الترجي الرياضي هو بلا منازع فريق الألقاب في تونس فهو لا يبتعد عن منصات التتويج وينهي تقريبا موسمه في السنوات الأخيرة بلقب على الأقل ... الإنتصارات والتتويجات وجني الألقاب أصبحت ثقافة في هذا النادي الذي يواصل مسيرته بثبات على عكس بقية الفرق « الكبرى» ويعد الأكثر انتظاما على مستويي اللعب وكسب البطولات والكؤوس... إذن لا عجب في أن يكون الفريق الأكثر ألقابا والأكثر تتويجات في بلادنا بطولة وكأسا وبفارق محترم جدا يؤكد أن هذا الفريق من طينة خاصة جدا وهي الميزة التي تصنع الفارق لفائدته على حساب البقية... الأحمر والأصفر توج هذا الموسم ببطولته السادسة والعشرين عن استحقاق وجدارة إذ لا أحد يشكك في إنجاز الفريق ولا أحد قادرا على منافسته وإزعاجه في الفترة الحاسمة والصعبة من هذا الموسم... الترجي الرياضي هو صاحب أفضل خط هجوم وهو أحسن خط دفاع وفاز باللقب بفارق محترم جدا قبل جولتين من نهاية الموسم لكن الأجمل من ذلك هو أن الأحمر والأصفر تأكد منذ جولات بتتويجه بطلا وبالتحديد منذ عودته من صفاقس بانتصار ثمين جدا ضد منافسه المباشر شكل منعرج البطولة... تتويج هذه السنة لم يأت صدفة بل هو ثمار عمل جماعي شاركت فيه عدة أطراف وساهمت بالتالي في هذا الإنجاز الرائع الذي يضيفه فريق باب سويقة إلى بقية إنجازاته واستحقاقاته. «القصري» بطل الإنجاز غالبا ما يؤثر تغيير المدربين سلبا على النوادي فكل فني له فلسفته وطريقته في التفكير وهذا ما يجعل اللاعب في حاجة إلى بعض الوقت لاستيعاب الخطة الجديدة وهي فترة يتراجع فيها المردود الجماعي وبالتالي النتائج... الترجي الرياضي بطل تونس في هذا الموسم غيّر المدرب الأول لفريق أكابر كرة القدم أربع مرات لكن ورغم ذلك كان الفريق الأكثر انتظاما من ناحية الآداء وخاصة على مستوى النتائج بدليل تحقيقه لأكبر عدد من الإنتصارات مقابل أقل هزائم مع تصدر ترتيب طليعة خطوط الهجوم والدفاع في نفس الوقت... لسائل ان يطرح سؤالا كبيرا ونقطة استفهام أساسية وهي لماذا لم يتأثر فريق باب سويقة سلبيا من عملية تغيير المدربين أكثر من مرة في هذا الموسم؟ الإجابة عن هذا السؤال سهلة وواضحة وتكمن أساسا في وجود فني كفء كان نقطة الإلتقاء والقاسم المشترك وهمزة الوصل بين الإطارات الفنية المتعاقبة ونعني بطبيعة الحال اسكندر القصري الذي أمّن في كل مرة عملية التغيير سواء بأخذ المسؤولية بمفرده بعد رحيل ماهر الكنزاري وتحقيق نتائج إيجابية في فترة تعد الأصعب في موسم الترجي الرياضي بما أنها تزامنت مع الخروج الصعب من رابطة الأبطال وما خلفه ذلك من سلبيات فنية وعلى المستوى النفسي وكانت النقاط التي حصدها الأحمر والاصفر في تلك الجولات العسيرة تحت قيادة القصري هامة وثمينة بل وحاسمة ومصيرية أحدثت الفارق لفائدة الفريق في النهاية... بعد ذلك أمّن اسكندر القصري مرور المشعل لسيباستيان دو سابر وقدم المعونة للفرنسي على مستوى تقديم اللاعبين وحسن استغلال كل منهم أو على مستوى الأمور التكتيكية لمعرفته الكبيرة والكاملة لما يفيد ويصلح للترجي الرياضي من خطط وطرق لعب طبقا بطبيعة الحال لإمكانيات لاعبيه... نفس تمرير المشعل نجح في القيام به اسكندر القصري عند تغيير دو سابر برود كرول حيث لم ينتظر الهولندي طويلا وكثيرا للدخول في صلب الموضوع بفضل ما قدمه له اسكندر القصري من معلومات ضافية وشافية تهم المجموعة ككل عجلت في عملية تعرف الهولندي على زاده البشري... إذن كان القصري نقطة الضوء رقم واحد في هذا الموسم على مستوى الإطار الفني والمدرب الذي يعود له الفضل الأكبر في تتويج الأحمر والأصفر بالبطولة حيث أحسن إدارة الأمور سواء عند تولي المهمة بمفرده أو عند تسهيل عمل كل مدرب جديد فربح الترجي الرياضي الوقت كما يجب ولم يدخل في فترات فراغ تفقده نقاطا هامة ، وفي كلمة تعود بطولة هذا الموسم لاسكندر القصري من الجانب الفني بطبيعة الحال. كفاءة الإطار الطبي إذا كان الفضل على المستوى الفني في بطولة هذا الموسم يعود لاسكندر القصري قبل أي مدرب آخر فإن العنصر الثاني الذي ميّز نجاح الأحمر والأصفر طبي بالأساس لأن تعدد الإلتزامات وتتالي المقابلات في ظرف وجيز خلف إصابات عديدة للاعبين يعدون من ركائز الفريق ، لقد أصيب عدد كبير من أبرز عناصر الأحمر والأصفر في هذا الموسم وتطلبت العناية بهم وعملية شفائهم وخاصة إعادتهم في الوقت المناسب كفاءة كبيرة جسدها الدكتور ياسين بن احمد والإطار العامل معه حيث تمكن الإطار الفني في كل مباراة كبرى وحاسمة من التمتع بكل لاعبيه تقريبا والتعويل على من هو في حاجة إليهم في الوقت المناسب... لم تتأجل أي عودة للاعب مصاب وقد تم احترام مواعيد وبرامج كل عنصر حتى يعلم المدرب مدة الغياب وتوقيت كل عودة وبالتالي استعمال لاعبيه... المهمة الثانية التي أمّنها الطاقم الطبي بشكل ممتاز يؤكد الكفاءة الكبيرة وكذلك حسن التصرف في مختلف الأوقات هي تخليص اللاعبين من الإرهاق في فترة النسق القوي ولعب العديد من المقابلات في أيام قليلة. ياسين بن احمد هو الذي يحدد برنامج عملية استرداد المجهود من حصص سباحة وحصص تدليك واسترخاء و«بانوات الثلج» إلى غير ذلك من الأشياء التي تسمح للاعب بإزالة الإرهاق والإستعداد بسرعة للإلتزام القادم... دور الطاقم الطبي وعلى رأسه ياسين بن احمد كان هو الآخر هاما وحاسما في تتويج الترجي الرياضي بالبطولة. رقم قياسي في عدد اللاعبين يمكن اعتبار الموسم الجاري موسم الرقم القياسي على مستوى عدد اللاعبين المشاركين في مقابلات الترجي الرياضي ، على غرار تغيير المدربين وتعدد الإصابات وبالتالي الغيابات فإن التبديل شبه المستمر للتشكيلة الأساسية لم يؤثر هو أيضا بالسلب على الترجي الرياضي وهذا يعود إلى تقارب المستوى تقريبا باستثناء اسمين أو ثلاثة وإلى وفرة الزاد البشري بما يوفر الحلول في كل مرة أمام المدرب... في حراسة المرمى يعتبر الأمر عاديا بما أن الترجي الرياضي شرك حارسين فقط وهما معز بن شريفية ووسيم نوارة... أما على مستوى اللاعبين الأجانب فيمكن اعتبار العدد كبيرا حدا بما أن الإطار الفني المتعاقب هذا الموسم على الأحمر والأصفر شرك كل من هاريسون آفول وأمينو بوبا وتيري ماكون وكامارا داودا ويانيك نجانغ ويوسف البلايلي ... كان للشبان نصيب في بطولة هذا الموسم من خلال بعض المشاركات أبرزها لخالد الغرسلاوي ومحمد أمين النفزي وبعدهما معزعبود ووسيم النغموشي ، هذا الرباعي توج بأول بطولة له مع الترجي الرياضي تماما مثل شمس الدين الذوادي الذي يعد إحدى المفاجآت السارة لأبناء باب سويقة في هذه السنة من خلال الإضافة التي قدمها للخط الخلفي... على مستوى لاعبي الخبرة يعد خليل شمام وأسامة الدراجي ومحمد بن منصور وسامح الدربالي وخالد المولهي وحسين الراقد اللاعبين القدوة للبقية لإعطاء أحسن مثال في العطاء والتضحيات والذود على لوني النادي وأيضا كسب ثقافة الإنتصارات والتتويجات وهو ما يتعلمه كل لاعب ينضم إلى العائلة الترجية. أما عن اللاعبين الأكثر مشاركة في مقابلات الترجي الرياضي في هذا الموسم فهم خليل شمام وحسين الراقد وهاريسون آفول وشمس الدين الذوادي وأسامة الدراجي.