انتظر الجميع بكل شغف وشوق لقاء مفتوحا مع الدكتور فتحي الجراي وزير التربية خلال جلسة الاستماع في لجنة الشؤون التربوية بالمجلس التأسيسي ليقدم فيه ما يهم برنامج عمله ضمن ملف التعليم نظرا لأهمية هذا المجال في الحراك الاجتماعي والسياسي للبلاد بعد أن مرّ من مكتب وزارة التربية كل من عبد اللطيف عبيد وسالم لبيض دون أن يتركا أثرا عميقا في جوهر التربية والتعليم. وتحدث وزير التربية الى الإعلاميين بلغة المسؤول المنضوي ضمن سياسة حكومة يدرك جيدا حدودها وغاياتها وأهدافها وخطوط تحركها مما جعله لايقدم تطمينات مفبركة وأحلاما مزيفة ومقاربات ثرية لندرك جيدا أن فتحي الجراي جاء ليمسك الشأن التربوي من وسطه لا قدرة له على التغيير الجذري لأن الجميع انتظر منه ما يهم بالأساس المنظومة التربوية التي ظلت طويلا تستجدي التدخل العاجل لأنها باختصار خارج الموضوع... لم يذكر فتحي الجراي ولو تلميحا الزمن المدرسي ومحفظة التلميذ المثقلة وسبورة القسم الهرمة ومعلم المجال والمؤسسات التربوية التي تتداعى يوما بعد يوم بل تحدث عن عزم وزارة التربية على انتداب حاجتها من المعلمين والأساتذة وهذا أمر عادي دأبت عليه هذه الوزارة لسد شغوراتها قبل كل موسم دراسي... وعقب على موضوع المخدرات داخل المؤسسات التربوية وهو ملف اشتغل عليه عبد اللطيف عبيد أحد وزراء التربية السابقين ولم يكن الصدى وردود الفعل متوهجة لأن الملف له أسبابه المختلفة وقد تتبرأ المؤسسة التربوية من هذه التهمة وتلقيه على مغريات الشارع لتتكفل به مؤسسات المجتمع المدني... إثرها وكأن بوزير التربية رغب في تسجيل حضوره فقدم جديده الى درجة أذهلت الحاضرين حيث لم يكن هذا الجديد إلا مسكنات من الحجم الخفيف التي لاتقدر على علاج الزكام الحاد الذي أصاب منظومة تعليمنا وجعله سقيما هزيلا... الدكتور فتحي الجراي أكد أن المعلمين والتلاميذ مدعوون الى ارتداء لباس موحد لأن وزارة التربية ترفض كل أشكال اللباس الخادش للحياء والذي يعبر عن ثقافة وفكر غريبين عن المجتمع التونسي... وهكذا صارح وزير التربية الجميع وكشف لهم عن أوراقه بكل اختصار وبساطة وأشر أنه قدم الى وزارة التربية في خانة تصريف أعمال فحسب ضمن حكومة مؤقتة لن تغير شيئا في صلب المنظومة التربوية باعتبارها ذات بعد سياسي في المقام الأول... ولعلنا لن نحقق حلم تغيير تعليمنا الا اذا توفرت ارادة سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية تصر على اصلاح منظومتنا التربوية وهي على فراش المرض.