يشهد النشاط الثقافي بنابل حركية وتنوعا يشمل كل الفنون والتعابير الثقافية فالولاية تحتضن عدة مهرجانات للمسرح وفن العرائس بداية بنابل مرورا بقرمبالية وصولا إلى قربة والسينما والفنون التشكيلية بالتوازي مع عدة ملتقيات ومهرجانات أدبية آخرها ملتقى أدباء الوطني القبلي في قربة بعد ان احتضنت نابل ملتقى الشعراء العرب بالتوازي مع عدة ندوات ولقاءات فكرية من بينها "ندوة غربة الكتاب وكتابة الغربة " والتي يمكن تصنيفها في خانة الندوات الأكادمية والنخبوية والتي اثثها عدة اسماء فاعلة في المشهد الثقافي على غرار محمد الغزي ولطفي الشابي وسالم اللبان فإنها شهدت بدورها غربة كبيرة تجلت من خلال الحضور المحتشم والغياب الكلي للمهتمين بالشأن الأدبي وهو ما دفع الكاتب والشاعر لطفي الشابي صاحب كتاب "المائت " يعلن في اختتام الندوة التي نظمتها جمعية أحباء المكتبة والكتاب بنابل عن موت الثقافة و الأدب مصرحا "هذه النّدوة قد تكون الأخيرة التي أشارك في تنظيمها... أغادر المشهد الثقافي بنابل وأنا مطمئنّ جدّا على حيويّته ما دام فيه هذا الحراك النّقديّ الفايسبوكيّ العظيم " وعلى صعيد آخر وفي باب الغربة يبدو أن المكتبات العمومية المؤهلة أكثر من غيرها لتحديد السياسة المعلوماتية وبغرس عادة المطالعة والقراءة تعيش بدورها اغترابا بالرغم من انطلاق الأيام الوطنية للمطالعة والمعلومات وباستثناء المكتبة الجهوية بنابل وبعض المكتبات الأخرى والتي تعد على أصابع اليد لم تأخذ البقية الحدث بالجدية المطلوبة وقد يكون لفقر في التصورات وفي البرمجة وقد يكون لغياب تقاليد حقيقية للتشجيع والترغيب على المطالعة رغم اجتهاد البعض ومحاولات الآخر رغم القفزة النوعية التي عرفتها أنشطة المكتبات خلال الاحتفال بربيع الكتاب والتي جاءت لترفع الغبن عن قطاع عاني لفترة طويلة من التهميش .....