انتظمت أمس بمقرّ الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة ندوة صحفية بمناسبة الدورة الثانية لتظاهرة «ساعة الأرض» والتي تحمل هذه السنة شعار «ساعة تجمعنا» وذلك بمشاركة الشركة التونسية للكهرباء والغاز والوكالة الوطنية لحماية المحيط وشركة «أورنج»ووزارة الثقافة. ويتعيّن خلال هذه التظاهرة التي ستشارك فيها أكثر من 150 دولة عبر العالم والتي انتظمت لتحسيس المواطنين بأهمية المحافظة على الموارد الطاقية ومجابهة خطر التغيرات المناخية على التونسيين وأصحاب الشركات وجلّ المؤسسات إطفاء الأجهزة الكهربائية والأنوار لمدة 60 دقيقة وتحديدا من الساعة الثامنة والنصف الى التاسعة والنصف ليلا وذلك يوم 29 مارس وبصفة طوعية. وقال « حمدي حروش» المدير العام للوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة ان الوكالة تعمل على تحسيس الأطراف المتدخلة للمساهمة في إقتصاد الطاقة خاصة في ظلّ الوضع الدقيق للطاقة ،وقال انّ ما يشغل المواطن التونسي هو الإقتصاد في الطاقة وذلك حسب دراسة أعدتها الوكالة في الغرض. وقالت «سناء المزوغي» ممثلة عن الصندوق العالمي للطبيعة ان هذه المبادرة انطلقت لأوّل مرة سنة 2007 ثم بدأت تعمم في عديد الدول. وقالت ان الإقتصاد في الطاقة لمدة ساعة سيوفر عدة مداخيل يمكن إستغلالها في مشاريع بيئية وأخرى للتحكم في الطاقة . وقالت «هالة بالحاج عمر» ممثلّة عن الشركة الوطنية للكهرباء والغاز انّه لابد من إرساء ثقافة تقوم على التوعية والإقتصاد في الطاقة، وأكدت ان المجهود الفردي مهم جدا للإقتصاد في الطاقة وأن من شأن المبادرات الفردية أن توفرّ الكثير من العائدات، وكشفت ان «الستاغ» أعطت التعليمات لكافة الإدارات والمؤسسات الراجعة لها بالنظر للمشاركة في هذه التظاهرة. وأكدّ «عبد العزيز الجيلاني» مكلف بالإعلام في شركة «أورنج» ان الشركة ستتولى إرسال إرساليات قصيرة للحرفاء لتحسيسهم بأهمية الإقتصاد في الطاقة ولحثهم على المشاركة في هذه التظاهرة . ومن المنتظر ان تحيي تونس الدورة الثانية لتظاهرة ساعة الأرض بتنظيم عرض ضخم بالمسرح الأثري بقرطاج يوم 29 مارس ومن المتوقع ان يستقطب هذا العرض نحو 6 آلاف شخص على الأقل . وعلى هامش هذا اللقاء قال «فتحي الحاجي» مدير ترشيد الإستهلاك بالوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة ل»التونسية» ان المطلوب من التونسيين يوم السبت الحدّ من إستعمال الكهرباء لمدة ساعة فقط من الزمن، وقال «نأمل أن يصبح هذا السلوك معتمدا طيلة السنة وليس لمدة ساعة»، وأضاف ان المواطن مدعو إلى إطفاء الأجهزة التي لا يحتاجها . وقال «لدينا في تونس نحو 2،8 مليون عائلة وإذا خفّضت كل عائلة الإستهلاك لمدة ساعة في اليوم فإننا سنوفرّ الكثير من الطاقة»، وقال «يمكن الحدّ من إضاءة الفوانيس وإطفاء الكهرباء ربع ساعة لكلّ جهاز مضيفا: «اننا سنجني أموالا كبيرة ونخلق ثروة هامة ونشغل اليد العاملة». وحول كيفية تعامل التونسي مع الطاقة قال انّ التونسي أصبحت لديه ثقافة في التحكم في الطاقة وذلك بعد مجهود عدة سنوات،وقال انّ التونسي أصبح يبحث عن الثلاجة المقتصدة للطاقة والفوانيس المقتصدة وكشف انه في 2004 كان الإقبال على الفوانيس المقتصدة للطاقة في حدود ال400 ألف أما في 2013 فقد أصبح 4،8 ملايين تقريبا أي أننا سجلنا إرتفاعا ب12 مرة. وأكدّ الحاجي أنّ هناك العديد من الخطوات البسيطة ولكن «يمكن ان تربحنا الكثير من المال» وكشف ان أكثر جهاز يستهلك الكهرباء في المنزل ويحتلّ المرتبة الأولى في قائمة الإستهلاك هو الثلاجة ب38 بالمائة من الاستهلاك. وقال ان هناك إجراءات بسيطة للصيانة والحدّ من التثليج والتثبت من اغلاق باب الثلاجة والعازل المطاطي وابعاد الجهاز عن الحائط والأجهزة الساخنة لكي لا تستهلك الثلاجة الكثير من الطاقة مضيفا أنّ هذا الأمر يربحنا 30 في المائة من الطاقة. وأضاف اننا نجد في المرتبة الثانية جهاز «التلفزة» ب23 في المائة من الإستهلاك واعتبر ان الأجهزة من صنف «لاد» مقتصدة للغاية ومن شأنها ان تغير الإستهلاك، وقال ان الإغلاق الأوتوماتيكي للتلفزيون يقلص كثيرا من الإستهلاك، وقال انه في المرتبة الثالثة نجد الإنارة واكدّ ان تغيير الفوانيس يقلص من إستهلاك الكهرباء. وأكدّ ان تونس تؤمن كثيرا بأهمية هذا الحدث وقال انه بمجرد وصول المعلومة للتونسي ودفعه الى الإنخراط في الحدّ من إستهلاك الطاقة فإن هذا الأمر في حدّ ذاته يعتبر خطوة هامة. وأضاف ان ما ستجنيه تونس في هذا اليوم سيكون في حدود 200 ألف دينار، وقال ان هذا الرقم يبدو بسيطا من حيث القيمة ولكن الهدف الأسمى هو التحسيس وان تصبح هذه الساعة معتمدة في سلوكنا طيلة السنة وليس ليوم واحد وأكدّ على أهمية الإنخراط في المجهود الوطني للتخفيض من إستهلاك الكهرباء . وكشف ان المواطنين مطالبون بإطفاء الأضواء التي لا يحتاجونها والإستغناء عن كلّ ما من شأنه ان يتسبّب في إهدار الطاقة بشكل طوعي وقال ساعة في اليوم ستكون كافية لخلق ثروة على النطاق الوطني.