بعد دخولهم في إضراب جوع منذ خمسة أيام بمقر التنسيقية الوطنية المستقلة للعدالة الانتقالية طالبت صباح أمس عائلات شهداء وجرحى الثورة خلال ندوة صحفية بمقر التنسيقية بضرورة اتخاذ جميع الإجراءات العاجلة للتصدي لعملية إفلات جميع المتهمين من العقاب وإلى فتح تحقيق للبحث في الظروف والأسباب التي أدت إلى صدور ما اعتبروها أحكاما ظالمة عن القضاء العسكري وكشف من يقف وراءها مشددة على ضرورة سحب جميع الملفات المتعلقة بالمدنيين من القضاء العسكري. و اعتبر علي المكي رئيس جمعية «لن ننساكم» المشرفة على إضراب جوع العائلات أن يوم النطق بالحكم الموافق لتاريخ 12 افريل كان يوما تاريخيا غير منصف وانه لم يكن عظيما وفق تعبيره مقرا بأنه يوم خيانة لشهداء وجرحى الثورة وتابع في هذا الصدد « لقد كشفنا سابقا عن وجود مؤامرة تحاك بين عديد الأطراف المتدخلة في القضية وقد تعمّد القضاء العسكري طمس الحقيقة ولم يكن منصفا ونحن اليوم على يقين بوجود مؤامرة تجمع كل من وزارتي الداخلية والدفاع بغاية إفلات المجرمين من العقاب». و قال علي المكي «لقد صرّحنا منذ سنة 2012 أننا لا نثق في القضاء العسكري لأنه لا يستطيع أن يكون منصفا نظرا لتورطه وتاريخ 12 افريل كان دليلا على المؤامرة أو الفتوى القضائية التي هدفت إلى إطلاق سراح المتهمين الذين سيسفرون خارج تونس في ما بعد ونحن نخوض إضراب الجوع لنقول « سكر وماء والإفلات من العقاب لا» ومستعدون للموت جوعا من اجل الشهداء الذين نادوا بالحرية والكرامة ورغم مرور خمسة أيام عن تحركنا الاحتجاجي فإن التجاوب والتفاعل قد غابا من جميع الأطراف وكان جوع أباء وأمهات جرحى وشهداء الثورة لا يعنيهم». عاملونا كالمساجين و دعا رئيس الجمعية جميع السياسيين إلى توضيح مواقفهم من مسألة المحاسبة قائلا «قبل 14 جانفي كانت وزارة الداخلية جلادنا وبعد الثورة تقمصت وزارة الدفاع الدور مكانها وعاملونا أمام المحكمة كأننا مساجين يقتادون إلى الزنزانة زد على ذلك فإن الحكم القضائي لا يمكن أن يكون خاليا من إرادة سياسية لذلك نطالب السياسيين بتوضيح قراراتهم واشدد أننا لن نتخلى عن دماء شهدائنا وما ضاع حق وراءه طالب». من جهته قال عبد السلام غماقي والد الشهيد نوفل غماقي إن العائلات قدّمت أبناءها لتونس من اجل تونس ومن اجل الحرية والكرامة إلا أنهم يعاملون اليوم كمجرمين مضيفا « متنا وأحنا حيين» يوم 12 افريل والحكم الصادر عن القضاء العسكري يعد صفقة ثلاثية جمعت بين السياسيين والعسكريين والأمنيين وكلنا استعداد للتصعيد وللموت جوعا من اجل شهدائنا». أما نجاة الجملي والدة الشهيد مروان الجملي فقد أكدت أن العائلات لا تريد تعويضا ماديا وأن همها الوحيد هو محاسبة المتورطين في قتل أبنائها قائلة: «لازلنا مجروحين ومستعدون للوقوف مع أبنائنا وقادرون على تحمل الجوع من أجلهم». إهمال الجرحى من جهته تحدث لطفي الجلاصي وهو جريح ثورة عن الإهمال الذي يتعرض له جرحى الثورة قائلا: «لقد عشنا تهميشا وإهمالا حتى أن الرعاية النفسية غابت وتحملنا ذلك لكننا لم نستطع تحمل الحكم الصادر عن المحكمة العسكرية وأقول إننا لن نسكت لأن الموت ارحم في هذه الحالة». غادة مالكي