تحدثت أمس صحيفتا «لوموند» و«لوفيغارو» الفرنسيتان عن تعرض المسلمين في افريقيا الوسطى لعمليات تطهير عرقي وتهجير منظم , وأشارتا الى أن المليشيات المسيحية ارتكبت في بانغي فظاعات لا توصف وصلت حد تمزيق وتقطيع بعض المسلمين اربا اربا. وقالت « لوفيغارو» في تقرير لها من بانغي إن المسلمين في هذه الدولة الافريقية يعيشون رعبا حقيقيا بعد تصاعد عمليات التصفية العرقية والطائفية والتهجير المنظم من المناطق ذات الغالبية المسيحية في العاصمة بانغي وفي جنوب البلاد بصفة خاصة. وقالت «لوفيغارو» : «يدفع المسلمون اليوم حياتهم ثمنا باهظا لتجاوزات المتمردين السابقين «سليكا» (القوات التي تشكلت من غالبية مسلمة) وعاملت السكان المحليين عند الإطاحة بالنظام السابق وهم من المسيحيين في أغلبهم معاملة العبيد والحيوانات. من جهتها وصفت «لوموند» ما يحصل في هذا البلد الافريقي المنكوب ب«التطهيرالعرقي» الممنهج بهدف إبادة المسلمين في المناطق ذات الأغلبية المسيحية، ما يوحي برغبة في تقسيم البلد. وتحدثت الصحيفة الفرنسية عن الفظاعات التي تحصل مع فرار آلاف المسلمين من المناطق المسيحية في اتجاه الشمال والتشاد والكاميرون والدول المجاورة، وقالت في تقرير من مبعوثها الخاص، إن الأمور وصلت إلى حدّ لا يطاق «كان الشاب المسلم في أعلى شاحنة تقلّ عشرات الهاربين مثله، لكن حظّه العاثر شاء له أن يسقط من الشاحنة بعد اصطدامه بسلك كهربائي، لم تتوقف الشاحنة بسبب خطورة المكان، كان الشاب ينازع الموت عندما ظهرت الفؤوس والسيوف فجأة خرج الشبان المناهضون لسليكا أي المسلمين ، وانفردوا بالشاب وقطّعوا جسمه إربا وفصلوا يديه ورجليه وحتى عضوه التناسلي».وأضافت : «لم يكن الأمر معزولا ولا نادرا ففي نفس اليوم تعرض عدد كبير من الهاربين الذين لجؤوا إلى محيط المطار قرب معسكرات القوات الفرنسية والافريقية للمصير نفسه».