق تقدير الخلفاوي. وأكّدت أرملة بلعيد ما اعتبرته فشلا أمنيا ذريعا للحكومة، بعد عملية الاغتيال الثانية للسياسي والنائب بالمجلس الوطني التأسيسي محمد البراهمي، ثم جريمة الجنود من الجيش التونسي في جبال الشعانبي. مؤسسة بلعيد ضدّ العنف وأعلنت بلعيد خلال هذه الندوة الصحفية عن بعث "مؤسسة شكري بلعيد ضد العنف"، التي تهدف إلى مقاومة كل أشكال العنف وخاصة العنف السياسي في تونس، وأضافت بلعيد أن هذه المؤسسة تعمل من خلال قوافل اجتماعية ومساعدات مادية (لم تذكر مصدرها)، للارتقاء بالذهنية العامة نحو نبذ العنف. واعتبرت أرملة بلعيد أن ما توصلت إليه الأبحاث مؤخرا في القبض على بعض العناصر المتورطة في عملية الاغتيال، خطوة ايجابية وبالمقابل تؤكد على بطئ نسق الأبحاث. مستنكرة التصريحات الأخيرة لوزارة الداخلية التي جاء فيها أن نفس المتورطين في حادثة اغتيال بلعيد متورطون في اغتيال البراهمي وبنفس الأسحلة كذلك، ووصفت ذلك "بالمضحكات المبكيات"، متسائلة عن كيفية الربط بين قضيتين في لحظات قصيرة من ارتكاب الاغتيال الثاني. وأشارت بلعيد أنها والمحامي المتعهد بالقضية لم يتوصلا إلى تفسير بشأن هذا الترابط بين اغتيال النائبان بالمجلس الوطني التأسيسي، ومن جهة أخرى ارتباط المتورطين في العميلة بأحداث مدنين والمنيهلة ودوار هيشر قائلة إن هذا الترابط سيؤدي إلى "خيط جدي في معرفة القتلة". وبخصوص تدويل قضية بلعيد لدى محكمة العدل الدولية قالت الخلفاوي إن المحامي "جون بيار مريان" المتعهد بالقضية سيكون له لقاء مع قاضي التحقيق المتعهد بملف قضية شكري بلعيد ومن المنتظر أن تعقد الخلفاوي ندوة صحفية لاحقا للإعلان عما توصلت إليه اللجنة الدولية للدفاع عن قضية بلعيد.