بالعودة الى المباريات الاخيرة للنادي الرياضي الصفاقسي يمكن القول ان هذا العنوان الذي اخترناه لمقالنا هذا من شانه ان يلخص العاصفة التي مر بها الفريق في الجولات الاربع الماضية على وجه التحديد التي سبقت مباراة نهاية الاسبوع والتي لم يفلح فيها في تحقيق الانتصار في اسوأ سلسلة نتائج يعرفها النادي منذ سنين واكتفى بثلاث نقاط من مجموع 12 ممكنة وقد اشتدت هذه العاصفة كثيرا على المجموعة التي اخذ منها الشك مأخذه وايضا على الاطار الفني الذي كان عرضة لنقد شديد منه الصائب ومنه المتجني هذا دون نسيان الجماهير التي لم تهضم النتائج التي أتينا على ذكرها. وفي الحقيقة فقد تابعنا الحصص التدريبية الاخيرة للفريق التي سبقت مباراة النجم الرياضي الساحلي وتحدثنا الى اغلب اللاعبين وايضا الاطار الفني وقد لمسنا شعورا جسيما بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم في مباراة الاحد الفارط والتي كانت بالنسبة اليهم مباراة حياة او موت خاصة ان الرهان فيها كان المرتبة الثانية المؤهلة لرابطة الابطال الافريقية والتي من شأن اي نتيجة سلبية ان تذهب بآمال الفريق في تحقيقها وقد كان الجميع في الموعد كاحسن ما يكون وتحملوا مسؤولياتهم على افضل وجه ممكن وتمكنوا من الاطاحة بأبرز ملاحقيهم في عقر داره في مباراة استعاد فيها النادي الرياضي الصفاقسي شموخه وعافيته واستطاع ان يضرب عصفورين بحجر واحد حيث اضافة الى ضمان المركز الثاني بشكل شبه رسمي فقد استعاد اللاعبون ثقة انصارهم الذين استبشروا كثيرا بالفوز الثمين في سوسة . ملعب سوسة ينقذ الفريق مرتين من غرائب الصدف ان النادي الرياضي الصفاقسي تحول في الموسم الحالي والسابق الى الملعب الاولمبي بسوسة وسط اجواء خانقة جدا بسبب النتائج السيئة التي قدمها الفريق في المباريات التي سبقت موعديه مع النجم ففي الموسم الفارط افتتح نادي عاصمة الجنوب مبارياته في سباق مرحلة البلاي أوف بهزيمة امام الترجي الرياضي في مباراة دارت على ارضه وامام جماهيره وهو ما خلق اجواء مشحونة وكان التحول الى سوسة مقترنا بحالة غضب كبيرة من قبل الجماهير وقد تمكن الفريق من الخروج بنتيجة اللقاء بثلاثة اهداف لواحد انطلقت اثرها مرحلة التعافي للفريق توج اثرها باللقب وفي الموسم الحالي كان التحول ايضا وسط اجواء خانقة وتمكن الفريق من تحقيق انتصار ضمن به تقريبا المركز الثاني وهو انجاز يحسب للمجموعة من لاعبين واطار فني . «الفرجاني» يتغلب على سوء الحظ يمكن القول ان الفرجاني ساسي يعتبر اكثر لاعب مهضوم الحق في النادي الرياضي الصفاقسي بسبب سوء الحظ او عدم التوفيق خاصة امام مرمى المنافسين حيث يتمتع الفرجاني بقدرات كبيرة في منطقة وسط الميدان تسمح له بمعاضدة خط الهجوم بصفة تكاد كلية. وقد عادت عليه هذه المعاضدة بالوبال في المباريات السابقة بسبب معاندة الحظ له حيث تمكن من تسجيل هدف وقع الغاؤه وارتطمت العديد من كراته بالعارضة وكانت اخرى مجانبة للمرمى بقليل كما ان البعض الآخر من تصويباته تصدى لها حراس الفرق المنافسة وفي مباراة النجم الساحلي الاخيرة تغلب الفرجاني على سوء الحظ بالضربة القاضية حيث سجل هدفين غاية في الروعة تجسدان تعطشه الكبير للتهديف ضمن بهما الانتصار لفريقه في اصعب مباراة في الموسم بسبب حملة التجييش التي سبقتها وايضا قيمة الرهان على حد السواء . «بن صالح» يؤكد ما انفك قلب الدفاع محمود بن صالح يؤكد من مباراة لاخرى قيمته الفنية على مستوى الخط الخلفي للفريق رغم بعض الهنات بسبب سوء التفاهم احيانا بين عناصر خط الدفاع حيث قدم هذا اللاعب المردود المنتظر منه وزيادة في المباريات السابقة وخاصة في مباراة النجم الرياضي الساحلي والتي قام فيها بفرض محاصرة لصيقة على قلب هجوم النجم الجزائري بغداد بونجاح الذي يعتبر اخطر عنصر في هذا الفريق الا انه لم يفلح في الخروج من هذه الرقابة وتاه امام بن صالح الذي يعتبر مهضوم الحق في الفريق حيث انه عرضة احيانا لانتقادات شديدة نتيجة اخطاء لم يقترفها . التحكيم في المستوى وزيادة يمكن القول ان الحمل كان ثقيلا جدا على الحكم مراد بن حمزة في مباراة النجم الساحلي والنادي الرياضي الصفاقسي الاخيرة وذلك بسبب قيمة الرهان في المباراة من جهة وايضا بسبب الاجواء المتوترة بين الفريقين من جهة اخرى على خلفية الاثارة الشهيرة التي تقدم بها النجم والتي خسرها كما هو معلوم وقد تعود متابعو الكرة في تونس على القدح في امكانيات الحكام الذين يعانون احيانا الامرين في بطولتنا والتشكي من ادائهم الذي كان في العديد من المقابلات مهزوزا الا ان الحكم مراد بن حمزة اعطى المثال على انه يوجد بعض الحكام الممتازين في بطولتنا حيث تحكم بامتياز في مجريات اللقاء رغم صعوبته ولم يتاثر بالأجواء المشحونة فوق المدارج وهو ما لم يستوعبه العديد من حكامنا . استئناف التمارين من جديد مباشرة اثر نهاية اللقاء عشية الاحد الماضي عادت المجموعة الى صفاقس في ظل حراسة امنية كبيرة رافقتها من الملعب الاولمبي بسوسة الى بر الامان بالطريق السيارة ولم تركن المجموعة الى الراحة بل عادت الى التدريبات يوم امس بحصة خفيفة من اجل ازالة الارهاق الذي انتابها بسبب المجهودات الجبارة التي قدمتها في مباراة الاحد الفارط وكل ذلك من اجل الاستعداد لمباراة نهاية الاسبوع امام اتحاد بن قردان في اطار مسابقة كاس تونس لكرة القدم .