ستنظر قريبا احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس في جريمة تغرير بفتاة ومواقعتها برضاها تورط فيها شاب تظاهر بمحبته الجارفة للمتضررة بغية النيل منها ثم تنكر لها. وتعود تفاصيل هذه القضية الى شهر فيفري 2013 عندما تقدمت فتاة الى السلط الامنية بشكاية افادت ضمنها انها تعرفت على شاب في حفل خطوبة قريبتها وأنه عندما شاهدها ظل يرمقها بنظراته طوال السهرة ثم وقبل انتهاء الحفل طلب منها رقم هاتفها لرغبته في التحدث معها فلم تمانع نظرا لما أبداه من لطف. وقالت الفتاة في شكايتها أنّ الشاب سارع في اليوم الموالي بالاتصال بها هاتفيا واصبح يتحدث معها بشكل دائم الى ان نجح في استمالة قلبها ثم طلب لقاءها للتحدث معها عن قرب بعد ان مل سمع صوتها فقط فلم تمانع وتحولت الى لقائه. وأضاف أنه طلب منها أثناء المقابلة أن تفاتح عائلتها في الموضوع لرغبته في التقدم لخطوبتها سريعا خاصة أن ظروفه المادية مترفهة وهو يعمل مع والده في شركته وله منزل وسيارة. وقالت الشاكية إن فرحتها كانت كبيرة بهذا الخبر لأنها لم تتصور ان ذلك الشاب يتلاعب بعواطفها لعلمها أنه أوقع سابقا العديد من الفتيات في شراكه ثم تخلّى عنهنّ مضيفة أنه تقدّم فعلا لخطوبتها وأن أسرتها ابتهجت بذلك. وبعد فترة وعندما كانت برفقته صادف أن شاهدت فتاة كانت من معارفه في السابق فتجاذبت معها أطراف الحديث ثم مكنتها من رقم هاتفها على أن تتصل بها ليلا. وفعلا اتصلت بها صديقتها ونبهتها إلى أنّ خطيبها متحيّل بارع وانه سبق ان تلاعب بعواطف صديقة لها وأنّه بعد أن أوقعها في المحظور تخلى عنها وأنّ هذا دائما أسلوبه. تعجبت الشاكية لما روته صديقتها لكنها لم تصدق كلامها وظنتها غيرة من طرفها ولم تعر الأمر أهمية إطلاقا ولم تكلف نفسها حتى عناء البحث في الموضوع أو استفسار خطيبها إلى أن كانت الطامة الكبرى. ذلك أنه في إحدى المرات توجهت برفقته الى منزله حتى تطّلع على آخر الاستعدادات وتبدي رايها في الاثاث الذي اعلمها انه اقتنى اغلبه وما ان وطئت قدماها المنزل حتى اكتشفت الحقيقة اذ ان المنزل كان شبه خاو ولم يتم تجهيزه بعد وعندما واجهته بذلك اعلمها انه رغب في لقائها منفردين بعيدا عن اعين المتطفلين فأرادت المغادرة الا انه منعها وشرع يتجاذب أطراف الحديث معها حول حياتهما المستقبلة حتى أيقن انها استرجعت هدوء أعصابها ثم جرها الى ممارسة الجنس معه وغادر المكان. ومنذ ذلك اليوم اختفى تماما وحتى عندما اتصلت به كان هاتفه الجوال دائما مغلقا فبحثت عنه في كل مكان لكن دون جدوى الى أن قررت التقدم ضده بشكاية من اجل التغرير بها ومواقعتها برضاها فتم تكثيف التحريات والقي القبض عليه. وباستنطاقه افاد انه تربطه علاقة خطوبة بالشاكية انقطعت منذ أشهر بسبب خلافات دائمة بينهما عصفت بالمحبة التي تجمعهما وأنه صادف أثناء علاقتهما أن عاشرها معاشرة الأزواج مشيرا إلى أنّ ذلك كان بمحض إرادتها ملاحظا أنه يبدو انها لم تستطع تقبل فكرة انتهاء العلاقة بينهما فأرادت الزج به في هذه القضية علها تجبره على الاقتران بها. وبإجراء مكافحة بين الطرفين تمسك كل طرف بموقفه,وباستشارة النيابة العمومية اذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه من اجل ما نسب اليه وقد تمسك المتهم بأقواله لدى قاضي التحقيق، وبعد ختم الابحاث وجهت للمتهم تهمة مواقعة أنثى برضاها وستكون هذه القضية محل نظر المحكمة قريبا.