نقص بحوالي 2000 عون في تونس الكبرى قد يسبّب إشكالا في إجراء التعداد انطلاق الحملة الإعلامية والتحسيسية رسميا يوم 7 أفريل تخصيص خطبة الجمعة ليوم 18 أفريل للتّحسيس بأهمية التعداد يواجه التعداد العام للسكان والسكنى لسنة 2014 بعض الإشكاليات والصعوبات الفنية اللوجستية قد تعيق انطلاقه في موعده المحدد ليوم 23 افريل 2014 تتلخص في عنصرين أساسيين أولهما عدم توفر حوالي 2000 عون تعداد في إقليم تونس الكبرى وثانيهما عدم توفر العدد الكافي من السيارات خاصة تلك المزمع كراؤها والبالغ عددها 2200 سيارة لاستعمالها في إنجاز عملية العد وتنقل الأعوان في مختلف مناطق البلاد. وكشف مصدر من المعهد الوطني للإحصاء أن عدد الأعوان المراد انتدابهم بمناسبة التعداد أكثر من 16 ألف شخص حاملين لشهادات عليا على اقل تقدير غير أن هذا العدد لم يكتمل إلى حد الآن إذ يقدر النقص بنحو 2000 شخص اغلبهم في إقليم تونس الكبرى. وفسر المصدر أن اغلب الانتدابات تمت في المناطق الداخلية بنجاح نظرا لحاجة الشباب في هذه الجهات إلى العمل ولو لفترة معينة غير أن الإشكال يظل في ولايات تونس الكبرى (تونس العاصمة وأريانة ومنوبة وبن عروس) إذ انه لم يتسن إلى حد الآن توفير العدد المطلوب من الشباب الحاملين لشهائد عليا للعمل في فترة التعداد، مشيرا إلى الأجر الذي سيتقاضاه كل عون عدّ بمناسبة التعداد هو في حدود 600 دينار مقابل 300 في تعداد سنة 2004 . وأشار مصدرنا أيضا إلى أن عزوف شباب المدن الكبرى سببه التعالي عن الاشتغال في التعداد لكونهم حملة شهائد عليا وسيتولون الاتصال بالأسر. وأفاد مصدرنا من جانب آخر انه تم تجديد الاتصال بمكاتب التشغيل لتوفير العدد المطلوب. إشكال كراء السيارات ويتمثل الإشكال الثاني في عملية تأخر كراء السيارات حيث اعترف مصدرنا بوجود مأزق يتمثل في عدم توفر العدد لكافي من السيارات المزمع كراؤها لضمان حسن سير العملية. ولاحظ مصدرنا أن عدم توفير حوالي 2200 سيارة على وجه الكراء في الآجال المحددة قد يؤثر على سير عملية انجاز التعداد مشيرا إلى أن المعهد الوطني للإحصاء أطلق طلب عروض أولي في الغرض لم يكن مثمرا من خلال توفر حوالي 200 سيارة فقط لا تفي بالغرض. وأضاف مصدرنا أن المعهد أعاد إطلاق طلب عروض ثان وأنّه بصدد انتظار النتيجة معربا عن تخوفه من عدم حصول نتائج ايجابية والتمس في هذا الصدد من رئاسة الحكومة التدخل السريع من اجل إيجاد حل للمسالة وتسهيل الإجراءات الإدارية معتبرا أن الوقت أصبح يضغط على موعد إجراء التعداد. وأوصى مصدرنا في هذا الصدد بكراء المعهد مباشرة للسيارات دون اللجوء إلى طلب العروض وذلك ربحا للوقت ولتفادي الإجراءات الإدارية الخاصة بعملية طلب العروض والاتفاق مع الغرفة الوطنية النقابية لأصحاب وكالات كراء السيارات على سعر موحد في عملية تسوغ السيارات. وفسر مصدرنا هذا المقترح بأن طلب العروض للحصول على العدد الضخم من السيارات سيطرح إشكالا من حيث الفوارق في الأسعار التي سوف يتقدم بها أصحاب وكالات كراء السيارات وتخصيص حيّز من الوقت لفرز طلبات العروض واختيار الأسعار المناسبة. وعلى مستوى تقدم عملية التعداد العام للسكان والسكنى أفاد المدير الفني للتعداد أنه تم الانتهاء من المرحلة التمهيدية للتعداد وتجزئة التراب التونسي لحوالي 40 ألف رقعة جغرافية لإعدادها لعملية العد الفعلي. استكمال مرحل تكوين الأعوان وأكد المصدر ذاته أن المرحلة التمهيدية انتهت من خلال حصر أولي لعدد السكان وعدد الأسر التونسية وتجزئة التراب التونسي إلى رقع جغرافية. كما انطلق المعنيون على مناطق الإشراف بالولايات في انتداب الأعوان بالتنسيق مع مكونات المجتمع المدني والسلط الجهوية وهذه العملية تقدمت بنجاح. ويبلغ عدد الأشخاص الذين سيقع انتدابهم خلال فترة التعداد أكثر من 16 ألف عون من ضمنهم 3500 مراقب. وعلى مستوى تكوين المكوّنين لاحظ انه تم تكوين 27 مكونا على المستوى الوطني خلال 12 يوما سيتولون بدورهم تكوين نظار التعداد وعددهم 550. ويتم حاليا استكمال تكوين نظار التعداد على مستوى الولايات إلى غاية يوم 31 مارس 2014 وخلال الأسبوع الموالي سيقع غلق قائمات الأعوان الذي سيقومون بالتعداد وانطلاق تكوين أعوان العدّ من 7 إلى 18 أفريل، ومن 18 أفريل إلى يوم 22 أفريل سيتم التعرّف على مناطق العدّ لكل عون ويوم 23 أفريل ينطلق العدّ الفعلي للسكان. كما تم الاتفاق على الاستمارة الخاصة بالتعداد ضمن اللجنة الوطنية للتعداد العام للسكان والسكنى والمصادقة عليها وخلال هذا الأسبوع ستتمّ طباعة حوالي 3 ملايين و500 ألف استمارة بعد طباعة الوثائق الملحقة لها. انطلاق الحملة الإعلامية والتحسيسية وتنطلق الحملة الإعلامية والتحسيسية والدعائية الخاصة بعملية التعداد العام للسكان والسكنى في تونس (23 أفريل / 14 ماي 2014)رسميا يوم07 افريل القادم لتتواصل على امتداد فترة التعداد. وقال نفس المسؤول أن الحملة ستتوزع على ثلاث مراحل حيث سيتم التركيز في المرحلة الاولى على التشويق من 07 إلى 14 افريل لشد انتباه المواطنين بومضات غامضة. وسيقع في المرحلة الثانية من 15 إلى 23 افريل الإعلان رسميا عن حدث التعداد العام للسكان والسكنى فيما ستركز المرحلة الثالثة على الدعم أثناء فترة التعداد من 23 افريل إلى 14 ماي 2014 لمواصلة تحسيس المواطنين بأهمية التعداد وتيسير مهمة أعوان التعداد ومدّهم بالمعلومات. وبيّن المسؤول أن الهدف من الحملة الإعلامية والدعائية للتعداد العام للسكان والسكنى هو حشد وتعبئة كافة طاقات المؤسسات العمومية والمجتمع المدني للمشاركة الفعالة في توعية المواطنين بأهمية التعداد من خلال الإدلاء بالمعلومات الصحيحة والدقيقة المطلوبة من قبل عون التعداد إلى جانب توضيح الأهداف التي يسعى التعداد إلى تحقيقها بطريقة مبسطة وأسلوب يسهل فهمه من طرف كافة شرائح المجتمع على مختلف مستوياتها الثقافية والعلمية وذلك من خلال البرامج والوسائل الإعلامية المختلفة، والتأكيد على أن المعلومات والبيانات التي يتم جمعها ستبقى طي الكتمان والسرية وأنها لن تستخدم إلا لغايات التخطيط والتنمية كما يضمنه لهم ذلك القانون. وفي ما يخص عناصر الحملة الإعلامية بيّن مصدرنا انه سيتم التعويل على القنوات التلفزية والإذاعية العمومية والخاصة لتمرير الومضات الخاصة بالتعداد في مختلف مراحله. كما سيتم توفير معلقات وملصقات في المساحات الاشهارية بالشوارع إلى جانب الصحف اليومية والأسبوعية. من جهة أخرى أشار مصدرنا إلى انه سيتم بالتعاون مع وزارة التربية تخصيص حصص بالمدارس الابتدائية والإعدادية والمعاهد الثانوية لمزيد تعريف التلاميذ بالتعداد وبأهميته مشيرا إلى انه سيتم توزيع مذكرات للتلاميذ تتضمن عدد أفراد العائلة والزائرين في الليلة التي تسبق يوم التعداد لمساعدة أعوان التعداد على حصر العدد الفعلي للأسر وعند تقدّم عون التعداد للأسرة يحصل على هذه المذكرة. وأضاف انه سيتم أيضا تخصيص خطبة الجمعة ليوم 18 افريل القادم التي تسبق التعداد ببضعة أيام لمزيد توعية المواطنين بهذا الحدث. ورفض المسؤول الكشف عن شعار الدورة الجديدة للتعداد العام للسكان والسكنى لسنة 2014 مكتفيا بالقول بأنّ له علاقة بعملية الإحصاء والبناء معللا تحفظه بإلغاء عنصر المفاجأة والتشويق أثناء الحملة الإعلامية. وأكد محدّثنا أن الحملة الإعلامية تمثل ركيزة أساسية لتحسيس المواطنين وكسب ثقتهم على غرار ما تمّ في تعداد سنة 1994 وتعداد 2004 حيث كان للحملة التحسيسية « قداش» ثم «واليوم قداش» الأثر الكبير في إنجاح التعداد.