قام أمس محمد المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية صحبة عدد من المسؤولين ووفد ليبي بتدشين النموذج الأوّلي لخافرة بحرية من صنع شركة الانشاءات الصناعية والبحرية «سكين». الخافرة التي تم انجاز هيكلها في انتظار تركيب بقية مكوّناتها طولها 26٫5 مترا وعرضها 5٫8 أمتار تسع حمولتها 80 طنا وسرعتها تصل حدود 35 عقدة. سيتم اختبارها في البحر في سبتمبر وتسليمها في أكتوبر القادم. وأشار عديد المتدخلين الى خصائص هذه القطعة البحرية في حين تحدث وزير الدفاع التونسي غازي الجريبي عن ان هذا التصنيع ياتي تتويجا لسلسلة شراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص وفي ظل التعاون بين تونس وليبيا الذي بدأ بالخبرات والتكوين ليصل الى التصنيع وأضاف ان حماية الحدود البحرية مهم جدا في ظل المتغيرات الدولية والظروف التي تعيشها المنطقة. وهنأ خالد الشريف وكيل وزارة الدفاع الليبية التونسيين بهذا الانجاز والعمل الباهر ومتوقفا عند الرغبة الصادقة بين البلدين في دعم العمل المشترك وتطويره لصالح الشعبين الشقيقين. وقد قام رئيس الجمهورية بجولة عبر اجنحة المصنع ورفع الستار عن هيكل القطعة البحرية «استقلال» وسط ترحيب وتجاوب كبير من عمال المصنع والقى كلمة اشاد فيها بكفاءة التونسيين على مر التاريخ وقال انهم سواء كانوا يشتغلون بالفكر او بالساعد فانهم قادرون على كسب التحديات وعلى انجاز الاعمال الدقيقة وقال ان هذه هي تونس الفعل والعمل وتونس الحضارة والانجاز وكسب التحديات وهذه هي الصورة الحقيقية لهذا الشعب العظيم الضارب في عمق التاريخ والحضارة. وقال المرزوقي ان تونس العمل والانتاج هي تونس الاصل والحقيقة وهي مغايرة على ارض الواقع للصورة القاتمة التي يسعى البعض الى تسويقها وتمريرها ... وحيا المرزوقي السواعد والعقول التونسية على هذا الانجاز في المجال البحري وقال ان مستقبل تونس في البحر كما كان عليه الامر القديم ومنذ عهد حانون والقرطاجنيين واضاف انه لا بد ان يعود التونسيون اليوم الى البحر لان فيه مستقبلهم وفيه الثروة الحقيقية السمكية والطاقية والابداعية مؤكدا أن مساحة تونس ليست 165 الف كيلومتر مربع فقط وانما هي ضعف ذلك بمياهها الاقليمية ودعا رئيس الجمهورية التونسيين الى مواصلة العمل من اجل كسب التحديات محييا علاقة الاخوة المتينة بين الشقيقتين تونس وليبيا اللتين تمتلكان التاريخ المشترك والمستقبل الواحد معتبرا انه لا طريق للتقدم سوى الفعل والتشييد.