كل الرياضيين في تونس تابعوا أول أمس مباراة القمة بين النادي الصفاقسي والترجي الرياضي التي آلت لفريق باب سويقة بهدف لصفر ووقفوا على مردود الحكم سليم الجديدي الذي لم يؤثر بالمرة على نتيجة اللقاء ولم يهضم حق هذا الفريق على حساب ذاك وقام بالتالي بواجبه على النحو الأفضل وهذا ما يجب قوله بصوت عال لأن الحكام غالبا ما كانوا أكباش فداء يرمي عليهم المسؤولون والمدربون هفواتهم وهزائمهم وخيباتهم ... وقد خلنا بعد ما قدمه الجديدي من آداء مقبول أن تأتي التحاليل والتصريحات بعد المباراة على الجوانب الفنية والتكتيكية وكل ما يتعلق فعلا بكرة القدم دون سواها من أسباب هزيمة الفريق المحلي إلى فوز الضيوف لكن فوجئنا بتصريحات رئيس النادي الصفاقسي لطفي عبد الناظر التي تضمنت اتهامات لصاحب الزي الأسود وتحميله مسؤولية الهزيمة وهو كلام أثار استغراب كل الملاحظين وكل من شاهدوا هذا الكلاسيكو سواء بالملعب أو عبر شاشة التلفاز والذين اقتنعوا بأن سليم الجديدي لم يغيّر نتيجة اللقاء ولم يقم بهفوات فادحة أثرت على مجرى المباراة... لقد كانت تصريحات عبد الناظر مفاجئة لجل المتتبعين لكرة القدم في بلادنا لأنها جانبت الحقيقة بشكل كامل وظلمت سليم الجديدي بشكل غريب لم يكن يستحقه هذا الحكم بتاتا ، وعلاوة على ذلك فإنها خلفت موجة من الإستياء في صفوف الترجيين لأنها وبكل بساطة لوّثت فوز فريقهم وأرجعته إلى الهفوات التحكيمية وهذا غير صحيح بالمرة إذ لم يكن للحكم أول أمس أي دخل لا من قريب ولا من بعيد في النتيجة النهائية التي آلت إليها هذه القمة... صحيح أن الترجي الرياضي لم يقدم مردودا كبيرا في هذا اللقاء وكان بعيدا عن مستواه الحقيقي وصحيح أيضا أنه خلق فرصا أقل من التي أتيحت للنادي الصفاقسي لكن الثابت والأكيد كذلك أنه هو من وضع الكرة في الشباك واستغل واحدة من الفرص القليلة التي توفرت له وخرج بانتصار ثمين جدا وهو استحقاق من العيب والظلم نزعه منه هكذا باتهامات مجانبة للحقيقة و « تغطي عين الشمس بالغربال»... لقد خرج فريق باب سويقة من هذا الكلاسيكو بنتيجة ايجابية بفضل نجاعته وواقعيته وكذلك بفضل حارس مرماه الذي وقف أسدا أمام كل هجومات النادي الصفاقسي وهذا ما يجب الإقرار به لا طمسه بأشياء خيالية لا تمت للحقيقة بصلة ثم إن موضة تقزيم وتلويث انتصارات وإنجازات الأحمر والأصفر لا تجوز أن تكون حاضرة في كل مناسبة « بالحلال والحرام» ... ثم إن الحكم سليم الجديدي وبشهادة أهل الإختصاص في التحكيم « خرّج طرحو» ولم يساهم قط في ترجيح كفة هذا الطرف على حساب الآخر ومن واجبنا إعطاء كل ذي حق حقه لا أن نجازيه جزاء سنمار لمجرد نهاية اللقاء بالنتيجة التي لا نريدها ولا تخدم مصلحتنا.