الترجي الرياضي هو بطل إفريقيا في الكرة الطائرة وسيخوض قريبا نهائيات كأس العالم للأندية في البرازيل... وهو كذلك بطل القارة السمراء في كرة اليد وسيضرب موعدا مع الكأس الإفريقية الممتازة ضد الأهلي المصري خلال شهر ماي القادم من أجل التأهل إلى كأس العالم للأندية في قطر في الصائفة المقبلة... جاء هذان التتويجان القاريان في اليد ثم الطائرة بعد فوز بالبطولة العربية للأندية في الإختصاصين بما يؤكد أن المستوى الذي وصل إليه الفريق في هذين اللعبتين رفيع تم التمهيد له بشكل مدروس ... الترجي الرياضي هو أيضا صاحب كأس رابطة الأبطال نسخة 2011 التي مكنته من المشاركة في كأس العالم للأندية في اليابان... كما احتل في العديد من المناسبات والسنوات طليعة ترتيب الأندية الإفريقية والعربية حسب المنظمات والهياكل الرسمية المختصة في تصنيف الأندية على الصعيد العالمي وجاءت هذه المكانة المرموقة بفضل نتائجه المتميّزة في أمجد الكؤوس الإفريقية على مستوى الأندية وبلوغه في كل سنة الأدوار المتقدمة وتنافسه الجدي على اللقب... الترجي الرياضي يملك في خزينته كل الألقاب الممكنة على الصعيدين القاري والإقليمي بتتويجه بكل البطولات والكؤوس التابعة للإتحاد العربي وللكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم... على المستوى المحلي هو أكثر الأندية التونسية تتويجا سواء بالبطولات أو الكؤوس ولا يغيب أكثر من موسم عن منصات التتويج وتعوّد على جني الألقاب بصفة متتالية ومسترسلة... هذه النتائج الممتازة على أكثر من مستوى لا يمكن أن تكون ضربة حظ أو تأتي عن طريق الصدفة بل هي ثمرة عناصر نجاح موجودة في النادي تستمد منها فرقه في مختلف الفروع قوتها وتصنع بفضلها التفوق على بقية الأندية ، وفي مقدمة هذه العناصر الإستقرار الإداري والمالي الذي يعرفه بوجود رجل على رأس هيئته المديرة يوفر الموارد المالية الضرورية لتأمين كل الإلتزامات ووضع كل الممهدات للتألق فيها مع انتداب أفضل اللاعبين القادرين على تقديم الإضافة والتعاقد مع المدربين الأكفاء الذين يحسنون استغلال الطاقات البشرية المتوفرة وكذلك الأموال المرصودة... كل هذه المعطيات صنعت تفوّق الترجي الرياضي بل أعطته حجما كبيرا مكنه من تعميق الفارق محليا بشكل يعطي الإنطباع على أنه من كوكب آخر مغاير لما نعيشه في بطولتنا وما هو موجود على أرض الواقع في بلادنا وبعيد كل البعد عن المشاكل التي يتخبط فيها غيره من النوادي بما فيها تلك التي تنافسه على الألقاب وهذا ما يحدث الفارق باستمرار وتقريبا في كل سنة لصالحه... أما قاريا فقد مهدت ظروف النجاح هذه إلى بقاء الأحمر والأصفر في القمة سواء على مستوى الترتيب السنوي للفرق أو على مستوى المنافسة على أغلى لقب ليصبح الخروج من الدور نصف النهائي خيبة أمل كبيرة بما يقيم الدليل على طموحات هذا النادي وأهدافه وتطلعاته. تغييرات إجبارية بعد كلاسيكو الإربعاء في صفاقس والذي عمق بمناسبته الترجي الرياضي الفارق في الترتيب العام إلى تسع نقاط على أول ملاحقيه يستقبل الأحمر والأصفر غدا الأحد فريقا يلهث من اجل ضمان بقائه في الرابطة المحترفة الأولى وهو الأولمبي الباجي في مواجهة تبدو في ظاهرها سهلة وفي متناول أبناء كرول لكنها تخفي في باطنها صعوبات عديدة سيكتشفها متتبعو هذا اللقاء طوال كل أطواره ... الترجي الرياضي مطالب بتأكيد الفوز الثمين الذي حققه مؤخرا في ملعب المهيري بالذات من خلال اجتياز عقبة الأولمبي الباجي بنجاح للمحافظة على الأقل على فارق التسع نقاط في الترتيب وتدعيم حظوظه في التتويج باللقب ويحتاج فريق باب سويقة لتحقيق هذا الهدف إلى كل ركائزه وعناصره الأساسية وهذا ما قد لن يتوفر للإطار الفني غدا بسبب الإرهاق والإصابات التي يشكو منها العديد من اللاعبين، فلئن تأكد غياب المهاجم هيثم الجويني والتحاقه بيانيك نجانغ وسامح الدربالي بقائمة المتخلفين عن مباراة الأولمبي فإن مشاركة كل من محمد بن منصور وخليل شمام وشمس الدين الذوادي وأسامة الدراجي في لقاء الغد غير متأكدة بالمرة بسبب الأوجاع التي يعاني ويشكو منها هذا الرباعي والتي قد تجبر الهولندي على تغيير اختياراته وخاصة ترك توجهاته التي أضحت معروفة والمتمثلة في حرصه على المحافظة على نفس الإختيارات ونفس التركيبة في كل المقابلات. فرصة مواتية ل«جابر» و«بوبا» ما هو متأكد على الأقل هو أن التشكيلة التي تعوّد المدرب رود كرول على الإعتماد عليها في اللقاءات الأخيرة ستشهد تغييرا في خط الهجوم ويتمثل في التعويل على خالد الغرسلاوي من البداية مكان هيثم الجويني المصاب مقابل تحوّل أحمد العكايشي من الجهة اليسرى للخط الأمامي إلى وسط الهجوم كرأس حربة... هذا التغيير متأكد لكن هناك تحويرات ممكنة تهم أساسا الخط الخلفي بسبب الإصابات التي يعاني منها محمد بن منصور وخليل شمام وشمس الدين الذوادي والتي قد تمنعهم أو البعض منهم عن لقاء الغد بما يتيح الفرصة أمام العربي جابر وأمينو بوبا على وجه الخصوص للظهور من جديد في التشكيلة الأساسية وإثبات جدارتهما بالإنتماء إلى هذا الفريق الكبير... الناحية الهجومية في وسط الميدان هي أيضا محل شك إلى حد كتابة هذه الأسطر ومعاناة أسامة الدراجي من آلام على مستوى الظهر قد تجبره على التخلف عن مواجهة الأولمبي الباجي وبالتالي تمكين إيهاب المساكني من اللعب أساسيا واستغلال الفترة الممتازة التي يمر بها والتي تجلت كأحلى ما يكون في اللقاء الأخير ضد ريال باماكو المالي الذي عانق خلاله آداء المساكني الروعة والنجاعة... على كل وفي انتظار وضوح الرؤية في خصوص الحالة الصحية لكل هؤلاء اللاعبين وبالتالي قدرتهم على المشاركة في لقاء الغد من عدمها فإن الزاد البشري الموجود على ذمة الإطار الفني يسمح لكرول ومعاونيه بالقيام بالتغييرات الضرورية واللازمة مع المحافظة على نفس المستوى وخاصة نفس النتائج الإيجابية التي ميّزت مشوار الهولندي مع الترجي الرياضي منذ حلوله بحديقة الرياضة «ب» إلى غاية قمة الإربعاء المنقضي التي أكدت سيطرة الأحمر والأصفر المحلية في هذا الموسم وسيره بثبات نحو لقب بطولة جديد.