مع خليفة الجبالي: يوم الأحد الماضي بعد نزول الستار على فعاليات الجولة 24 لبطولتنا الكالحة المالحة والقبيحة بما شاهدناه وسمعناه في المدرجات كما في المستطيل، تنفست الصعداء وحمدت الله على هذه النهاية. وبما أنني «فارغ شغل» حولت «Renote» الى القناة الرياضية المغربية لعلمي المسبق بأن دربي الدار البيضاء ينطلق بعد لحظات ويجمع نسور الرجاء بوداد الامة وهو من افضل دربيات العالم العربي ان لم يكن افضلها في غياب دربيي تونس والقاهرة لأسباب يعرفها القاصي والداني. قبل انطلاق المواجهة بلحظات تجولت الكاميراهات وما اكثرها عبر مدرجات مركب محمد الخامس فأصابتني الدهشة لما رأيت الجانب الايمن يغص بالجماهير الخضراء ودخلة رائعة لم اشاهد مثيلا لها الا في بطولات امريكا اللاتينية والجانب الايسر «ينش في الذبان» يأويه العشرات من «الوداديين» وقد يكونون من اقرباء اللاعبين والمسيرين والعاملين في القلعة الحمراء. ذهلت للمشهد الذي لم أتعود عليه في هذا الحوار المغربي الرائع لانني على يقين بأن جمهور الوداد (وانا من انصار هذا الفريق) يضاهي في عدده، بل يفوق جماهير جاره الرجاء. وتملكتني الهواجس والتخمينات والتكهنات والتساؤلات: هل ان جمهور الوداد معاقب؟ هل ان القانون لا يسمح بحضور الضيوف؟ هل ان الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم اقتدت بنظيراتها في الاتحادات الاوروبية بألا يحضر من الزوار الا من يسمح له صاحب الدار حتى لو كان المتباريان «أجوار»؟ المهم، انتهت المباراة وسعدت لفوز ابن بلدي فوزي البنزرتي بهذا الحوار.. انتهت المقابلة واصررت الحاحا على معرفة سبب غياب جماهير الوداد فتصفحت مذكرة معارفي فوجدت من ضمنها رقم هاتف المعلق المغربي الكبير «سعيد زدوق» وطلبته بعد انقطاع بيننا دام 5 سنوات ولم أسأله الا عما انا بسببه حائر.. فزادني حيرة وخجلا بعد ان عرفت الجواب.. والجواب كان مخالفا تماما لما جال بخاطري اثناء المباراة. فقد افادني «سعيد» بما يلي: «لقد ضاق جمهور الوداد ذرعا بمظالم اتحاد الكرة هناك، وبالتسيير الرعواني للنادي وبالاخطاء الفنية والادارية. فعبروا وببساطة شديدة عن رفضهم لسياسة النادي بمقاطعة الانشطة التابعة للوداد في كل الرياضات بما فيها «الدربي» والمقاطعون يمثلون رابطة احباء الوداد بكل مجموعاتها.. لماذا؟ لأنهم وببساطة يرمون الى لفت نظر اصحاب القرار بأن الفريق يعيش بالجماهير، اما البقية فعابرو سبيل انها طريقة حضارية رائعة للاحتجاج رغم ضررها الفادح الذي لحق بناديهم الذي كان يومها هو المستضيف وهي حركة اشبه ما يكون بحفل زفاف يحضره الزوار ويغيب عنه اهل الدار..حديثنا قياس معذرة ان كانت المقدمة في صفحة والعبرة في سطرين: فبالأمس كانت هذه الجماهير تستنسخ عنا الدخلات والأهازيج واليوم صعدت هذه الجماهير الى كوكب اخر وبقينا نحن في مستنقع الرداءة و «الركاكة» و «قلة الحياء» هم يحتجون بالغياب ونحن نحتج بالسب والشتم والثلب والصراخ والاعتداء على املاك الغير وانتهاك الحرمات الجسدية والتبجح بسلوك الجاهلية الموغل في «الحقرة» والقبلية..