تضم منظمات وجمعيات: نحو تأسيس 'جبهة للدفاع عن الديمقراطية' في تونس    ليبيا: الداخلية بحكومة حماد تنفي مقتل النائب إبراهيم الدرسي    لم يُشهد لها مثيل منذ قرن: غرب ألمانيا يغرق في الفيضانات    أبطال إفريقيا: تشكيلة الأهلي المصري في مواجهة الترجي الرياضي    كأس تونس: النجم الساحلي يفقد خدمات 4 لاعبين في مواجهة الأهلي الصفاقسي    الجيش المصري يدفع بتعزيزات جديدة نحو الحدود مع قطاع غزة    عاجل/ القسّام: أجهزنا على 15 جنديا تحصّنوا في منزل برفح    ''غرفة المخابز: '' المخابز مهددة بالإفلاس و صارت عاجزة عن الإيفاء بإلتزاماتها    الكاف: إيقاف معتمد الدهماني ورئيس فرع بنك    القنوات الناقلة لمباراة الترجي التونسي والأهلي المصري    بطولة الجزائر- الجولة ال26: مولودية الجزائر تتوّج باللّقب الثامن    قفصة: 241 حاجا وحاجة ينطلقون من مطار قفصة القصر الدولي يوم 28 ماي    مدنين: القبض على شخص استولى على 40 ألف دينار من أجنبي    والدان يرميان أبنائهما في الشارع!!    طقس اليوم: أمطار و الحرارة تصل إلى 41 درجة    ضمّت 7 تونسيين: قائمة ال101 الأكثر تأثيرا في السينما العربية في 2023    قانون الشيك دون رصيد: رئيس الدولة يتّخذ قرارا هاما    إنقاذ طفل من والدته بعد ان كانت تعتزم تخديره لاستخراج أعضاءه وبيعها!!    جرجيس: العثور على سلاح "كلاشنيكوف" وذخيرة بغابة زياتين    5 أعشاب تعمل على تنشيط الدورة الدموية وتجنّب تجلّط الدم    منوبة: إصدار بطاقتي إيداع في حق صاحب مجزرة ومساعده من أجل مخالفة التراتيب الصحية    كاس تونس لكرة القدم - نتائج الدفعة الاولى لمباريات الدور ثمن النهائي    مدرب الاهلي المصري: الترجي تطور كثيرا وننتظر مباراة مثيرة في ظل تقارب مستوى الفريقين    قابس: تراجع عدد الأضاحي خلال هذه السنة مقارنة بالسنة الفارطة (المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية)    إرتفاع قيمة صادرات المواد الفلاحية البيولوجية ب 24،5 بالمائة    بن عروس: اندلاع حريق بمستودع قديم وغير مستغل    وزير التشغيل والتكوين المهني يؤكد أن الشركات الأهلية تجربة رائدة وأنموذج لاقتصاد جديد في تونس    تفكيك شبكة لترويج الأقراص المخدرة وحجز 900 قرص مخدر    القيروان :الاحتفاظ ب 8 اشخاص من دول افريقيا جنوب الصحراء دون وثائق ثبوتية يعملون بشركة فلاحية    رئيسة مكتب مجلس أوروبا بتونس تقدّم خلال لقاء مع بودربالة مقترح تعاون مع البرلمان في مجال مكافحة الفساد    الكاف: انطلاق فعاليات الدورة 34 لمهرجان ميو السنوي    مدير معهد الإحصاء: كلفة انجاز التّعداد العامّ للسّكان والسّكنى لسنة 2024 تناهز 89 مليون دينار    وزير الصحة يؤكد على ضرورة تشجيع اللجوء الى الادوية الجنيسة لتمكين المرضى من النفاذ الى الادوية المبتكرة    نحو 20 بالمائة من المصابين بمرض ارتفاع ضغط الدم يمكنهم العلاج دون الحاجة الى أدوية    تضمّنت 7 تونسيين: قائمة ال101 الأكثر تأثيرًا في صناعة السينما العربية    أولا وأخيرا ..«سقف وقاعة»    القدرة الشرائية للمواكن محور لقاء وزير الداخلية برئيس منظمة الدفاع عن المستهلك    دقاش: افتتاح فعاليات مهرجان تريتونيس الدولي الدورة 6    وزير الفلاحة: المحتكرون وراء غلاء أسعار أضاحي العيد    معلم تاريخي يتحول إلى وكر للمنحرفين ما القصة ؟    غدا..دخول المتاحف سيكون مجانا..    570 مليون دينار لدعم الميزانيّة..البنوك تعوّض الخروج على السوق الماليّة للاقتراض    حادث مرور قاتل ببنزرت..وهذه حصيلة الضحايا..    اليوم.. حفل زياد غرسة بالمسرح البلدي    مباراة الكرة الطائرة بين الترجي و الافريقي : متى و أين و بكم أسعار التذاكر؟    النائب طارق مهدي يكشف: الأفارقة جنوب الصحراء احتلوا الشريط الساحلي بين العامرة وجبنيانة    روعة التليلي تحصد الذهبية في بطولة العالم لألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة    منبر الجمعة .. المفسدون في الانترنات؟    ملف الأسبوع...المثقفون في الإسلام.. عفوا يا حضرة المثقف... !    خطبة الجمعة...الميراث في الإسلام    فرنسا: الشرطة تقتل مسلحا حاول إضرام النار بكنيس يهودي    بطاقة إيداع بالسجن في حق مسؤولة بجمعية تُعنى بمهاجري دول جنوب الصحراء    البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية يدعم انتاج الطاقة الشمسية في تونس    التحدي القاتل.. رقاقة بطاطا حارة تقتل مراهقاً أميركياً    منها الشيا والبطيخ.. 5 بذور للتغلب على حرارة الطقس والوزن الزائد    التوقعات الجوية لهذا اليوم…    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الهاشمي الحامدي (مؤسّس ورئيس «تيار المحبّة») ل«التونسية»: لولاي لبقي الدستور «لقيطا»
نشر في التونسية يوم 19 - 04 - 2014

بماذا سنجيب الرسول صلى الله عليه وسلّم يوم القيامة؟
ثقتنا في النجاح تغنينا عن أية تحالفات
رسائلي ل«جمعة» و«الغنوشي» و«المرزوقي» و«السبسي» و«حمّة»

الشعب أذكى من صانعي الاستقطاب الثنائي
حاورته: جيهان لغماري
بدا الهاشمي الحامدي رئيس «تيار المحبة» واثقا من الفوز بأغلبية مريحة في الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة رغم استيائه ممّا وصفه بالحصار الإعلامي المفروض عليه من قبل وسائل الإعلام المحلية والأجنبية مستبعدا الدخول في تحالفات قبل الانتخابات حيث سيقوم بترشيح قائمات مستقلة باسم «تيار المحبة» تنافس في كل الدوائر في الانتخابات التشريعية.
وقال الحامدي إن تونس تحتاج اليوم إلى خطاب سياسي أكثر نضجا ومحبة لمواجهة العدو الأول وهو الفقر، ومعه البطالة ثم خطر الإرهاب متوقعا أن يحقق «تيار المحبة» المفاجأة مثلما حصل في انتخابات 2011.
كما أكد الحامدي الذي لم يعد الى تونس رغم تغيير نظام الحكم، أن شعبية «تيار المحبة» زادت وتضاعفت مرات عديدة في السنوات الثلاث الماضية رغم تغيير الإسم قائلا ان حمادي الجبالي هو من دفعه الى تغيير اسم «العريضة الشعبية» داعيا السبسي الى اعادة أصوات أنصاره في المنستير والقصرين.
بقية تفاصيل الحوار في السطور التالية:
كيف تقيّمون الوضع العام في البلاد؟
ظروف البلاد صعبة، غير أنها أفضل من دول أخرى حصلت فيها انتفاضات وثورات مشابهة لثورة 17 ديسمبر. ما زال الفقر هو العدو الأول لتونس، ومعه البطالة، ثم خطر الإرهاب.
وفي مواجهة هذه الأخطار تحتاج تونس إلى خطاب سياسي أكثر نضجا ومحبة. هناك مشكلة حقيقية تتمثل في خطاب الكراهية والقطيعة وتبادل أشنع الاتهامات بين قطاع معتبر من وجوه الطبقة السياسية وأحزابها وتياراتها.
تنوون خوض الانتخابات الرئاسية من مقر إقامتكم في لندن، لماذا؟
أعيش في لندن منذ 1987 ، أي أكثر من نصف عمري. وقبل ذلك، في عام 1983، بدأت العمل في مجال الصحافة. هذه هي مهنتي وغرامي. السياسة ليست مهنة بالنسبة لي وإنما هي عمل تطوعي ومشاركة في خدمة الصالح العام. والواقع أنني لا أحب السياسة، ولست متلهفا على الرئاسة.
أستطيع أن أساهم برأيي في خدمة الصالح العام من دون العودة إلى تونس، في ظل ظروف أمنية غير مستقرة، تعرض فيها للاغتيال معارضان مشهوران من قبلي، ويتعرض فيها آخرون للتهديد بالاغتيال. وبالمناسبة أخبرك أن ابن شقيقتي الذي قتل في سيدي بوزيد قبل عام لم يعرف قاتله إلى اليوم.
وبالإضافة إلى العامل الأمني، لا يخفى عليك أن في تونس بيئة سياسية وإعلامية تبدي لي علنا الكثير من الكراهية والإقصاء والظلم، مثلما حصل يوم زغرد ساسة وصحافيون ورفعوا النشيد الوطني ابتهاجا بإسقاط قائماتي الانتخابية، وتكرر ذلك يوم طرد اثنين من نواب «تيار المحبة» من جلسة عامة للمجلس التأسيسي بسبب دفاعهما الحماسي عن عائلات شهداء الثورة وجرحاها.
بصراحة شديدة: لست مضطرا للعمل في بيئة تجاهر وتتفاخر بإبداء الكراهية والبغضاء والعداوة لي بمناسبة وغير مناسبة. لا أحب أن أعمل في فضاء سياسي وإعلامي يطغى فيه الظلم والكراهية، ويعتبر السطو فيه على أصوات الشعب وعلى حقوق الناس وأعراضهم أمرا عاديا مثل شرب الشاي.
في هذا السياق، أقترح عليك أن تتذكري قول المتنبي:
إذا ترحلتَ عن قوم وقد قدِروا
ألا تُفارقَهم فالراحلون همُ
شر البلاد بلاد لا صديق بها
وشر ما يكسب الإنسان ما يَصم
لهذه الأسباب، وفي هذه الأجواء التي شرحتها لك نثرا وشعرا، أعلنت منذ فترة طويلة أنني لا أنوي العودة إلى تونس إلا إذا طلب مني الشعب ذلك، وفوضني تفويضا واضحا وقويا.
وأعلنت أيضا أنني أنوي الترشح للانتخابات الرئاسية من لندن، فإذا فوضني الشعب لخدمته عدت لتونس وتشرفت بخدمته، وإذا اختار غيري حمدت الله على السلامة ودعوت للرئيس المنتخب بالنجاح والتوفيق.
كيف تقيمون حظوظكم في الانتخابات القادمة؟
أكرر للمرة الألف أنني لست حريصا على الرئاسة، ولا أحتاجها لزيادة مال أو شهرة، وهي بكل صراحة وتواضع، ستكون عبئا ثقيلا وأمانة كبيرة. إذا جاء قانون الانتخابات في مستوى تطلعات الشعب، حافظا وحاميا لأصواته، وترشحت للانتخابات الرئاسية رسميا، فأظن أن حظوظي قوية للفوز من الدور الأول. أظن أن أغلبية الشعب تثق في دوافعي، وتعلم أنني لست محتاجا للمنصب أو مرتبطا بتنظيم يتلهف عليه، وتوافقني الرأي أن أهم ما تحتاجه تونس اليوم بالأساس هو العدالة الاجتماعية والمحبة بين الناس. ولهذه الأسباب أيضا أتوقع فوزا كبيرا لقائمات «تيار المحبة» إذا خضنا الانتخابات التشريعية.
تذهبون إلى الانتخابات القادمة منفردين بلا تحالفات هل هو اختيار منكم أم أنتم مضطرون؟
سؤالك يتعلق بالانتخابات التشريعية، وهو يفتح الباب للتذكير بجانب مهم آخر في مسيرة «تيار المحبة»، الجانب الخاص بالنواب الذين حافظوا على عهدهم معي ومع الأفكار والمبادئ التي جمعتنا، وقدموا مثالا حسنا للأمانة والأخلاق الطيبة، وبالنشطاء والمناصرين المخلصين المتحمسين ل«تيار المحبة»، وقبل ذلك بعدد كبير من التونسيات والتونسيين المؤيدين لبرنامج «تيار المحبة»، والذين يحسنون الظن بمؤسسه، وهم صوتوا له في الانتخابات السابقة، وينوون التصويت له في الانتخابات المقبلة.
غاية الانتخابات أن تضع خيارات وبدائل أساسية متنافسة أمام الشعب. وأرى أن مصلحة تونس اليوم تكمن في دعم «تيار المحبة» وتبنّي برنامجه. في 2011 حصلنا على المركز الثاني من جهة الأصوات، والثالث من جهة المقاعد. وفي الانتخابات المقبلة، ليس هناك ما يمنع أبدا، من أن تحصل قائمات «تيار المحبة» على المركز الأول. لذلك لا نحتاج لدخول الانتخابات ضمن تحالفات.
ألا توجد أي نية للدخول في تحالفات بعد الانتخابات القادمة؟
إذا دخلنا الانتخابات، ثم حصلنا على الأغلبية وعلى تفويض واضح وقوي من الشعب التونسي، فسنشكل حكومة كفاءات وطنية مدعومة من الأحزاب الأساسية الفائزة معنا في الانتخابات التشريعية. المحبة والوحدة الوطنية هدف أساسي لنا، مثلها مثل العدالة الاجتماعية والحريات السياسية.
تتوقعون «الفوز بالمركز الأول في الانتخابات المقبلة وبأغلبية مريحة رغم الحصار الإعلامي المفروض عليكم» كما تقولون دائما؟
الحصار الإعلامي كان تاما وشاملا قبيل انتخابات 2011 ولم يمنع حصولنا على المركز الثاني من جهة الأصوات والثالث من جهة المقاعد. اليوم حصلت اختراقات نسبية في هذا الحصار والظروف أفضل، خاصة وقد تبينت أمور كثيرة للشعب التونسي في العامين الماضيين.
أما فوزنا بالمركز الأول فلأنه لا يوجد أي تيار سياسي منافس يتبنى الأفكار والبرامج التي طرحناها، وبالصدق والتجرد الموجودين عند «تيار المحبة»، أقصد هنا بالأساس حق كل تونسي في التأمين الصحي، وخاصة الطبقات الفقيرة المحرومة من دفتر معالجة حاليا، ومساعدة العاطلين عن العمل بمنحة بحث عن عمل، وتمكين من تجازو الخامسة والستين من العمر من حق التنقل المجاني.
إذا كان التونسيون في غنى عن هذه الأمور، ويرونها تافهة ولا قيمة لها، فليختاروا غيرنا. هم أحرار، والناس لا يقادون إلى الجنة بالسلاسل.
قلتم في حديث سابق إن شعبية «تيار المحبة» زادت وتضاعفت مرات عديدة في السنوات الثلاث الماضية بما يؤهله للحكم. هل من دليل؟
الجواب سهل. لا يوجد في تونس كما قلت آنفا تيار آخر غير «تيار المحبة» يتبنى بشكل عملي ملموس مطالب الطبقات التي فجرت الثورة التونسية. لذلك أكرر: برنامجنا مصلحة مؤكدة للشعب التونسي، وليس القصد منه تحقيق مصلحة لي شخصيا أو لنواب ونشطاء «تيار المحبة». أتعهد أن «تيار المحبة» لن يظلم أحدا، ولن يقصي أحدا، وأنه سيعتمد الكفاءة والأخلاق لبناء تونس المحبة والحرية والعدالة الاجتماعية.
في هذا السياق، أين وصلت الجهود لرفع ما تصفونه بالحظر وإنهاء الإقصاء الإعلامي المفروض عليك وعلى «تيار المحبة» من قبل الإذاعة والتلفزة الوطنية؟
أجيبك بسؤال: هل تعرفين بلادا في شرق المعمورة أوغربها، يفوز فيها تيار سياسي بالمركز الثاني من جهة الأصوات، والثالث من جهة المقاعد، ثم يمنع من التعبير عن رأيه ورأي المواطنين الذين يمثلهم في الإذاعة وفي التلفزة الوطنية بقناتيها؟
إنها حقرة لا نظير لها اليوم في العالم. وظلم لا نظير له وفضيحة سياسية بكل ما للكلمة من معنى. لماذا يحتقرون رأي الشعب الذي منحنا أصواته؟ وكيف ترضى الطبقة السياسية بذلك؟
ولعلمك: هذا الظلم والإقصاء مستمران إلى اليوم رغم المظاهرات والاحتجاجات من نواب وأنصار «تيار المحبة». لذلك أقول: اللهم يا ناصر المظلومين، إني أشكو إليك إدارة الإذاعة الوطنية، وإدارة التلفزة الوطنية بقناتيها. أشكوهم إلى الله وهو سبحانه سميع مجيب.
ألا تعتقدون أن إدارتكم لقناة «المستقلة» فيها ضرب لمبدإ تكافؤ الفرص بين المترشحين؟
أنت صحفية، هذه مهنتك. والأخ أحمد نجيب الشابي محام: هذه مهنته. وأنا صحفي منذ 1983: هذه مهنتي ووظيفتي. فهل أتوقف عن العمل بالصحافة لأن لي رأيا في السياسة؟ وهل ممنوع على الصحفي أن يكون له رأي شخصي في الشأن العام؟ برامجي التي أقدمها تهتم بالعالم العربي كله، ونشاطي في الإعلام بدأ قبل الثورة التونسية بثلاثين عاما. وفي 2001 و2002 قدمت لبلادي وشعبي برنامج المغرب الكبير الذي كشف الحقائق ونصر المظلومين وقلب ميزان القوى جوهريا لصالح الشعب التونسي كما شهد بذلك الأمين العام لمنظمة «مراسلون بلا حدود» في قناة فرنسية.
هذا أولا. ومن جهة ثانية أخبرك أن قناة «المستقلة» وجهت دعوات رسمية كثيرة لقادة الأحزاب الفائزة في انتخابات 2011 للظهور في برامجها فلم يهتموا بالدعوة، وربما كان السبب في ذلك أن الفرص أمامهم وفيرة وكثيرة في الفضائيات المحلية وفي الفضائيات العربية الدولية التي يظهرون فيها باستمرار ويقصى منها «تيار المحبة» بشكل كامل. هل يرضيك هذا الظلم وهذا الإقصاء؟على كل حال، لدي عرض قدمته باستمرار وهو يجيب عن سؤالك بشكل جوهري: إنني مستعد للتوقف فورا عن الحديث برأيي في السياسة التونسية في قناة «المستقلة» أو في أي فضائية أجنبية أخرى، إذا تم منحي فرصة للحديث في إذاعة بلادي وفضائياتها مثل بقية الساسة في تونس. وها أنا اليوم أكرر هذا العرض في جريدة «التونسية»: أليس عرضا واضحا وعادلا ومنصفا؟وبهذه المناسبة أتساءل: لماذا تعاملني بلادي بكل هذا الإقصاء والظلم والقسوة؟ منذ ولدت، ورغم ظهوري في أشهر الفضائيات العربية، وفوزي الكبير في الانتخابات السابقة فإن التلفزة الوطنية لم تستضفني مرة واحدة. قولي لي: لماذا يعاملونني في إدارة الإذاعة والتلفزة كأنني تونسي من الدرجة العاشرة؟ لماذا يحجبون صوتي عن الناس؟ لماذا لا تسألينهم عن هذا الظلم والإقصاء والحقرة؟
بالعودة إلى الانتخابات، ألا تعتقدون ان هناك نوعا من المبالغة في التفاؤل امام تغيير الخارطة الانتخابية وتصاعد الاستقطاب الثنائي؟
الاستقطاب الثنائي صناعة إعلامية ومحاولة بائسة لتوجيه الرأي العام التونسي. والشعب التونسي أذكى مما يظن القائمون على هذه المحاولة. وقد تم تجريب مثل هذه الأمور قبيل انتخابات 2011 ولم تنجح.
أنت صحفية مطلعة، فهل تظنين أن الشعب التونسي ثار في 17 ديسمبر 2010 ليعيد انتخاب النظام الذي ثار عليه في انتخابات 2014 ؟ هذا هو ما يتضمنه الحديث عن نظرية الاستقطاب الثنائي. وأنا أرى أنه بعيد جدا عن الحقيقة.
ألم يؤثر الانشقاق الذي حصل في «العريضة الشعبية» على حظوظكم؟
أجيبك بسؤال: هل لديك شك بنسبة 1 في المائة في أن الأصوات التي منحت لقائمات «تيار المحبة» (العريضة الشعبية سابقا) في انتخابات 2011 هي أصوات أنصار ومحبي محمد الهاشمي الحامدي؟ إذا سلمت بأن تلك الأصوات كانت ممنوحة لي من الشعب التونسي الأبي فإنه لا منطق ولا معنى للحديث عن انشقاق. أنا لم أنشق عن برنامجي، ورايتي اليوم هي راية «تيار المحبة».
ولعلمك فقد اضطررت لتغيير اسم «العريضة الشعبية» إلى «تيار المحبة» بعد أن منح حمادي الجبالي مجموعة أخرى من الناس حق تأسيس حزب باسم «العريضة الشعبية».
تذكري أن الفصل السادس في «العريضة الشعبية»، التي كتبت نصها، واخترت اسمها، وأعلنتها بنفسي للناس يوم 3 مارس 2011 من قناة «المستقلة»، يوضح حقيقتها ويقول بالحرف إن الموافقين والموقعين عليها: «يكلفون الدكتور محمد الهاشمي الحامدي بتمثيلهم والحديث باسمهم في المحافل الوطنية والعمل على ضمان مشاركتهم الفاعلة في انتخابات المجلس التأسيسي المقبل والمواعيد السياسية المهمة المقبلة».
بالله عليك، أنت وكل من يقرأ هذا الحوار: كيف تصبح عريضة طوعية نشأت لتمثيل محبي محمد الهاشمي الحامدي، لافتة وعنوانا لخصومه، مع أن اللغة العربية مليئة بملايين الأسماء الأخرى الجميلة لمن يريد تأسيس حزب سياسي؟
كيف يستخدم اسم صُغته بنفسي أمام الناس جميعا للإساءة والكيد لي، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ويأمر: «لا يحل لامرئ من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس منه فلا تظلمن أنفسكم».
لذلك أقول للجميع، وأشهدك أنت شخصيا وجميع من يقرأ هذا الحوار: إنني لا أوافق على استخدام اسم «العريضة الشعبية» من قبل أية مجموعة سياسية، وأعتبر ذلك غير جائز أخلاقيا، وأشكو كل من يفعل ذلك إلى قاضي السماء الذي يسمع ويرى. اللهم يا منصف كل مظلوم: إني أشكو إليك كل من يستخدم اسم «العريضة الشعبية» في الساحة التونسية اليوم، وكل من يرضى بذلك في رئاسة الحكومة ووسائل الإعلام والطبقة السياسية.
وأقول أيضا بهذه المناسبة: اللهم يا منصف كل مظلوم: إني أشكو إليك كل شخص نجح في الوصول للمجلس التأسيسي بأصوات أنصاري في الإنتخابات السابقة ثم تصرف بتلك الأصوات ووهبها ومنحها لصالح رجل أعمال أو حزب سياسي آخر. أشكوه إليك يا منصف كل مظلوم وأشكو من قبلها منه. وحسبي الله ونعم الوكيل.
لماذا وصفتم دستور تونس الجديد ب «اللقيط» رغم إشادة أغلب الفاعلين السياسيين وخاصة الدوليين به؟
استخدمت هذا التعبير يوم رفض نواب المجلس التأسيسي ذكر ثورة 17 ديسمبر 2010 في توطئة الدستور. بماذا تصفين من ينكر أمه وأباه؟
وبسبب موقفي ذاك اضطر النواب لإعادة النظر في التوطئة وذكر اسم ثورة 17 ديسمبر 14 جانفي. كما ترين: هذا أحسن من لا شيء. وموقفي حقق مكسبا معتبرا للحقيقة والشعب والتاريخ. وبذلك لم يعد الدستور لقيطا. هذا رسمي. وفي المستقبل إن شاء الله، سيعترف الجميع بالإسم الصحيح للثورة وهو «ثورة 17 ديسمبر 2010».
ألا ترون في موقفكم هذا مزايدة على «النهضة» و«لعب» على إثارة الواعز الديني عند المواطن؟
كما شرحت لك آنفا، عبارة «لقيط» كانت بسبب انكار تاريخ الثورة. أما موقفي من الفصل الأول من الدستور فهو ليس مزايدة على «النهضة» أو غيرها. أنا أرى أن من مصلحة جميع التونسيين أن يكون المرجع الأول والأساسي للتشريع هو الإسلام. التونسيون يحبون الرسول صلى الله عليه وسلم حبا جما، ويحتفلون بميلاده كل عام، والله تعالى يقول للنبي في كتابه الكريم: «ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُون».
فما معنى أن نحب الرسول عليه الصلاة والسلام ثم نصوت ضد اعتماد الإسلام مرجعا أساسيا للتشريع؟ وماذا سيقول هذا الجيل من التونسيين، ماذا سنقول لربنا يوم القيامة عندما يسألنا عن هذا التصويت؟ وبماذا سنجيب النبي صلى الله عليه وسلم إذا لقيناه يوم القيامة فسألنا: لماذا رفضتم اعتماد رسالتي وشريعتي مرجعا لدستوركم؟
أنصح نفسي قبل غيري: يجب ألّا نستهين بهذا الأمر. أنا شخصيا يتيم. توفي أبي وأمي رحمة الله عليهما رحمة واسعة. وأعلم أنني لاحق بهما يوما ما. أحب أن ألقى ربي وأنا مؤيد لاعتماد دينه أساسا للتشريع، ولا يمكنني المساومة على هذا المبدأ حتى لو تركت السياسة بالكامل. موقفي هذا ليس استثمارا في الإنتخابات المقبلة، علما بأنني قد لا أشارك فيها أصلا، وإنما هو استثمار ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ولا ألقاب ولا مناصب ولا جاه ولا شهرة، إلا من أتى الله بقلب سليم وعمل صالح. أخبريني: هل تنفع الإنتخابات والمناصب يوم القيامة؟
ما رأيكم في الأحكام الصادرة في قضايا جرحى وشهداء الثورة؟ هل تعتقدون أنها منصفة في حق المتهمين؟
شهداء الثورة التونسية في تالة والقصرين وسيدي بوزيد وبن قردان والرديف وكل ربوع الجمهورية التونسية ضحوا بأرواحهم من أجل أن تعيش تونس في جو الحرية والعدل وتحفظ فيها حقوق كل التونسيين. هذا الحلم الكبير له أعمدة أساسية لا غنى عنها، أولها وأهمها القضاء العادل المستقل. القضاء العادل المستقل ليس في مصلحة عائلات شهداء وجرحى الثورة وعموم المظلومين فقط، بل إنه في مصلحة المتهمين بالظلم أيضا. عندما نقرأ بيانات الهيئات الحقوقية المتخصصة وكثير من التيارات السياسية نعرف أن تونس مازالت بعيدة عن الوصول لهذا الهدف العظيم وهذا العمود الكبير والأساسي من أعمدة تونس الثورة والعدالة والكرامة.
الأحكام التي صدرت قبل أيام أحدثت صدمة شعبية كبرى. وهذه الصدمة الشعبية كانت وراء القرار الذي توصل إليه نواب المجلس التأسيسي في مناقشاتهم يوم الثلاثاء حول ضرورة سن قانون تنشأ بموجبه محاكم متخصصة لمقاضاة قتلة شهداء الثورة ومرتكبي الاعتداءات على جرحاها ويضمن ايقاف التتبعات العدلية ضد المشاركين في احداث الثورة.هذا يقترب من المطلب الذي أعلنه اتحاد الشغل والمتمثل في سحب قضايا شهداء الثورة وجرحاها من القضاء العسكري وتحويلها على القضاء المدني ضمانا لمحاكمات عادلة واستقلالية أوفر.من الممكن جدا التوفيق بين المقترحين تحت مظلة الإلتزام بمبدإ حاجة تونس وشعبها إلى القضاء العادل المستقل. وأسأل الله أن يظهر الحق والعدل.
رأيكم في حكومة المهدي جمعة؟
حكومة محظوظة بوفاق سياسي نادر ويجب أن تستفيد منه لخدمة الشعب. ربنا يوفقها لما يحب ويرضى.
جملة إلى:
جمعة: لا تستمع لأي وسواس خناس يحدثك بتأجيل الإنتخابات أو التلاعب بها.
الغنوشي: أرجو ألا يتكرر الظلم الذي سلط على «تيار المحبة» بعد انتخابات 2011
المرزوقي: تذكر أنه لا يوجد في أرشيف السياسة التونسية إساءة واحدة مني لك. فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟
السبسي: أرجو أن تعيد إليّ أصوات أنصاري في المنستير والقصرين، وتقنع من وهبها إليك من دون وجه حق بردها، والإقتداء بتجربة الدكتور أبو يعرب المرزوقي.
حمة: أقترح عليك أن تخصص بعض الوقت للكتابة والتأليف في بيان هدي الإسلام في مجال العدالة الإجتماعية.
أنصار «تيار المحبة»: السياسة ليست كل شيء وأبواب العمل الصالح كثيرة جدا. تقربوا إلى الله بطاعته، ومنها خدمة الفقراء ونصرة المظلومين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.