انتظمت الأحد 9 مارس 2014 ندوة علمية بالجامع الكبير وسط المدينة العتيقة بصفاقس دعت إليها جمعية الخطابة والعلوم الشرعية بصفاقس بالتعاون مع جمعية المحافظة علي القرآن الكريم و الأخلاق الفاضلة والجمعية التونسية للمحافظة علي الأخلاق الحميدة تحت عنوان " تحييد المساجد بين الوظيفة الأصلية ... والدعاية الحزبية " ' التونسية ' واكبت هذه الندوة وفي ما يلي مختلف أراء الأطراف المتداخلة فيها الشيخ محمد المدنيني : أهل مكة هم أدري بشعابها تعرض الشيخ محمد المدنيني في كلمة الافتتاح إلي علاقة الدين بالدولة والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وخاصة منها الدينية مع الجدل الذي أثارته الدعوات المتكررة لتحييد المساجد منذ تاريخ الثورة التي عاشت علي وقعها البلاد من 17 ديسمبر 2010 إلي يومنا هذا مبينا أن هنالك بعض الأطراف في الفترة الأخيرة تريد الزج بالأئمة في مستنقع الخلافات الحزبية والأيديولوجية لفصلهم عن المجتمع وجموع المصلين مضيفا أن هذه الحملة المغرضة والممنهجة علي حد قوله تنساق في نفس منهج الحكم السابق عبر السعي إلي كسر جملة القيم التوعوية والأخلاقية التي يقوم عليها الخطاب الديني حسب تعبيره.مؤكدا في الوقت نفسه علي أن الإمام في تونس كيان مستقل ينير المجتمع ويزرع فيه قيم الأخلاق الحميدة والقيم الدينية السمحة كما قال أن هنالك من يتكلم في الشأن الديني من إعلاميين وفنانين ورجال سياسة وهم أبعد ما يكون عن ذلك لان فهمهم فهم سطحي ولا يلج إلي الفهم المعمق للعلوم الشرعية قائلا ' نحن نترك الاقتصاد لرجال الاختصاص في الاقتصاد والهندسة للمهندسين والطب للأطباء فاتركوا الدين لرجال العلم والدين ' معللا قوله " أن أهل مكة هم أدري بشعابها " عبد العزيز لوكيل من المجلس الإسلامي الأعلى : " على الامام أن لا يكون بوق دعاية " قال الشيخ عبد العزيز لوكيل أن المسجد له دور ريادي في المجتمع لتحقيق الاستقامة الأخلاقية والقيمة والدينية التي يتلقاها المصلي في المسجد في خطبة الجمعة والدروس الدينية ويرى بدوره أن تحييد المساجد له مفهومان مفهوم مرفوض الذي يتحدث عن تحييد الإمام للتطرق في القضايا الحياتية اليومية والمشاكل الاجتماعية والأخلاقية وحصره في مناقشة نواقض الوضوء وأوقات الصلاة مؤكدا علي أن الإمام يحمل أمانة ورسالة تحتم عليه الاهتمام بكل ما يهدد استقرار المجتمع وتفككه فالإمام شرفه الله أن يكون معلما لدينه الحنيف ومحافظا علي استمرا و نشر الدين الإسلامي ولا يدعو في المساجد لغير الله وأن لا يكون بوق دعاية لأي طرف من الأطراف أو الأحزاب لأن المسجد لله وحده .كما استهجن "الشيخ عبد العزيز لوكيل" ما وصفه من انحياز وسائل الإعلام لأطراف محددة علي حساب الأطراف الأخرى دون ذكر اسمها . الشيخ شهاب الدين التيشي ممثل الجمعية التونسية لائمة المساجد : " العهدان البورقيبي والنوفمبري قزما المساجد " شهاب الدين التيشي ممثل الجمعية التونسية لائمة المساجد أكد في مداخلته أنه علي التونسيين الحفاظ علي حرمة مساجدهم والمحافظة علي شعائرهم الدينية وحماية الامام من الحملات المغرضة التي تستهدفهم مبينا أن المسجد هو القلب النابض لأي مدينة من مدن المسلمين وفي صلاحه يصلح المجتمع وإذا فسد يفسد المجتمع وله قيمة ورسالة تربوية واجتماعية ونفسية وأنه هو الذي ينشر قيم المحبة بين الناس مبينا أهمية هذه الندوة التي تسلط الضوء علي أهمية الدور الفاعل والريادي لإمام المسجد داخل المجتمع والدولة داعيا إلي دور ايجابي لوسائل الأعلام لإيصال الصورة الحقيقية للدين وعدم بث الالتباس والضبابية والتشويش في المجتمع للتخويف من الدين وخاصة وأن الدين الإسلامي دين أخلاق وقيم وتسامح ودوره فاعل في إصلاح المجتمع الذي يفعله الإمام في المسجد في خطب الجمعة وحلقات التدريس باعتبار أن الإمام هو مدرس لجموع المصلين وحامل رسالة دينية نبيلة لتنوير المجتمع وإصلاحه كما دعا في كلمته إلي ضرورة الالتفاف حول أئمة المساجد في وجه حملات التشهير والتنفير منهم التي تشنها بعض الأطراف داخل هذا الوطن مضيفا أن دور المسجد والإمام تاريخي في مقاومة الاستعمار الفرنسي وقيادة المقاومة ضده كذلك عبر عن صمود المسجد ضد التقزيم والتهميش الذي عصفت به في العهدين السابقين البورقيبي والنوفمبري الدكتور لسعد الدرويش ممثل عن جامعة الزيتونة : ' الدعوة إلي تحييد المساجد هي دعوات مائعة وبائسة " تحدث الدكتور لسعد الدرويش علي ما أسماه المفارقة العجيبة والغريبة التي تتحدث عن تحييد المساجد في دولة تدين بالإسلام مؤكدا علي الدور السامي للمسجد في تونس وحرمته داخل المجتمع ودوره التعليمي والتربوي داعيا إلي احترام حرمة المسجد والإمام والمؤسسة الدينية ككل مضيفا بقوله أن الدعوة إلي تحييد المساجد هي دعوات مائعة وبائسة علي حد قوله فالمسجد ليس دوره فقط الصلاة حيث بين أن الرسول صلي الله عليه وسلم كان يدرس في المسجد وكذلك أصحابه من بعده وكان يستقبل الوفود في المسجد كذلك وأن مثل هذه الدعوات هي مشروع ممنهج يستهدف الدين في ذاته إلي المسجد والإمام لتقييده وإفراغ المسجد من محتواه لتمرير ثقافتهم المستوردة من الغرب والدخيلة علي المجتمع التونسي من عادات وتقاليد ليس لها موطئ قدم في بلادنا ومجتمعنا . الشيخ مختار الجبالي تحييد المساجد فكرة علمانية متطرفة فقد هاجم في بداية كلامه وسائل الإعلام خاصة ما وصفه بمقال صحفي مغرض تحدث عن تعميد المساجد وما يحمله هذا المفهوم في طياته من خبث وسموم ينحدر من مرجعية مسيحية كنائسية الغرض من خلاله تطويق المساجد وإفراغ محتوي الدين الإسلامي حيث بين أن كلمة " تعميد " يقصد بها في الغرب تبشير حيث يؤخذ الصبي الرضيع إلي الكنيسة لاعتناق المسيحية كما هاجم من وصفهم بالأقليات العلمانية المتطرفة في تونس معللا كلامه بشعار كانت قد تداولته مواقع التواصل الاجتماعي FACEBOOK "تونس حرة حرة والاسلام علي برة " مبيننا أن قضيتهم الأساسية مع الدين الإسلامي ككل وما دعواتهم إلي تحييد المساجد وتشويه الائمة إلا مدخل من مداخلهم الخبيثة لتقويض الدين الإسلامي في البلاد واصفا إياهم بالحمقى والغافلين الشيخ البشير بن حسن : " صلاح الأمة هو في صلاح أئمتها " أكد الشيخ البشير بن حسن في كلمته أن صلاح الأمة لا يمر من المنابر الإعلامية والسياسية بل انه بالضرورة يمر من منبر الإمام مؤكدا أن صلاح الامة هو في صلاح أئمتها ومساجدها فالمسجد هو القاعدة الأولي في طريق الإصلاح الاجتماعي فالإمام يؤسس للتسامح ويمارسه بصورة صادقة لأنه ثمرة الدين الذي يؤمن به وتدعو به ويدعو له ويعمل علي إطفاء كل شر يحدق بالعباد والبلاد والدعوة الي قيم الخير والتسامح داخل المجتمع فالإمام يقتدي بسنة الرسول صلي الله عليه وسلم