قريبا نقاضي كل المتورطين في اختفاء مهاجرين رئيسة بلدية «لامبادوزا» أكّدت لي أن الحكومة التونسية كانت تعرف الحقيقة كشف «عماد السلطاني» رئيس جمعية «الأرض للجميع» عن معطيات وحقائق جديدة في ملف التونسيين المفقودين في إيطاليا وقال انّه سيتم الكشف عن حقائق قد تصدم الرأي العام التونسي والإيطالي على حدّ السواء. وفي إتصال هاتفي ل«التونسية» بعماد السلطاني المتواجد حاليا في إيطاليا قال ان الجمعية تمكّنت بمعية جمعيات إيطالية من الوصول إلى مكان المركب التونسي المفقود في 6 سبتمبر 2012 بلامبادوزا وأكّد انه سيتم إلتقاط صور لهذا المركب وتقديمها الى القضاء. وقال إن معرفة مكان المركب سيكشف عن العديد من الحقائق وسيميط اللثام عن الكثير من الألغاز وخصوصا عن حادثة «لامبادوزا» 2012 الشهيرة. وأكّد ان الحكومة الإيطالية لا تريد الإعتراف بوصول المركب التونسي في حين انّ الفيديوهات المصورة والصور تؤكد وصوله الى التراب الإيطالي. وقال عماد السلطاني انّ التهمة التي ستوجّه الى الحكومة الإيطالية هي عدم إنجادها التونسيين رغم توجيه نداءات إستغاثة، وأكد ان التقصير موجود وانه لم يتم تقديم الإسعافات الضرورية للتونسيين ممّا عرّض الكثير من الأرواح البشرية إلى الهلاك، وقال ان هذا الأمر يتعارض مع الإتفاقيات الدولية وحقوق الإنسان. وأشار إلى وجود تضارب في المعطيات والروايات المقدمة حول الحادث مشيرا إلى أن التقارير الإيطالية أعلنت عن وصول 56 تونسيا وإنقاذهم وأنه تبيّن لاحقا وصول 135 تونسيا إلى التراب الإيطالي. وقال «السلطاني» انّ الجمعية لديها أدلّة وحججا دامغة حول هذا الملف، وأضاف: «سنتقدم قريبا بقضيتين: تتعلق الأولى بالمفقودين في 2011 والثانية بالمفقودين في 2012، وأكّد ان القضيتين سترفعان في «بروكسال» وستكونان ضدّ الحكومة الإيطالية السابقة وكلّ المتورطين في هذا الملف. وكشف انّ عدد المفقودين من 2011 إلى 2013 بلغ 501 تونسيا رسميا وان معطيات أخرى بحوزتهم كشفت عن وصول 300 تونسي إلى التراب الإيطالي، وأضاف ان هناك العديد من الحقائق المخفية حول المراكب التونسية التي وصلت خلال الفترات التالية: 1 مارس و14 مارس و29 مارس 2011، وقال «نحن نعرف ان هذه المراكب وصلت الى اليابسة لكننا لا نعرف مصير أبنائنا؟». وأضاف انه في 2012 تكوّنت لجنة للبحث في موضوع المفقودين التونسيينبإيطاليا تعهدت بكشف الحقيقة للأهالي، وأكّد انه تم إرسال خبراء وقضاة الى إيطاليا ولكن لم يكشف عن أية حقائق، ورجّح السبب بالتملّص من المسؤولية. وأكّد «السلطاني» انّ لجنة التحقيق كانت مهمتها كشف الحقيقة وقال انه إلتقى بالسيدة «جيزي نيكوليني» رئيسة بلدية لامبادوزا والتي أكدت له ان الحكومة التونسية لديها الإجابة عن كل التساؤلات المطروحة على حدّ تعبيره. وقال انّ المسؤولين عن هذا الملف لا يريدون كشف الحقائق مضيفا انه تم بالتنسيق مع 500 جمعية ناشطة في إيطاليا وبمساعدة المجتمع المدني الضغط على الحكومة الإيطالية وأكّد ان الإتحاد الأوروبي أدان مؤخرا طريقة تعامل إيطاليا مع المهاجرين غير الشرعيين . وأكّد «السلطاني» انه تم تسجيل بعض التجاوزات الخطيرة في الهجرة السرية وبعضها بعث الريبة في النفوس وعزّز المخاوف من وجود شبكات تتاجر بالأعضاء وقال ان من ضمنها الكشف في 2013 عن 18 رأسا مقطوعة لمهاجرين غير شرعيين كانت في طريقها الى إيطاليا والتعلة إستغلالها للقيام بتجارب طبية ؟. واعتبر ان أسباب غرق المركب الذي كان يقل 500 إفريقيا مازالت غامضة وان عديد الحوادث تثير الكثير من نقاط الإستفهام . وأكّد «السلطاني» انه سيجتمع ب«خالد شوقي» وهو مغربي الجنسية وعضو بالبرلمان الإيطالي الذي شن إضراب جوع إحتجاجا على وضعية المهاجرين بالمعتقلات وقال انه وعده بدارسة الملف والإطلاع على المعطيات الجديدة التي تم الوصول اليها بخصوص هذا الموضوع. وأضاف انه سيلتقي بحاكمة من الحزب الديمقراطي لطرح قضية المفقودين وأكّد انه بمجرد عودته قريبا الى تونس سيكشف عن الكثير من الحقائق والتي لا يمكن الخوض في تفاصيلها حاليا.