شنّ نشطاء جزائريون ورواد مواقع التواصل الاجتماعي حملة شرسة على نورية بن غبريط رمعون وزيرة التربية الوطنية في الجزائر التي عيّنها الرئيس بوتفليقة ضمن التشكيلة الوزارية الجديدة التي يقودها عبد المالك سلال وأثار اسم الوزيرة الجديدة جدلا سياسيا وإعلاميا كبيرا، على خلفية نسبها إلى عائلة يهودية قديمة استوطنت الجزائر منذ عقود خلت، وكانت تعيش في منطقة تلمسان على الحدود بين الجزائر والمغرب. وواجهت الوزيرة الجديدة انتقادات حادّة، تعرضت لأصولها اليهودية حسب زعم المنتقدين، وانخرطت في هذه الانتقادات أحزاب وشخصيات سياسية. وأخذ الجدل عن نسب وهوية الوزيرة بعدا سياسيا؛ حيث أصدرت حركة «النهضة» الإسلامية بيانا، انتقدت فيه إسناد وزارة ذات صلة بالهوية الوطنية، إلى «شخصية مشكوك في انتمائها»، على حدّ نص البيان. وقال بيان للحركة: «إن إسناد دوائر وزارية مهمة لها علاقة ببناء الهوية الوطنية لشخصيات مجهولة الوجهة السياسية ينذر بمخاطر ومخاوف على مستقبل الناشئة الجزائرية تربويا وثقافيا وتعليميا». من جهته انتقد رئيس حركة «الصحوة» السلفية غير المعتمدة زيرواي حمداش، التعيين وقال: «إن جبهة الصحوة الإسلامية تستنكر بشدّة تنصيب نورية بن غبريط على رأس وزارة التعليم، وتندد بهذا التصرف الخطير، وتحمّل الرئيس بوتفليقة ودوائره مسؤولية هذا القرار المخالف لعقيدة الشعب الجزائري، ومغامرة بالأجيال ومخاطره بمستقبل التلاميذ والطلبة وقطاع التربية». ولم يصدر أي تصريح من الوزيرة لتوضيح هذه المسألة، لكن باحثا متخصصا في قضايا يهود الجزائر نفى أن يكون اسم «بن غبريط» يعود إلى أصول يهودية، وقدم تفسيرا تاريخيا لهذا اللقب.