أعلن امس عبد الباسط حسن رئيس المعهد العربي لحقوق الانسان، خلال لقاء حواري مع 30 حزبا سياسيا عن انطلاق حملة تندرج في اطار الملاحظة بأن التعليم في تونس رغم اهميته يعيش مشاكل كبيرة على مستوى البرامج والبنية التحتية للمؤسسات ووضعية التلاميذ والمعلمين وعلى مستوى ربطه بسوق الشغل مؤكدا ان هذه الحملة ترمي الى اصلاح المنظومة التعليمية بصفة تشاركية مع جميع الاطراف. وشدد حسن على ضرورة جعل التعليم جزءا كبيرا من الحوارات الوطنية قائلا «لا بد من اقتراح سياسة اصلاحية للتعليم مع جميع الاحزاب السياسية». وأضاف ان هذه الحملة ستتواصل على امتداد سنة ونصف وستكون نتائجها بصياغة وثيقة اصلاح للمنظومة التعليمية. وأشار الى ان تنظيم هذه الحملة الوطنية يهدف لاصلاح منظومة التعليم يكون فيها «عهد تونس للتربية ومدرسة المواطنة» الوثيقة المرجع والمنطلق الأساسي، مضيفا أن الحملة ستكون بالتوازي مع مشروع آخر يعمل عليه المعهد العربي لحقوق الانسان بالتعاون مع وزارة التربية وست وكالات أممية يرتكز أساسا على مراجعة المناهج التربوية وتدريب المعلّمين اضافة الى بعث نواد للتربية على حقوق الانسان في المؤسسات التربوية. واضاف ان الوثيقة في صيغتها المقدّمة الى الأحزاب السياسية تضمنت جملة من التوصيات التي تقدّم بها المربّون من جهة وممثّلو المجتمع المدني من جهة ثانية. وتابع عبد الباسط حسن قائلا انه على أي مشروع اصلاحي يستهدف التنمية الانسانية ان يقوم على الاعتراف بالحق في تعليم جيد وضمانه وان يجسد التزام تونس بالمواثيق والعهود الدولية المتعلقة بالتعليم مضيفا ان المدرسة هي الآن في أوكد الحاجة الى اصلاح هيكلي يُبنى وفق تمش ديمقراطي تشاركي لا يقوم على اصلاحات فوقية بل على حوار وطني يُسهم فيه اهل المهنة والاختصاص ومؤسسات الدولة والمجتمعان المدني والسياسي. «تعريب التعليم واجب» من جانبه دعا عبد الوهاب الهاني رئيس «حزب المجد» الى مكافحة كل اشكال الميز في المنظومة التعليمية مؤكدا ان نسبة الانقطاع عن الدراسة مرتفعة في الارياف اكثر من المدن وذلك بموجب الانتماء الطبقي الذي يعاني منه اغلب التونسيين. وأضاف ان التقسيم الاداري لتونس يؤثر على ظاهرة الانقطاع المدرسي التي تخلف من ورائها عديد المشاكل التي تضر بمستقبل البلاد. وشدد على ضرورة تطبيق اتفاقية «اليونسكو» لمكافحة اشكال الميز في التعليم كما طالب نائب بالمجلس الوطني التأسيسي عن حركة «النهضة» بتعريب التعليم كي يكون مدخلا حضاريا ناطقا باللغة العربية الأمّ وقادرا على الابداع في مجالي العلم والتكنولوجيا وانتاج منظومة قادرة على تأسيس لمجتمع مدني مبني اساسا على قيم المواطنة والحرية والديمقراطية. وأوضح ان تعريب التعليم هو البديل للنهوض بمستقبل البلاد مشددا على ضرورة التحلي بالهوية العربية الاسلامية من أجل تأسيس عقل عربي منفتح على كل الحضارات الاخرى. مروى الساحلي