«العين الحمرا» ...هي بادرة ثقافية أطلقها الروائي كمال الرياحي قصد إعادة الاعتبار إلى الكتاب ومحاربة الإرهاب ...وكشف الرياحي ل «التونسية» أنه بصدد مناقشة فكرة بعث جمعية ثقافية ذات أهداف ثقافية وتنويرية واجتماعية تحت عنوان «العين الحمرا» تعمل وفق برنامج سنوي دائم لدعم الأطفال المحتاجين والوقوف ضد كل أشكال العنف المسلط على الأطفال والمرأة والمثقفين والتصدي للإرهاب الفكري والمادي. «الشهادات الملموسة والحالات الواقعية للأطفال الحفاة العراة في المناطق النائية الذين يضطرهم الفقر المدقع والحرمان الشديد إلى الانقطاع المبكر عن الدراسة ...كلها كانت الدافع وراء بعثي لمبادرة «العين الحمرا» ...» هكذا قدم الأديب كمال الرياحي مبادرته مضيفا : «من جهتي سأتبرّع بثلث مداخيل بيع روايتي «المشرط» لأطفال الجهات المهمّشة في تونس وأدعوكافة الكتاّب والجمعيات المهتمة بالشأن الثقافي إلى أن يساندوا هذه الحملة من أجل أطفال تونس ...» بين رواية «المشرط» وفيلم «الشلاط» في روايته «المشرط» تطرق الأديب كمال الرياحي إلى قضية «شلاط تونس» ذلك الرجل المجهول الذي يطارد النساء بمشرطه على دراجة نارية لينشر الرعب في المدينة . ومنذ صدورها سنة 2006 حازت هذه الرواية على العديد من الجوائز الوطنية والدولية وترجمت إلى عديد اللغات ... ولكنها في المقابل عادت على صاحبها بالويلات وعرضته للملاحقة من قبل السلطة مما اضطره إلى الإقامة بالجزائر ... وفي تعليقه على تناول الفن السابع لقضية «شلاط تونس» وذلك في فيلم سينمائي حمل عنوان «الشلاط» للمخرجة كوثر بن هنية, أفاد الرياحي : لم تتسن لي فرصة مشاهدة الفيلم ...وكنت التقيت بكوثر بن هنية سنة 2009 وسجلت شهادتي حول دواعي كتابة رواية «المشرط» وتحادثنا حول عدد من الأفكار والتصورات التي يمكن أن يطرحها الفيلم الوثائقي حول «شلاط تونس»... وبعد الثورة وتحديدا سنة2012,عاودت الالتقاء بكوثر بن هنية صحبة نخبة من المثقفين على غرار جمال الجلاصي وعدنان الجدي ووليد سليمان ... لتسجيل شهاداتنا حول قضايا المرأة ... ولكن يبدو أن كوثر استغنت عن هذه الشهادات . ومن جهتي أتمنى لها كل النجاح والتوفيق . وأضاف الرياحي موضحا: « اخترت أن أُعنون روايتي باسم «المشرط» لأحوّل هذا السلاح الذي استهدف النساء إلى آلة لتشريح عقلية المجتمع التونسي انطلاقا من كتابات ابن خلدون وصولا إلى شلاط تونس . وفي النهاية فإن رواية «المشرط» موجودة في المكتبات وفيلم «الشلاط» موجود في القاعات... إلغاء معرض الكتاب...غير معقول «كل المهرجانات والتظاهرات قابلة للإلغاء ...ما عدا معرض الكتاب ! ولا يعقل إلغاء معرض الكتاب تحت أية ذريعة كانت...» هكذا كان موقف الروائي كمال الرياحي من قرار وزارة الثقافة القاضي بتأجيل معرض الكتاب لهذا العام . واعتبر الرياحي أنّنا نحتاج إلى الكتاب اليوم أكثر من أي وقت مضى باعتباره عنوانا للهوية التونسية وسلاحا للحد من العنف ومنيرا للعقول ... واستأنف قائلا : «صحيح أن الدورات السابقة لمعرض الكتاب شهدت بعض الهنّات ...ولكن لا يجوز أبدا إلغاء هذه التظاهرة أو تأجيلها ونحن في أمس الحاجة إلى تونس التي تقرأ...»