أحبّ الغناء منذ سنّ السّابعة وسعى إلى تنمية موهبته بدراسته للموسيقى حيث أصرّ بعد نجاحه في الباكالوريا على دخول المعهد العالي للموسيقى وتحصّل على الإجازة في تقنيات الصّوت.. يفضّل صعود سلّم الشّهرة بخطوات بطيئة لكنّها ثابتة ولا يحبّذ سياسة حرق المراحل التي تصنع شهرة زائفة على حدّ تعبيره..إنّه الفنّان الشابّ رامي بن عثمان المقيم بالولايات المتحدة الأمريكيّة الذي تحدّثنا إليه عن تجربته هناك وعن المهرجان العربي الأمريكي ومواضيع أخرى فكان الحوار التالي: لو تحدّثنا عن بدايتك؟ بدأت الغناء منذ سنّ السّابعة حيث كنت أغنّي في النوادي التابعة للمدرسة وبعد ذلك دخلت نادي الموسيقى لأنمّي موهبتي، وفي سنّ العاشرة شاركت في برنامج للمواهب الصّغار تحت إشراف عزالدّين العياشي وكان يبثّ كلّ يوم أحد على الوطنيّة الثانية ،وبعد حصولي على الباكالوريا دخلت المعهد العالي للموسيقى وتحصّلت على الإجازة في تقنيات الصّوت ومن ثمّ جاءت مشاركتي في برنامج اكتشاف المواهب «خلّيك معانا» الذي كان يبث السّنة الماضية على القناة الوطنيّة الثانية ويترأس لجنة تحكيمه الفنّان عدنان الشواشي وحصدت المرتبة الأولى بعد أشهر من العمل والمثابرة . وكيف كانت التجربة في برنامج « خليك معانا»؟ هذا البرنامج دام حوالي سنة كاملة وشارك فيه أكثر من 90 متسابقا وكان بالنسبة لي تجربة جيّدة تعلّمت من خلالها العديد من الأشياء ومن بينها كيفيّة التعامل مع الكاميرا. وماذا استفدت من أعضاء لجنة التحكيم ؟ لجنة التحكيم كانت متكوّنة من عدنان الشواشي وسمير العقربي والممثلة جميلة الشيحي.. وتساءل الكثير حينها عن وجود الممثلة جميلة الشيحي ضمن لجنة تحكيم برنامج موسيقي لكنّي أعتبر ان وجودها كان مهمّا إذ كانت تهتمّ بالحضور الرّكحي للمتسابق وشخصيّا استفدت كثيرا منها. أمّا الفنّان عدنان الشواشي فهو قيمة موسيقيّة كبيرة وله أذن موسيقيّة مميّزة وعلاقتي به طيّبة إلى حدّ اليوم وسمير العقربي كانت له ملاحظات دقيقة وكثيرا ما كان يلومني على نوعيّة الأغاني التي كنت أختارها ويطلب منّي أن أختار أغاني بسيطة لكنّي واصلت في نوعيّة معيّنة من الأغاني والتي اعتبرتها تحدّيا بالنسبة لي كأغنية « جبّار» وأغنية « قارئة الفنجان» التي تحصّلت بها على اللّقب. هل توقعت تتويجك باللّقب؟ في الحقيقة لم أكن أتوقّع ذلك خاصّة في بداية البرنامج حيث كان عدد المتسابقين كبيرا وكانت المنافسة شديدة. ماذا أضافت لك هذه التجربة؟ في تونس لم تضف لي شيئا بما أنّي غادرتها فور حصولي على اللّقب لكن في أمريكا أضافت لي الكثير إذ لولا تتويجي في البرنامج لما تمكّنت من الغناء مع عدد هامّ من الفنّانين العرب الذين يزورون أمريكا باستمرار على غرار حاتم العراقي وبشّار القيسي وروني سامي وفادي اندراوس، وأعتبر أنّ مشاركتي في برنامج « خليك معانا» هي التي فتحت لي الآفاق في أمريكا. كنت ستشارك في برنامج اكتشاف المواهب « ستار أكاديمي»، فلو تحدّثنا عن ذلك؟ شاركت في «ستار أكاديمي 9» لكن اندلعت ثورات الربّيع العربي وتأجّل البرنامج وبعد ذلك انسحبت مديرة الأكاديميّة رولا سعد منه وأصبح يشرف عليه أشخاص آخرون تخلّوا عن المتسابقين الذين تمّ اختيارهم في البداية وقاموا باختبارات أخرى اختاروا على أساسها متسابقين جدد. ألم تفكّر في المشاركة في برامج أخرى للهواة كالتي تبثّ على مختلف القنوات العربيّة؟ في الحقيقة فكّرت لكن لم تصادف الفرصة ولم يسمح لي الوقت بذلك إذ تخرّجت من المعهد العالي للموسيقي وسرعان ما التحقت ببرنامج « خليك معانا» ثمّ سافرت إلى أمريكا. وما هو رأيك في هذه النوعيّة من البرامج التي انتشرت بكثرة في الأعوام الأخيرة ؟ بصراحة أنا أفضّل المشاركة في برنامج محلّي على المشاركة في برنامج عربي إذ أودّ أن أتسلّق سلّم النجوميّة بخطوات بطيئة وثابتة ولا أحبّذ سياسة حرق المراحل، وأرى أنّ هذه البرامج تساهم في شهرة الفنّان لمدّة ثم يختفي كما أنّ تكوينه عادة ما يكون ناقصا لأني ارى انه على الموسيقي أن يتلقّى تكوينا لأطول فترة ممكنة والبقاء للذّي يعتمد على الخطوات الثابتة ..ومن جهة أخرى أنا أؤمن بالفريق الذي يساهم في نجاح الفنّان وليس بالبرنامج الذي يصنع الفنّان وأعتقد أنّ الله لم يرغب أن أشارك في هذه النوعيّة من البرامج حتّى لا أحصل على شهرة لفترة معيّنة ثمّ أختفي لأنّ هذه البرامج حسب رأيي تصنع شهرة زائفة وفيها استغلال تامّ للمتسابقين حتّى بعد خروجهم منها إذ هناك عقود تفرض عليهم عدّة شروط. لماذا اخترت السّفر والاستقرار بالولايات المتّحدة الأمريكية؟ في الحقيقة سافرت إلى أمريكا في البداية للسّياحة ثمّ تلقّيت بعض الاقتراحات من أكبر المطاعم التي تنظم عروضا فنيّة كبرى والتي يغنّي فيها أشهر الفنّانين العرب على غرار راغب علامة ووائل جسّار، ومن هنا فكّرت في الاستقرار بأمريكا وتزوّجت بفنّانة برازيليّة..ولاحظت هنا أنّ المنافسة كبيرة بالنسبة للفنّانين الغربيّين لكن الفرص كبيرة بالنّسبة للفنّانين العرب أكثر من لبنان أومصر أوغيرها من الدّول العربيّة الأخرى، كما تعدّ الفضاء الأمثل للفنّان لبناء مسيرته الفنيّة إذ هناك العديد من العروض والموسيقيّين بالإضافة إلى أنّ الفنّانين العرب لهم قيمة كبيرة في أمريكا وشخصيّا لم أكن أتوقّع ذلك. سمعنا أنّك ستشارك في المهرجان العربي – الأمريكي ب«سان دييغو»، فلو تحدّثنا عن هذا المهرجان ؟ سينتظم هذا المهرجان يومي 17 و18 ماي الجاري وسيشارك فيه حوالي 38 فنّانا و4 فرق رقص وكذلك الرّاقصة البرازيليّة التي فازت في برنامج « هزّي يا نواعم» الذي كان يعرض على قناة « آل بي سي» اللبنانيّة وعازف «السكسفون» المعروف حميد البدري.. هذا المهرجان كبير وينظّم كلّ عام في مدينتين مختلفتين في « سان دييغو» حيث يقترح المستمعون الفنّانين الذين يشاركون في المهرجان..في الحقيقة لم أكن أتوقّع مشاركتي فيه بما أنّي مقيم منذ فترة قصيرة هنا لكن الحمد لله التحقت بالمشاركين وسأعمل على تقديم صورة جيّدة للفنّان التونسيبأمريكا لأنّه لا يوجد فنّانين تونسيّين هناك فأغلبهم عراقيّين ولبنانيّين وسوريّين ومصريّين. وماهي علاقتك ببقية الفنّانين العرب هناك؟ علاقة طيّبة عموما. ما هو جديدك ؟ أنا بصدد التحضير لألبوم جديد بعنوان « نحن» وهناك «ديو» سيجمعني بزوجتي والألبوم سيكون باللّغتين العربيّة والانقليزية ، وسيتمّ تصوير أغنيتين على طريقة الفيديوكليب.