أمر البطولة لم يُحسم بعد لا بدّ من الصبر على «كرول» حاوره: خالد الطرابلسي هو حتما أحد ركائز الترجي الرياضي وأحد أفضل متوسطي الميدان الدفاعيين في تونس.اختار العمل في صمت بعيدا عن الضجيج نجح في نيل ثقة واحترام كامل مكونات العائلة الترجية.حسين الراقد مثال للاعب المحترف سواء على الملعب أو خارجه اخترنا أن نحاوره ففتح لنا صدره فكانت الورقة التالية: غياب تام عن وسائل الإعلام ومسيرة ناجحة بعيدا عن الأضواء هل هو اختيار متعمد منك؟ لا ليس اختيارا وإنما هي طريقتي في الحياة فأنا لا أحبذ الكلام كثيرا ولا أجيد الرد الا بلغة الأقدام.هكذا تعودت منذ كنت في تركيا ولكن هذا لا يعني أنه لدي مشاكل مع الإعلام على العكس تماما فهم جزء هام في عملنا والدليل أنني رحبت بإجراء حوار لصحيفتكم وأتمنى أن أكون ضيفا خفيف الظل على قرائها. البداية مع الترجي لم تكن سهلة ولكنك سرعان ما أصبحت ركيزة أساسية في الفريق فما السر في ذلك؟ صحيح البداية مع الترجي كانت صعبة لأسباب عدة أبرزها أنني عندما التحقت بشيخ الأندية التونسية كانت البطولة في تركيا منتهية وعليه فقد كنت أفتقد لنسق المباريات مقارنة مع بقية زملائي.كما أنني تعودت اللعب في الليل وعلى أرضية ملاعب رائعة تسهل على اللاعب تقديم أفضل ما لديه وهو ما لم يتوفر في تونس مع الأسف فالمباريات تلعب في توقيت مبكر وعلى ملاعب سيئة باستثناء ملعبي المنزه ورادس. سبب آخر عطل اندماجي في المجموعة وهى عامل التأقلم حيث تغيرت عديد المعطيات في حياتي وفي حياة عائلتي تطلب مني بعض الوقت ولكن بالعمل والصبر وبمساعدة زملائي في الفريق نجحت في تأكيد جدارتي باللعب أساسيا في تشكيلة الترجي.فمردودي لم يتراجع وانما عملية التأقلم صعبت بداية مسيرتي مع فريقي. الترجي الرياضي يتصدر ترتيب البطولة بفارق تسع نقاط عن أقرب ملاحقيه ( قبل مباراة النادي الصفا قسي والملعب القابسي) فهل يمكن القول إنّ أمر البطولة قد حسم؟ لا ليس بعد ففي كرة القدم كل شيء يتغير بسرعة وقد تنقلب الأمور في كل لحظة ولذلك يعشق الناس هذه اللعبة.صحيح ان الفارق الذي يفصلنا عن ملاحقينا مريح نسبيا ولكن تنتظرنا مباريات صعبة خاصة مع الفرق التي تصارع من أجل البقاء والتي ستحدد نتائجها وجهة اللقب والذي لن يلعب على نتائج «الدربي» والمباريات الكبرى والدليل أن الإفريقي تعثر في قفصة ومع الملعب القابسي.وهذا لم يحصل معنا لأننا نستعد لتلك المواجهات بجدية كبيرة.سنواصل العمل بنفس الجدية والأكيد أنه بعد شهر من الاًن ستتحدد وجهة اللقب والذي نرجو أن يكون من نصيبنا. أداء فريقك لم يرتق الى المستوى المطلوب رغم تغيير عدة مدربين ( الكنزاري – القصري – دوسابر وأخيرا كرول) فهل يعود ذلك لكثرة التغييرات؟ لا أعتقد ذلك فبالنسبة لي تغيير المدربين قد يعد حافزا للاعب حتى يثبت جدارته باللعب رغم ما قد يحدثه ذلك من صعوبات في التأقلم مع الخطط التكتيكية.صحيح في الترجي غيرنا المدرب في أكثر من مناسبة وفي كل مرة تختلف المدرسة والتكتيك المنتهج ولكن ما يجمع الكنزاري ودوسابر وكرول هو طابعهم الهجومي الذي يبحث عنه مسؤولو وأحباء الفريق.الأمور لم تسر بشكل مطلوب مع الكنزاري ولكن الامر قد تغير مع الفرنسي دوسابر الذي قام بعمل كبير وتغير معه أداء الفريق نحو الأفضل ولكنه لم يأت لتدريب الأكابر والتحق بعمل أخر أعتبره أكثر أهمية وهو العناية بشبان النادي الذين يمثلون مستقبله ومستقبل الكرة التونسية عامة.الآن المدرب هو كرول وهو اسم غني عن التعريف بعد نجاحاته مع النادي الصفاقسي. صحيح لم نقدم الأداء المنتظر وذلك يعود لحاجة المدرب لمعرفة المجموعة وللتغييرات الحاصلة من مباراة إلى أخرى بسبب الإصابات والعقوبات وتفكير المدرب في الإعداد لمسابقة رابطة الأبطال الإفريقية ولغياب آليات اللعب التي ستتطور حتما بمرور الجولات. المهم أن نجمع النقاط وسنوفّق قريبا بين النتائج واللعب الجميل وهذا هو مشروع الترجي الكبير. نهاية الأسبوع ستشهد عودتكم إلى دوري أبطال إفريقيا.هل يمكن القول إن الترجي جاهز لهذه المسابقة؟ حتى لا نخادع جماهيرنا لسنا جاهزين بنسبة مائة بالمائة في الوقت الحالي وعلينا تطوير آليات لعبنا في الفترة القادمة.و الأكيد انه بمرور الجولات سنتحسن وسنبلغ المستوى المطلوب ونحق نتائج كبيرة في هذه المسابقة التي سنستهلها نهاية الأسبوع بملاقاة بطل كيينا غور ماهيا. رابطة أبطال إفريقيا هي أكبر أهداف الترجي مع احترامنا لأهمية التتويج بالبطولة وشخصيا قبلت اللعب للترجي من أجل الفوز بهذا اللقب واعتقد أننا نمتلك كل الأسلحة للذهاب بعيدا في هذه المسابقة فنحن نمتلك أكثر من 18 لاعبا مميزا فقط القليل من الصبر والكثير من العمل لتحقيق الهدف المرسوم ولن نرضى بأقل من النهائي. نأتي الآن للحديث عن وضعيتك في الترجي فعقدك ينتهي في جوان القادم فهل اتخذت القرار بشأن مستقبلك الكروي؟ صحيح عقدي ينتهي في جوان القادم وقد انطلقت هذا الأسبوع في التحدث الى مسؤولي الفريق بخصوص تجديد العقد. لم نصل بعد إلى اتفاق ولكن هذا لايعني شيئا.سنواصل التحدث والنقاش وشخصيا أركز حاليا على المنافسات فقط وقراري الأخير سأتخذه بالتشاور طبعا مع عائلتي التي تعيش أوقاتا طيبة في تونس.بالنسبة للعروض وصلني إلى حد الساعة عرضان رسميان من فرق تركية بما أنّي تركت هناك أفضل الانطباعات كما بلغني عرض من فريق ينشط في الدرجة الثانية الفرنسية ينافس من أجل الصعود. وكما قلت الحسم سيكون في الفترة القادمة وإذا ما كتب لي البقاء في الترجي فسأكون سعيدا للغاية وأما إذا انتهى المكتوب فسأحترم العقد الذي يربطني بالترجي إلى غاية جوان وسأكون كما عودت جماهير الترجي مثالا في الانضباط والاحتراف. تحدثت عن الاحتراف فما تعليقك على تصرفات زميلك في الفريق يوسف البلايلي؟ شخصيا لا أريد التعليق على هذا الموضوع لأنني لا أمتلك كل المعطيات بشأنه ولكن ما أستطيع أن أقوله أن البلايلي لا عب كبير ويمتلك زادا فنيا محترما ونستحقه في الفريق وأنا أتألم وحزين من أجله وأتمنى أن يكون هناك حل وسط يعود بمقتضاه الجزائري إلى المجموعة لأنه يرغب بشدة في العودة إلى الميادين وأعتقد بأن الخلاف سيجد الحلّ في قادم الأيام. كيف تود ختم الحوار وهل من رسالة تود تبليغها؟ هي كلمة شكر أود أن أوجها لجماهير الترجي التي وقفت إلى جانب الفريق وإلى جانبي وساعدتني في أصعب الظروف وأتمنى أن أكون دائما عند حسن ظنهم وظن إدارة الترجي وكما قلت سواء بقيت هنا أو غيرت وجهتي فإن هذه التجربة ستبقى لحظة فارقة في مسيرتي الكروية لأنني عشت وأعيش في الترجي لحظات جميلة وكل ما أتمناه التوفيق في التتويج بالألقاب التي نتنافس من أجلها لأنه وان حدث سيكون أمرا جميلا بالنسبة لي.