انطلقت يوم أمس بمدينة القلعة الكبرى من ولاية سوسة فعاليات الندوة الوطنية حول الفئات الاجتماعية والمهنية منذ النشأة إلى غاية الاستقلال بتنظيم من جمعية علوم وتراث بالقلعة الكبرى بالتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة والمندوبية الجهوية للثقافة بسوسة وبلدية المكان وتنعقد ندوة هذه السنة تحت شعار « القلعة الكبرى تاريخ وتراث» في برنامج ثري ومتنوع يحتوي عدد من المداخلات القيمة لمجموعة من الدكاترة والأساتذة .. ومباشرة اثر كلمتي الافتتاح لرئيس جمعية علوم وتراث وعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة وتقديم أعمال الندوة من قبل الأستاذ كمال جرفال فسح المجال لأشغال الجلسة العلمية الأولى برئاسة الدكتور صالح المثلوثي حول المجتمع التقليدي وفيها عدد من المداخلات تحدث خلالها الدكتور حمادي الدالي عن الدور البارز والمؤثر الذي لعبته الزاوية في المجتمع منذ الفترة الحفصية. ليتولى اثر ذلك الدكتور مهدي جراد الحديث عن أعيان المخزن وممارسة التجارة في أواخر القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر «عمر بن سلامة أنموذجا» وفي جانب آخر تعرّض الدكتور عثمان البرهومي من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس إلى النخب المحلية بالقلعة الكبرى وعلاقتها ب«البايليك» خلال النصف الثاني من القرن 18 في دراسة للعلاقة أو مجموع العلاقات التي ربطت بين النخّب بصفة عامة بالأوساط الحاكمة والتي تقتضي الاهتمّام بعدة مسائل كانت تفسر صلابة هذه العلاقة وشروط دوامها في الزمن ليختم الدكتور محمد الشعبوني الجزء الأول من المداخلات بنزاع التملك بهنشير الحنيا « أهالي القلعة الكبرى وجمعية الأوقاف بين 1886 و1922 نموذجا». أما الفترة المسائية لليوم الافتتاحي لهذه الندوة الوطنية فقد تضمنت جلسة علمية ثانية برئاسة الدكتور الحبيب بالعيد تمحورت حول الأنشطة الاقتصادية والمهن انطلقت بمداخلة أولى للدكتورة نجوى بوغلاب تعلقت بحرفة تقليدية مارستها المرأة القلعية بمنزلها على مدى فترة طويلة من التاريخ المعاصر وهي « النسيج» .. كما تعرضت إلى بعض العادات والتقاليد المرتبطة بمنتجات هذه الحرفة (الجهاز التقليدي ومحتوياته والمعتقدات المتعلقة بالمنسج والنسيج وزخارفه...) ليختم فعاليات اليوم الاول من هذه الندوة العلمية الباحث عبد الحق الطرشوني بالتطرق الى دور السكك الحديدية في نشأة القرى والمدن التونسية التي ارتبط ظهورها وفق تعبيره ببناء محطات للسكك الحديدية التي كانت محور صراع حاد بين القوى الاستعمارية الغربية كما لعبت السكة الدور الأساسي في تنمية البلاد وخاصة استغلال المناجم وبناء الموانئ التجارية في أكبر المدن التونسية إضافة إلى تجسيد السكة المحور الأساسي للتصدي للاستعمار منذ دخوله إلى غاية الاستقلال ومصدر أهم الأحداث النضالية سياسيا ونقابيا واجتماعيا ولمحطات منطقة الساحل بما فيها القلعة الكبرى نصيب هام من هذه المحاور التي ذكرناها .