لم نجد افضل من هذا العنوان للمقال من اجل تلخيص ما حصل للنادي الرياضي الصفاقسي في المباراة الفارطة في اطار البطولة الوطنية والهزيمة المخجلة امام متذيل الترتيب الاولمبي الباجي الذي استطاع مداواة جراحه امام أحسن فريق على الساحة الكروية حيث مر لاعبو نادي عاصمة الجنوب بجانب الحدث وكبدوا فريقهم هزيمة في غير وقتها ويمكن القول انها تسببت في ابتعاده عن متصدر الترتيب بسبع نقاط كاملة اثر مضي ثلاث جولات من عمر مرحلة الاياب وبالتالي فان العودة الى المراهنة على التاج الذي تحصل عليه النادي في الموسم الفارط تبدو صعبة نوعا ما ويعود ذلك الى بعض الاسباب التي سوف نأتي لاحقا على بعضها والتي كانت بمثابة « القشة» التي قصمت ظهر البعير حيث دفع النادي الرياضي الصفاقسي ثمن بعض اخطائه باهظا ولعل ابرزها مسألة الاهدار الغريب لبعض الفرص التهديفية. وقد سببت نتيجة يوم الاحد الفارط حالة احباط كبيرة جدا في صفوف انصار الفريق الذين كانوا يمنون النفس بقضاء نهاية اسبوع مميزة . العقم الهجومي سبب البلية كنا تقريبا واثر كافة المباريات القليلة الفارطة للنادي الرياضي الصفاقسي تحدثنا وفي اكثر من مناسبة عن خطورة ما يمكن ان ينتج عن العقم الهجومي الذي يعاني منه الفريق ونبهنا الى ضرورة الوقوف عند هذه المسألة ومعالجة ما يمكن معالجته فيها ويكون ذلك مجديا خاصة اثر تحقيق النتائج الجيدة المقترنة بالانتصارات وهو بطبيعة الحال افضل بكثير من القيام بالاصلاحات اثر الهزائم والتي تليها عادة اجواء خانقة في علاقة مختلف مكونات الفريق ببعضها الا انه وللاسف لم تكن الاصلاحات على القدر المطلوب حيث كان منافس النادي الصفاقسي الاشرس هو النادي الصفاقسي نفسه لان الفريق رفض الانتصار بغرابة نتيجة الكم الهائل من الاهداف المهدورة والتي كان بعضها على مستوى خط الستة امتار عن طريق اغلب عناصر الخط الامامي وخاصة المهاجم ادريسا كوياتي الذي نقولها ونعيدها بانه ليس في مستوى تطلعات الاحباء في الفترة الراهنة لانه فقد الكثير من التركيز والإمكانيات خاصة اثر بزوغ نجمه في نهاية الموسم الفارط ولعل ما يشفع له في بقاءه في التشكيلة هو معاناة اللاعب طه ياسين الخنيسي من بعض الاصابات المختلفة الا انه كما قلنا هناك فرضية اخرى لم يعتمدها الاطار الفني تتمثل في اعطاء الفرصة كاملة للمهاجم الشاب عماد اللواتي الذي يمكن ان يفيد اكثر بكثير من ادريسا اذا ما توفرت له نفس فرص اللعب. الفريق يدفع ضريبة الاستسهال في مباراة الشبيبة خاصة في الشوط الثاني كان لاعبو النادي الرياضي الصفاقسي خارج الموضوع تماما وبرزوا بسوء انضباطهم تكتيكيا حيث جنحوا الى اللعب الاستعراضي وغاب التنسيق المعتاد فيما بينهم كالعادة أهدرت العديد من الفرص التهديفية ويعود ذلك اساسا الى استسهال الفريق المنافس الذي كان من الممكن ان يرج اركان الفريق لو سجل هدفا واحدا الا ان الفاتورة تاخرت الى غاية مباراة الاولمبي الباجي التي دفعها الفريق باهظة وكلفته ثلاث نقاط بميزان الذهب. وقد تابعنا اللقاء ولاحظنا غياب الفريق كليا عن مستواه المعهود حيث نزل اللاعبون الى ارضية الميدان وكأن النتيجة قد حسمت لصالحهم نتيجة الثناء الذي نالته المجموعة طوال المدة الفارطة من كل المحللين الفنيين وايضا نتيجة الضعف الفادح الذي برز عليه الفريق المنافس منذ انطلاق الموسم الا انه غاب عنهم ان الميدان يبقى دائما هو الفيصل في تحديد هوية الفائز وهذه العقلية تعتبر غاية في الخطورة وبعيدة كل البعد عن عالم الاحتراف الحقيقي حيث نتابع دائما المباريات الاوروبية والتي لا تتوانى فيها الفرق الكبيرة عن الاستعداد جيدا وعلى كافة الاصعدة لمواجهة كل الفرق وخاصة الصغيرة منها التي يكون لدى لاعبيها حافز معنوي للاطاحة بالفرق الكبرى. كيف ساهم الاطار الفني في النكسة ؟ كانت حالة الحنق واضحة لدى احباء النادي الرياضي الصفاقسي ولم يسلم منها الاطار الفني للفريق الذي رأت الانصار انه كانت لديه نسبة مهمة في الهزيمة المخجلة التي حصلت امام الاولمبي الباجي ومن اهم الاسباب التي ذكرها الاحباء والتي كانت وراء الهزيمة هي التعويل على خطة دفاعية في النصف الاول من المباراة وذلك بالتعويل على لاعب المحور زياد الدربالي كظهير ايمن مكان ماهر الحناشي الذي ابلى البلاء الحسن في مباراة شبيبة القيروان بسبب تغطيته الدفاعية الجيدة ونفسه الهجومي المتواصل مثله مثل زميله علي المعلول ولم يفهم الاحباء سبب التغيير خاصة ان المنافس لا يمكن ان يشكل لاعبوه خطورة كبرى على دفاعات النادي ويمكن ان يكون وجود بن صالح والبولعابي كافيا للقيام بالواجب مع مساندة الظهيرين ووسيم كمون. وقد اعترف الاطار الفني بأن النادي الصفاقسي لا يمكنه التعويل دائما على ماهر الحناشي كظهير ايمن خاصة امام الفرق الكبرى تجنبا للمجازفة والتي لا يمكن اعتبار الاولمبي الباجي واحدا منها هذا الموسم وثاني اخطاء الاطار الفني حسب ما تداوله الانصار هو عدم التدخل بالكيفية المطلوبة من اجل القضاء على داء الغرور واستسهال المنافسين الاقل منه من ناحية الامكانيات. ليس بمثل هذه النتائج تكون المراهنة على الالقاب تكون الفرق المراهنة على الالقاب عادة في سباق ضد الزمن من اجل خطف اكثر ما يمكن من النقاط في كل المباريات ويكون التعثر عادة امام المنافسين المباشرين الا انه وفي تقييمنا لنتائج النادي الرياضي الصفاقسي فانه يمكننا الحكم بان الفريق لن يتحصل على لقب البطولة بمثل هذه النتائج امام الفرق التي تقل عنه كثيرا كثيرا من ناحية الامكانيات سواء البشرية منها او المادية وبالعودة الى سباق البطولة الوطنية فقد اضاع الفريق نقاطا بميزان الذهب امام كل من جريدة توزر ومستقبل المرسى ونجم المتلوي والاولمبي الباجي حيث من جملة 12 نقطة ممكنة لم يتمكن الفريق من احراز سوى نقطة واحدة وهو رقم مفزع ولا يمكن باي حال من الاحوال ان يسمح للفريق بالتتويج باللقب وسط مثل هذه النتائج الكارثية امام فريقين صاعدين حديثا وفريق يتذيل الترتيب وآخر يتوسطه ويجب دعوة الجميع خاصة الاطار الفني واللاعبين لجلسة تقييمية في اقرب وقت وتحديد المسؤوليات نتيجة هذا الاخفاق الكبير امام مثل هذه الفرق والتي يجب ان تكون فرصة لكسب النقاط وليس حجرة عثرة امام مواصلة التألق .