مرة أخرى يعجز الترجي الرياضي على تأكيد انتصاره السابق وبالتالي تحقيق نتيجتين إيجابيتين على التوالي في بطولة هذا الموسم حيث اكتفى الفريق بتعادل في طعم الهزيمة في باجة بعد فوزه في الكلاسيكو على النادي الصفاقسي ( 2 – 1 ) ثم اختطف تعادلا لا يلبي طموحاته أمس الأول في قابس بعد الإنتصار العريض الذي حققه ضد جريدة توزر منذ أيام... هذه المعطيات تدل على شيء واحد وهو أن الترجي الرياضي لم يعد ذلك الفريق المنتظم نتيجة وآداء والقادر على حصد سلسلة من النتائج الإيجابية المتتالية لينطبق عليه بالتالي مثل « كل يوم وقسمو» أوالأحرى «كل ماتش وقسمو» ، فالفورمة تحضر اليوم وتغيب غدا والنجاعة أمام المرمى كذلك وهذه هي حال كل مجموعة لا تحتوي على لاعبين قادرين على المحافظة على نفس المستوى من مباراة إلى أخرى وكذلك على حسن استغلال الفرص السهلة السانحة للتهديف التي تتاح لهم في كل لقاء دون استثناء وهذا هو المشكل الأكبر الذي يعاني منه الترجي الرياضي الآن لأن العقم الهجومي الذي يعاني منه مهاجموه لا يليق بالمرة بفريق كبير يطمح إلى جني الألقاب، فنسبة استغلال الفرص في بعض اللقاءات صغيرة جدا بل ومنعدمة في بعض الأحيان وهذا ما سبّب للأحمر والصفر ضياع نقاط ثمينة جدا قد يندم عليها في النهاية حين لن ينفع الندم. من جانب آخر ودائما في باب الجزئيات السلبية المسجلة في الترجي الرياضي يبدو أن المدرب دو سابر لديه مشكل مع التحوّلات أي المقابلات التي يخوضها خارج أرضه حيث لم يحصل في تنقلين اثنين كمدرب لفريق باب سويقة أفضل من التعادل وهذا يعني شيئا واحدا فقط بالنسبة لفريق كبير مثل الترجي الرياضي وهو ضياع أربع نقاط غالية خصوصا أن الفريق مطالب بالتتويج بالبطولة وبالتالي حصد النقاط من خارج قواعده وهذا ما لم يوفق فيه مدربه الجديد إلى حد اليوم... هو ربما سوء تعامل مع اللقاءات التي يجريها الترجي الرياضي على ميادين منافسيه ، هو ربما أيضا سوء اختيارات مما يؤثر على توازن الفريق ومردوده ومستواه وهنا نقصد الإختيارات على مستوى التشكيلة الأساسية وكذلك التغييرات أثناء اللعب والتي تستوجب حسن قراءة المقابلة ومعرفة شروط فك ألغازها والخروج بها إلى شاطئ الأمان وهذه أشياء لم نشاهدها بعد من السيد دو سابر لسوء حظ الترجيين لأنهم خسروا بسببها نقاط هامة جدا سيكون لها تأثير كبير عند «الحساب» في نهاية الموسم ... قلنا إننا لم نشاهد مثل هذه الأشياء من المدرب دو سابر ولا نقف هنا بل نؤكد أن الأمر يذهب إلى ابعد من ذلك لأن نفس الهفوات والغلطات تتكرر، فالتعديلات التي قام بها خلال الشوط الثاني من مباراة باجة كانت فاشلة على طول وزادت في تعسير المهمة يومها على الترجيين في إيجاد الحلول المؤدية إلى شباك منافسهم فيما كانت التشكيلة الأساسية ضد الملعب القابسي محل شكوك وانتقادات ولم يقدم الفرنسي التركيبة المثالية التي يمكن لها أن تخرج بسلام من مباراة كتلك على ميدان صعب وأمام جمهور متحمس خاصة أمام لاعبين تحدوهم رغبة كبيرة على التألق حيث كان اللقاء مختلفا تماما على اللقاء الأخير ضد جريدة توزر ولا مجال ولا معنى بالتالي بدخوله بنفس الإختيارات والأسماء وهنا نؤكد أن التعويل على المحيرصي والغرسلاوي معا في تحول قابس لم يكن صائبا ولا موفقا إذ شتان بين استقبال جريدة توزر في رادس وبين مواجهتها في توزر وهذا ما لم يدركه دو سابر إلى الآن ... اللعب بثلاثة لاعبين في الخط الأمامي لا يعني آليا أنك ستخلق عدة فرص وستسجل عدة أهداف وستضغط هجوميا على منافسك بل إن هذا التوجه يفقد الفريق توازنه ويفسح المجال للمنافس لكسب معركة وسط الميدان وبالتالي السيطرة على المقابلة وهذا ما حصل بالضبط في قابس أول أمس ... إضافة إلى ذلك فإن تغيير المباركي بالنفزي كشف حقيقتين تكمن الأولى في أن المباركي ليس أفضل من النفزي وهنا نسأل الإطار الفني عن أسباب تفضيله للأول عن الثاني حيث اتضح بالكاشف أن ابن الهمهاما يستحق اللعب قبل زميله فيما يتمثل الإنتقاد الثاني في خصوص هذا التغيير في كون تراوي كان الأقرب للدخول لافتكاك وسط الميدان من المنافس مع تحويل آفول إلى الجهة اليسرى للدفاع وكان هذا الإختيار سيفيد الترجي الرياضي أكثر ولو أن النفزي أبلى البلاء الحسن ولا يجوز ظلمه أو تحميله أية مسؤولية بل نقول إنه كان أولى أن يكون قبل المباركي في التشكيلة... هذه الأشياء تدل ربما أن المدرب الجديد لم يعرف بعد كامل خصائص مجموعته وإمكانيات لاعبيه وقدرة كل منهم على الإضطلاع بأكثر من مركز هذا إلى جانب ضرورة الوقوف على أن لكل مقابلة ظروفها ومعطياتها وبالتالي اختياراتها أي أن إعادة نفس التشكيلة في مباراتين متتاليتين لا يعني آليا نفس النجاح... هذه بعض من الجزئيات التي لم يكتشفها الفرنسي بعد وحان الوقت لكي يفتح عينيه عليها لكن أول ما يجب أن يعلمه دو سابر هو أن الترجي الرياضي فريق ألقاب وبالتالي انتصارات متعددة ومتتالية سواء في قواعده أو خارج أرضه وأنه متعود على جني خمسة أو ستة انتصارات متتالية أو حتى أكثر من ذلك وأن تتالي التعادلات خارج القواعد لا تخدمه ولا تروق لمسؤوليه وأنصاره... هذا ما يجب أن يعلمه دو سابر وتمنياتنا للترجي الرياضي أن يدرك مدربه ذلك قبل فوات الأوان وإهدار نقاط أخرى. نعود إلى اللقاءات الأربعة التي خاضها دو سابر على رأس الترجي الرياضي لنشير إلى أنها كللت بفوزين على الميدان وتعادلين خارجه وهي حصيلة دون المتوسط بالنسبة لفريق في حجم الأحمر والصفر والفوارق المادية والفنية بينه وبين منافسيه وتنبئ هذه المعطيات أن دو سابر قد يكون «مدرب دار» مثلما يقول المثل الفرنسي أي أنه لا يملك تقاليد الإنتصارات خارج الديار وهذا ما لا يتماشى وطموحات أبناء باب سويقة.