حسب بيان وزير الدفاع الروسي سيرغي شيغو سوف تتمكن السفن الحربية الروسية من دخول الميناء الفيتنامي "كمران" من جديد، فما الأمر الذي يدور الحديث عنه هنا؟ هل هذا يعني إقامة قاعدة عسكرية بحرية روسية أم أنها قاعدة تقنية لوجستية لخدمة السفن الروسية؟ نذكّر هنا أن قاعدة كهذه كانت في "كمران" من قبل وسلمت لفيتنام عام 2002م. يقول رئيس تحرير مجلة "الدفاع الوطني" الروسية إيغور كَروتشنكه في ذلك: "لا يدور الحديث حول إقامة قاعدة عسكرة روسية بل هي قاعدة تقنية فنية للتمكن من صيانة السفن الروسية، فروسيا تبدي اهتماما بأن تتمكن سفنها وغواصاتها من الدخول إلى "كمران" بشكل دائم". الغرض من هذه الزيارات البحرية التزود بالغذاء والماء، وإذا لزم الأمر إجراء الإصلاحات الصغيرة، وكذلك تأمين راحة البحارة، كما يرى خبيرنا أن العلاقة الوثيقة بين البلدين، مع الأخذ بعين الاعتبار تنفيذ روسيا لحجوزات فيتنامية كبرى منها بناء الغواصات و السفن الحربية من طراز "الفهد"، تسمح بالعثور على حلول ترضي الطرفين، وتسمح للسفن الروسية بالعودة إلى كمران. لا يقف الإتفاق عند الأسطول. فقط، بل يتجاوزه ليصل إلى استخدام مطار المدينة بهدف استقبال الطائرات الروسية الدائم من أجل توفير الوقود في هذه الأجواء وتأمين فعالية طيران طويل المدى للحركة الجوية الروسية. كما يشير إيغور كَروتشنكه إلى أن محادثات مماثلة تجريها روسيا مع كوبا وفنزويلا وسنغافورة ومجموعة من الدول الأخرى: "ويرتبط ذلك بإعادة تسليح كاملة سيشهدها الأسطول البحري الروسي في السنوات القليلة المقبلة، إلى جانب ذلك تعزز روسيا وجودها العسكري في المناطق الرئيسة من العالم، بما فيها آسيا والمحيط الهادي، إذ أن تأمين نشاط متكامل للأسطول الروسي وللسلاح الجوي يحتاج إلى نقاط ارتكاز كهذه". ميناء كَمران الفيتنامي سيكون واحدة من هذه النقاط الهامة.