ليفربول يعلن رسميا خليفة كلوب    منوبة.. إيقاف شخص أوهم طالبين أجنبيين بتمكينهما من تأشيرتي سفر    رئيس الاتحاد يشرف على اختتام الصالون المتوسطي للفلاحة والصناعات الغذائية بصفاقس    تحويل ظرفي لحركة المرور على مستوى جسري الجمهورية والقرش الأكبر    مطالبة بتوفير 10 مليارات وحصد التتويجات: هيئة «السي. آس. آس» تحت الضّغط    الدّورة الثّالثة لمؤتمر مستقبل الطّيران المدني: وزيرة التّجهيز تقدّم رؤية تونس في مجال الطّيران المدني في أفق 2040    الثلاثاء: حالة الطّقس ودرجات الحرارة    المسابقة العالميّة الكبرى لجودة زيت الزيتون بنيويورك 26 ميداليّة لتونس    ما هي الدول التي أعلنت الحداد العام على رئيسي ومرافقيه؟    المهدية .. الملتقى الوطني لفنون الصّورة والسّينما والفنون التّشكيلية .. عروض ثريّة للإبداعات والمواهب التلمذيّة    رئيس الحكومة في زيارة ميدانية للشمال الغربي للبلاد التونسية    سجن سنية الدهماني .. يتواصل    مع الشروق .. إدانة... بنصف الحقيقة    القيروان: انتشال جثة إمرأة من قاع فسقية ماء بجلولة    رقم مفزع/ من 27 جنسية: هذا عدد الأفارقة المتواجدين في تونس..    هل فينا من يجزم بكيف سيكون الغد ...؟؟... عبد الكريم قطاطة    التضامن.. الإحتفاظ ب3 اشخاص وحجز كمية من المواد المخدرة    الليلة: سحب عابرة ورياح قوية والحرارة تتراوح بين 16 و26 درجة    عاجل: وسائل إعلام رسمية: انتخابات الرئاسة في إيران ستجرى في 28 جوان    فقدان 23 تونسيا في'حَرْقة': ايقاف 5 متهمين من بينهم والدة المنظّم واحد المفقودين    مدير عام ديوان تربية الماشية: النحل يساهم في ثلث غذاء الإنسان    بنزرت تستعد لاستقبال أبناء الجالية المقيمين بالخارج    والي بن عروس: فخور ب"دخلة" جماهير الترجي وأحييهم ب"عاطفة جيّاشة"    أغنية لفريد الأطرش تضع نانسي عجرم في مأزق !    النادي الصفاقسي : اصابة وضّاح الزّايدي تتطلب راحة باسبوعين    إضراب عن العمل بإقليم شركة فسفاط قفصة بالمظيلة    بودربالة يوجه الى نظيره الايراني برقية تعزية في وفاة إبراهيم رئيسي    وزارة التربية: هذه هي الانشطة المسموح بها بالمؤسسات التربوية خارج أوقات التدريس    وزيرة السعادة تحافظ على مركزها ال9 في التصنيف العالمي    أبطال إفريقيا: الكشف عن مدة غياب "علي معلول" عن الملاعب    تقرير يتّهم بريطانيا بالتستر عن فضيحة دم ملوّث أودت بنحو 3000 شخص    سيدي بوزيد: تواصل فعاليات الدورة 15 لمعرض التسوق بمشاركة حوالي 50 عارضا    كيف قتل "رئيسي"..خطأ تقني أم ضباب أم حادث مدبر..؟    تزامنا مع عيد الاضحى : منظمة ارشاد المستهلك توجه دعوة لقيس سعيد    نحو الترفيع في حجم التمويلات الموجهة لإجراء البحوث السريرية    وزارة التشغيل تمدّد في آجال التسجيل في برنامج مساندة المؤسسات الصغرى المتعثرة إلى غاية يوم 16 جوان القادم    فظيع: غرق شخص ببحيرة جبلية بجهة حمام بورقيبة..    الشاعر مبروك السياري والكاتبة الشابة سناء عبد الله يتألقان في مسابقة الدكتور عبد الرحمان العبد الله المشيقح الأدبية    تونس : أنواع و أسعار تقويم الأسنان    انطلقت أشغاله الميدانيّة: التعداد السكاني دعامة للتنمية الاقتصادية    اشادات دولية.. القسّام تتفاعل وإعلام الكيان مصدوم...«دخلة» الترجي حديث العالم    تونس تقدم التعازي في وفاة الرئيس الايراني    دول إفريقية مستعدّة لتنظيم عودة منظوريها طوعيا من تونس    هذه أول دولة تعلن الحداد لمدة 3 أيام على وفاة الرئيس الايراني..#خبر_عاجل    استدعاء ثلاثة لاعبين لتشكيلة البرازيل في كوبا أمريكا واستبدال إيدرسون المصاب    بينهم زعيم عربي.. زعماء دول قتلوا بحوادث تحطم طائرات    تحذير من موجة كورونا صيفية...ما القصة ؟    نهائي "الكاف": حمزة المثلوثي رجل مباراة الزمالك ونهضة بركان    المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بسيدي بوزيد تستعد للموسم الثقافي والصيفي 2024    القصرين : الوحدات العسكرية تشارك أبناء الجهة احتفالاتها بالذكرى ال68 لإنبعاث الجيش الوطني التونسي    المرشح الأول لخلافة الرئيس الإيراني..من هو ؟    4 تتويجات تونسية ضمن جوائز النقاد للأفلام العربية 2024    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    دار الثقافة بمعتمدية الرقاب تحتفي بشهرث الثراث    نحو 20 % من المصابين بارتفاع ضغط الدم يمكن علاجهم دون أدوية    ملف الأسبوع...المثقفون في الإسلام.. عفوا يا حضرة المثقف... !    منبر الجمعة .. المفسدون في الانترنات؟    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. ناجي جلّول ( نداء تونس) ل«التونسية»:«نداء تونس» ليس حزب البورجوازيّة ولا حزب تسديد «كريدي» العطّار
نشر في التونسية يوم 24 - 02 - 2014

في تونس
انتقلنا من الارهاب إلى التمرّد المسلّح
«النهضة» ستفقد حلفاءها العلمانيين وتغيب عن الحكم لسنوات
أيّ معنى لحقوق الانسان إذا كان أمننا وأرواحنا مهدّدة؟
هكذا تصبح الأخونة مرادفا للأمركة
ليبيا أصبحت خليطا من أفغانستان ومالي
المطالبة بتعدّد الزوجات جريمة ممنوعة بنصّ الدستور
الدكتور ناجي جلول استاذ التاريخ والآثار الإسلامية بجامعة منوبة استاذ تعليم عال متحصل على الدكتورا من جامعة السوربون عام 1988وعلى شهائد الدراسات العليا المتحفية من معهد اللوفو بباريس سنة 1983وعلى التاهيل الجامعي من جامعة تونس ...عضو مؤسس للجنة الوطنية للتاريخ العسكري وعضو مؤسس للمجلة التونسية للتاريخ العسكري ...لديه العديد من المؤلفات أهمها «التحصينات الساحلية لايالة تونس في العهد العثماني» ...و«الرباطات البحرية بافريقية في العصر الوسيط» وعشرات المقالات حول التاريخ العسكري والتحصينات والمعاقل والمعارك في العصر الوسيط.«التونسية» التقته وحاورته حول انضمامه لحزب «نداء تونس» كمثقف وحول خفايا تخلي «النهضة» عن الحكم وقضية الارهاب في تونس والعديد من النقاط الأخرى المتعلقة بالمشهد السياسي التونسي ....
ما هي علاقة المثقف بالعمل السياسي وبعالم لوبيات المصالح السلطوية ؟
وهل يمكن ان نتصور السياسة دون مثقفين؟ فال«بوليتيكوس» ارتبطت منذ نشأتها بالمدنية وبالثقافة العامة ألم يكن بريكلاس أب ديمقراطية اثينا مثقفا ؟الم يتميز عظماء مثل اميل زولا وجان بول سارتر والبار كامو وأندريه مالرو وسيمون دي بوفوار وآراغوان بنشاطهم السياسي ؟وقبلهم كان الجاحظ رمزالانسنة العربية ,من رؤساء المعتزلة وعرفت تونس في عهد بورقيبة «جمهورية المعلمين».المثقف الحقيقي قدره أن يكون غرامشيا عضويا يحمل هموم شعبه وآماله أما سكان الابراج العاجية فهم اهل مهنة والمهنة «مهانة والصنعة رفعة» على حد تعبير التوحيدي. فالنخب مدعوة الى ممارسة ال«بوليتيكوس» بمعناها النبيل والرفيع وترك «البوليتيكي» «politké »المرتبطة باللوبيات لاهلها لانهم لايصلحون لها وقد جربها ابن خلدون وابن الابار القضاعي وعادت عليهما بالويلات .
ألا تعتقد ان انضمام المثقف حامل رسالة خير الدين الى حزب ما هو مشروع مثقف بلاط ؟
خير الدين نفسه كان رجل سياسة ورجل بلاط وتقلد مناصب سامية في تونس والاستانة كما كان متأثرا الى حد بعيد بالوزير العثماني ابراهيم متفرقة السياسي –المثقف الذي انشا اول دار طباعة باسطنبول .
كل التيارات السياسية الكبرى من الليبرالية الى الماركسية كان وراءها رجال الفكر والفلاسفة كما كان بورقيبة مثقفا ورجل سياسة في آن واحد . وقد أدت هيمنة التكنوقراط على الحياة السياسية في عهد بن علي الى استفحال الدكتاتورية وتحنيط الخطاب السياسي الرسمي ولم يتمكن الجامعيون خلال الثورة من تصدر الموقع الذي يليق بهم في المشهد السياسي رغم مساهمتهم العريقة في معارك الديمقراطية والحريات العامة لأن أزمة التمثيل النقابي حرمتهم من مساهمة اكبر فاعلية في الثورة وجعلت حضورهم بعدها يتراجع مقارنة مع بروز نخب اخرى كالحقوقيين الذين ادخلوا الصراع السياسي في مأزق الجدال والسجال وقد آن الأوان للخروج به الى دائرة الفكر والمشروع وهو دور منوط بعهدة النخب المثقفة لأن الاستحقاقات السياسية والاجتماعية للثورة لا يمكن ان يصنعها الساسة «التقليديون» بمفردهم ذلك ان السياسات العامة محتاجة دوما الى من ينتج القيم والمعايير ويرسم الخرائط الرمزية للمجتمع ويعقلن القرار مع قوة المقترح وهو دور يمكن ان تلعبه النخب بعد ان تخلصت من كابوس الرقابة والرقابة الذاتية .
ألم يزعج الاستاذ الاكاديمي ناجي جلول«ابن الشعب» الانضمام الى حزب يرى كثير من الملاحظين أنه حزب البورجوازية في ظل ثورة المحرومين ؟
اولا لم تكن ثورة 14جانفي ثورة جياع ومحرومين بل ثورة حرية وكرامة ,ثورة الطبقة الوسطى التي افرزتها الدولة الحديثة وثورة شباب متعلم معلمن يطمح الى تحقيق «فرحة الحياة» كما ينعتها بورقيبة .
انضممت الى «نداء تونس» لأنه حزب يؤمن بالدولة الاجتماعية ودولة الرفاة «l'etat –providence اليعقوبية التي توفر العلاج والمسكن والشغل للمواطن وتجعل من التعليم العمومي المجاني مصعدا يمكن «ابن الحفيانة» من ارتقاء السلم الاجتماعي ,لن يكون «نداء تونس» حزبا «بورجوازيا » بل حزب يواصل ويعمق تقاليد الحركة الاصلاحية التونسية التي استلهمت بدورها مبادئها من التراث الثوري الاسلامي ومن الانوار الفرنسية التي انجبت الدولة اليعقوبية الحديث وهو مشروع مناقض لمشروع حركة النهضة الذي يستلهم مبادئه العامة من فكر المحافظين الجدد في امريكا ويهدف الى العودة الى الليبيرالية المتوحشة بتجريد الدولة من وظائفها الاجتماعية وتحويلها نحو المنظمات الخيرية والوقفية .
ألا تخاف ان يوصم الحزب الذي تنتمي اليه بشبهة المال السياسي وتونس على أبواب انتخابات قادمة ؟
«نداء تونس» احدث بعد انتخابات 23اكتوبر2011ولم يسدّد «كريدي » العطار ولم يوزع المعونات الغذائية والقصاصات المالية ولم ينظم حفلات الزواج الجماعية واذا كنا ابناء الطاهر الحداد فلا يمكن لنا ان نكون اعقابا لمحمد صالح بن مراد الذي الف «الحداد على امرأة الحداد «دون ان يقرا الكتاب فلننتظر اذن الانتخابات لنرى من يحمل ثقافة شراء الذمم .
من خلال الثورات العربية هل نجح الإسلام السياسي في تقديم نموذج واقعي لسلطة مدنية ديمقراطية؟
أولا دعنا من هذا المصطلح الغريب «الاسلام السياسي» فالإسلام والمسيحية واليهودية والبوذية والماجوسية والهندوسية ديانات والدين شيء ينتمي الى عالم المقدس والسياسة شيء اخر ينتمي الى عالم المدنس فلا وجود لإسلام سياسي كما لا وجود لبوذية سياسية بل نحن ازاء حركة اخوانية نشأت في مصر سنة 1928وانتشرت تدريجيا في اغلب اصقاع الوطن العربي .
كتب غريغوري ملويش سنة 2005في مجلة policy :«سيواصل الدين لعب دور محوري في المجتمعات لما تأخذ المسائل الاخلاقية حيزا هاما في المشهد السياسي». في هذا المجال نرى الاسلام السياسي يتبع خطى المسيحيين الاصوليين مما سيؤدي حتما الى تدعيم العلاقات السياسية بين التيارين «بعدها بسنة بدأت المفاوضات بينهما عبر الكونغرس وnational security concil وهو ما يبرز بوضوح من تقارير rand corporation».
كان الربيع السوري اعتداء خارجيا يهدف الى تدمير بلد الممانعة وزرع منظمات «داعش» الارهابية التي فككت اوصال بلاد الشام وشردت ابناءها وتحولت ليبيا بمشيئة الناتو الى خليط من افغانستان ومالي تنهشها المليشيات والعصابات المسلحة وتباع ثرواتها الطبيعية بأبخس الاثمان.
اما الوضع في تونس فهو مختلف تماما لأننا ازاء ثورة شعبية حقيقية عصفت بعرش الدكتاتورية لكن خلال سنتين من حكم «النهضة» تمكن الارهاب الجهادي من زرع خلاياه النائمة ونشر مخازن الاسلحة وتكوين حاضنة شعبية في المدن والقرى مما ينذر بأيام عصيبة تهدد السلم الاجتماعي والانتقال الديمقراطي .
قلت في احد حواراتك انه على «النهضة» ان تتخلى عن طابعها المسجدي وتقطع مع حاكمية السيد قطب واحتكار الفضاءات الاجتماعية لتحاكي التجربة التركية فكيف تقيم موضوعيا تجربتها ؟
اولا يجب ان نعرف ان حزب العدالة والتنمية ينتمي الى الحركة الاخوانية العالمية وانه وصل الى سدة الحكم سنة 2002 بدعم من المحافظين الجدد في بلاد العم سام وفي رسالة شهيرة لعبد الله غول سنة 1996 نقرأ:«اعلمنا الأمريكان باننا على استعداد للنضال من اجل علمانية على النمط الامريكي تكون فيها الدولة راعية للدين عكس ما يوجد اليوم في تركيا »وقد عمل الطيب رجب أردوغان منذ ذلك الوقت على اضعاف اللائكية الكمالية وافراغها من محتواها. وفي تونس تتجه حركة«النهضة» تحت تأثير الاتراك والمحافظين الجدد الى التخلي عن مقولات الخلافة والشريعة واخونة الدولة التي ميزت ذكرى الجماعة منذ انبعاثها في السنوات السبعين نحو نموذج الدولة الشركة المجردة من اغلب مقوماتها التقليدية وتعويضها بمجتمع مدني متدين تلعب فيه المنظمات الخيرية والوقفية والدعوية دورا محوريا كما تتخلى الدولة ايضا عن دورها المعدل في الميدان الاقتصادي لصالح نظام ليبرالي متوحش ب«قشرة دينية» عمادها الصكوك والبنوك وانظمة التأمين الاسلامية وبهذا تصبح الاخونة مرادفا للأمركة ...
«خرجنا من الحكومة وليس من الحكم» فهل تكون هذه الكلمة رديفا لما قاله علي العريض في حوار ل«الجزيرة» بانه اذا تم التخلي عن بن جدو سنسقط الحكومة ؟
السلطة هي مجموعة مكونات احداها رئاسة الحكومة فقد تمكنت حركة «النهضة» من المحافظة على المجلس التأسيسي الذي تهيمن عليه وعلى بقاء حليفها منصف المرزوقي في قرطاج وفرضت «ابنها» على رأس وزارة الشؤون الدينية وواصلت هيمنتها على المركز الوطني للإعلامية ومركز الاحصاء الذي سيقوم بحملة انتخابية سابقة لأوانها بتعلة الاحصاء العام للسكان والمساكن. أما السيد لطفي بن جدو فكل المؤشرات تؤكد ان هواه مع هوى حزب الغنوشي وأن الأمن الموازي مازال ينخر وزارته .
كيف تقرؤون هذه الايحاءات؟
تفطن راشد الغنوشي الى انه لا يملك كفاءات لتسيير دواليب الدولة وان تواصل وجود حزبه في القصبة سيؤدي حتما إمّا الى انتفاضة شعبية – بدأت بواكيرها تظهر في المناطق الداخلية- او الى الحل المصري اضافة الى ضغوطات المؤسسات المالية العالمية للحليف الامريكي فخيّر التخلي «عن الوزارات التقنية» والمحافظة على مفاتيح الحملة الانتخابية القادمة اي وزارتا الداخلية والشؤون الدينية وهو ما يبرز بوضوح من خلال وثيقة داخلية مسربة نشرتها جريدة «المغرب». كما اكد العميد موسى الخلفي المدير السابق للمخابرات العسكرية في حوار اجرته معه صحيفة «آخر خبر» ان الجهاز السري ل«النهضة» لم يقع حله ومازال المكتب 22من مونبليزير يعمل على اختراق الجيش.
ما رأيك في من يقول ان القبض على منفّذي العمليات الارهابية لن يردع الإرهاب باعتبار ان منابع الارهاب لم تجفف بعد ؟
آن الأوان ان نكف عن هذا الخطاب الشعبوي الذي يجعل من الارهاب احد ارهاصات الانتقال الديمقراطي وافرازا اوتوماتيكيا للفقر والخصاصة فلو كان الامر كذلك لكانت البرازيل والهند وجنوب افريقيا اكبر مصدري الارهاب ولصاحبت عملية الانتقال الديمقراطي في اوروبا الشرقية التفجيرات والاغتيالات. الارهاب التكفيري ثقافة ترعرعت في بلدان خليجية تصدر عبر الدعاة والفضائيات والجمعيات الدعوية والخيرية بمباركة انظمة تخشى عدوى الحرية والحداثة ونظام عالمي تسيطر عليه الشركات متعددة الجنسيات. وفي تونس انتقلنا من طور الارهاب الى التمرد المسلح الذي يهدف الى تقويض الدولة الوطنية وتعويضها بدولة الخلافة والشريعة واصبح ل«انصار الشريعة» ذراع مسلح وذراع دعوي ينخر المساجد والجمعيات الدعوية وذراع اجتماعي متكون من مئات الجمعيات الخيرية عدا المدارس القرآنية والجمعيات التنموية والاصدقاء داخل المؤسسات الاعلامية وفي تطور خطير تداخلت الشبكات الجهادية مع شبكات التهريب على الحدود الشرقية والغربية ومع عالم الجريمة الصغيرة للاحياء الفقيرة والمدن الداخلية الذي اصبح بدوره يوفر الحاضنة الشعبية للارهاب ولا يمكن استئصال الارهاب من ربوعنا الا بالقضاء على هذه الشبكات ومراقبة المساجد وايجاد حلول عاجلة للعائدين من سوريا .
بعد مرور عقود على صدور مجلة الأحوال الشخصية ما تقييمك لمنح الترخيص لجمعية تنادي بتعدد الزوجات باسم القضاء على المواخير واستعادة عفة المرأة ؟
كأني بكما تقولان بأن المرأة هي وحدها المسؤولة عن اضطراب الحياة الجنسية. سأسرد لكما نصا للحسن الوزان الذي زار تونس سنة 1520يقول فيه «ان البؤس الذي يفتك بضعفاء الشعب في تونس يؤدي بكثير من النساء الى الاتجار بمفاتنهن بأبخس الاثمان »وتؤكد عدة دراسات أن نسب الزنا والتحرش الجنسي والاغتصاب اكثر ارتفاعا في البلدان التي تبيح تعدد الزوجات مما هو في البلدان الاسكندينافية وأن أعلى نسب الطلاق توجد بدول خليجية. كفانا اذن رياء واجترارا لاكذوبة طال عمرها وفي الاخير فان الدستور التونسي يمنع تعدد الزوجات مما يجعل المناداة به جريمة تعرض صاحبها للعقاب تماما مثل المجاهرة بالعنصرية ومعاداة السامية في أوروبا.
ما هو الحد بين الدفاع عن حقوق الانسان وبين الوقوع في تبييض الأخطاء والجرائم الماسة بالأمن الوطني؟
بصراحة لا أدري كيف ينظر «اشباه الحقوقيين» الذين طالبوا بتسريح ارهابيي سليمان الى انفسهم في المرآة؟ كيف يمكن لهم ضم ابنائهم الى صدورهم بعد مشاهدة ألم بنات شكري بلعيد ومحمد البراهمي ودموع يتامى وثكالى شهداء الجيش والامن ؟كيف يمكن لهم التعامل مع اجسادهم بعد مشاهدة الرؤوس المقطوعة والعروق المفصودة والاصابع المبتورة ؟الم يفهم هؤلاء بعد اننا في حالة حرب مع الارهاب وبأن ارواح ابنائنا مقدسة فلا تتحدثون من فضلكم عن حقوق الانسان اذا كان أمننا ونمط حياتنا وأرواحنا مهدّدة.
هناك اليوم اصوات تنادي الاعلاميين بعدم الحياد مع الارهاب؟
الارهاب ليس وجهة نظر ولا حياد مع الارهاب من حق الاعلاميين التعرض للظاهرة بالتحليل والدراسة ولكن لا يجب توفير منابر اعلامية لدعاة الفتنة والقتل كما لا يجب ان تتحول محاربة الارهاب الى محاربة لكل المظاهر الخارجية للتدين السلفي انا من دعاة احترام الحريات الفردية ولكن مع استئصال الارهاب من ارضنا .
لماذا تصر المعارضة على اتهام «النهضة» حتى بعد خروجها من الحكم بأنها المتسبب في عملية تفريخ الارهاب في تونس اين تصنف هذا الاتهام ؟
كيف تفسران حادثة سقوط الطائرة الليبية ؟ثم انظرا من يبيّض الارهاب في المنابر الاعلامية والمساجد ستجدان حتما جزءا من قواعد «النهضة» وأنصارها واصدقائها .
«النداء» يتغلغل داخل تونس هل بدأت الاستعدادات للانتخابات وتونس مثقلة بالألم والارهاب ؟
«النداء» أصبح قوة سياسية ضاربة وهو سائر دون شك الى نصر انتخابي مبين ولكن لا يمكن ان تجرى الانتخابات قبل استقرار الاوضاع الامنية وحل رابطات حماية الثورة التي اكدت احداث قبلاط وبن عون واريانة انها احدى مفارخ الارهاب .
كيف ترى مستقبل المشهد السياسي في قادم الأيام؟
رغم الضبابية النسبية التي مازالت تميز المشهد السياسي فان الخارطة السياسية اصبحت تتمحور حول ثلاثة اقطاب رئيسية «نداء تونس» ,«الجبهة الشعبية» وحركة «النهضة». أما بقية المكونات فهي سائرة لا محالة إما الى الانقراض أو الانصهار في هذه الاحزاب الكبرى خاصة «نداء تونس» بحكم وسطية وتعدد روافده الفكرية. أما حركة «النهضة» فإنها ستفقد حلفاءها «العلمانيين» مما سيبعدها لسنوات طويلة عن سدة الحكم مثلما حدث للأحزاب الشيوعية في أوروبا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية خاصة انها حرب «مقاتلين» بالمعنى السياسي» لا تستهوي النخب السياسية .
تصر حكومة «النهضة» المتخلية على أنها حكومة انجازات وانها ستربح المعركة الانتخابية القادمة لأنها حركة عريقة ومتجذرة في تونس ؟
هي حركة متجذرة في مصر أما في تونس فلا اظن ذلك لأنها ليست استمرارا للتدين التقليدي كما كان سائدا في تونس قبل السبعينات من القرن المنصرم ولا علاقة لها بموجة التدين الجديد التي ظهرت منذ سنوات لأنها ظاهرة غير مسيسة. فهي قبل كل شيء رافد من روافد الاخوان المسلمين وحركة سياسية تعتمد خطابا دينيا وكما يقول الغنوشي في سيرته الذاتية «لم توصل الحركة فكرها من خلال حركة الاصلاح التي عرفتها بلادنا منذ القرن التاسع عشر كما لم يكن لجامع الزيتونة ولإعلامه اي اثر في الحركة ولم تكن يوما من ثماره» اما انجازات «اقوى حكومة » في تاريخ تونس فهي تتمثل في تفاقم الفساد والرشوة وتقسيم الشعب وافراغ المساجد من روادها وانتشار الاوبئة والدعارة والمخدرات والاسلحة وتفشي الارهاب وبلغة الارقام 80الف طن من الفضلات المكدسة في الشوارع ,تضخم مالي بنسبة 7في المائة ,تراجع المقدرة الشرائية ب 11في المائة ,نسبة المديونية للخارج ب 180بالمائة معدل دين كل مواطن تونسي عند الولادة ب 2730دينار,اكثر من 900 الف عائلة مدينة للمؤسسات البنكية ,مليون و900 الف يجدون انفسهم عاجزين عن كسب قوت يومهم,1600مليون دينار عجز الصناديق الاجتماعية ,نسبة الفقر بلغت 30في المائة بعد تدحرج الطبقة الوسطى نحو الفقر ,تراجع النشاط السياحي ب 15في المائة ,الاف المقبلين على الرازي ومصحات الامراض النفسية ,41في المائة من التونسيين يستهلكون اجورهم بالكامل يوم 12من الشهر ,انقطاع 100الف تلميذ عن الدراسة سنة 2012,الاف المتشردين يستوطنون الشوارع ,تراجع الاستثمار الخارجي ب25بالمائة و45في المائة من موظفي الدولة اصبحوا يصنفون على انهم فقراء ,50بالمائة من الاقتصاد الوطني تتحكم فيه شبكات التهريب والاقتصاد الموازي ومناطق من التراب التونسي مثل الشعانبي محتلة من قبل الارهابيين اضافة الى تنفذ قناصل وسفراء الدول الكبرى على حساب السيادة التونسية .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.