في ساحة باردو اجتمع أمس مئات من أنصار حركة «النهضة» وقيادييها لمواصلة الاحتفال بدستور البلاد الجديد، وسط التأكيد على ضرورة تجسيد فصوله على أرض الواقع مع الإشارة إلى امكانية الدخول في تحالفات سياسية جديدة في الانتخابات القادمة. فبعد أسبوعين من المصادقة على الدستور اختارت حركة «النهضة» ساحة باردو للاحتفال مع أنصارها بدستور الجمهورية الثانية على طريقتها الخاصة من خلال الأناشيد الحماسية ورفع العلم التونسي وعدد من الشعارات على غرار صورة ظهر فيها رئيس الحكومة السابق علي العريض يختم الدستور وكتب فوقها «بالأمس كان محكوما بالإعدام واليوم يصادق على دستور الجمهورية الثانية». الاستعداد للانتخابات القادمة ومن بين قادة حركة «النهضة» الذين واكبوا هذا الاحتفال القيادي بالحركة عجمي لوريمي وعضو مجلس الشورى والمسؤول عن العمل الطلابي بالحركة زياد بومخلة وعدد من نواب المجلس التأسيسي عن حركة النهضة. وقال القيادي بحركة «النهضة» عجمي لوريمي إن احتفالات النهضة بالدستور الجديد هي تأكيد على أن الحركة لا تزال موجودة في قلب المعادلة السياسية. وعلى هامش الاحتفال، أكد عجمي لوريمي، أن احتفالات الحركة بالدستور ليست حملة انتخابية مبكرة، مضيفا أن الحركة ستنكب في الأيام القادمة على التحضير والاستعداد للانتخابات والبحث عن تحالفات سياسية جديدة، مؤكدا ضرورة أن يكون القاسم المشترك بينها وبين الحلفاء الجدد هو الالتزام بمبادئ الثورة والعمل على تحقيق الانتقال الديمقراطي والتشاركية والوفاق. من جهته أكد زياد بو مخلة، أن هذا الاحتفال يعبر عن فرحة كل التونسيين بالمصادقة على دستور الجمهورية الثانية، مشيرا إلى أن كل الأطياف السياسية والمجتمع المدني توافقت حوله كما أشار إلى أن هذا الاحتفال هو مواصلة للاحتفالات الرسمية التي تمت في هذا الإطار. الدعوة إلى تجسيد الدستور على أرض الواقع وتجدر الإشارة إلى أن ساحة باردو زينت بالعلم التونسي إلى جانب شعار حركة «النهضة» واكتسى أغلب المشاركين في الاحتفال باللون الأبيض والأزرق، إلى جانب رفع العلم الفلسطيني في اشارة إلى أن أنصار حركة «النهضة» لا يزالون يدعمون القضية الفلسطينية. كما أن الأجواء كانت احتفالية بمعنى الكلمة حيث غابت الخطب الرسمية والهتافات والشعارات وحلت محلها الأناشيد الوطنية والحماسية. وقد اعتبر أنصار حركة «النهضة» أن هذا الاحتفال لا يقتصر فقط عليهم وانما هو احتفال كل التونسيين باعتبار أن هذا الدستور هو دستور توافقي حيث أكدت الطالبة ميسة الجندوبي أن الشعب التونسي في حاجة الآن إلى الاتحاد والتماسك مطالبة بالكف عن الانقسامات التي شتتتهم طيلة أكثر من سنتين. كما شددت على ضرورة أن يتم تجسيد فصول الدستور على أرض الواقع معتبرة أن أهم فصل تضمنه هذا الدستور هو الفصل الأول الذي نص على أن تونس دولة مدنية الاسلام دينها والعربية لغتها.من جهة أخرى مثل هذا الاحتفال لبعض الأشخاص مناسبة لرفع مطالبهم وتبليغ المظالم التي تعرضوا لها على غرار أمية الأسود التي كانت أول سائقة مترو خفيف ووقع طردها في النظام السابق لأنها لا ترتدي الحجاب. واعتبرت أمية الاسود أنه إذا لم يتم رفع المظلمة عنها فإن هذا الدستور لا يمثلها، رغم أنها باركت هذا الانجاز واعتبرته مهما بالنسبة لمستقبل الشعب التونسي.