عبر امس ناجي جلول المؤرخ و الاستاذ الجامعي عن تخوفه من بعض الدعوات الصهيونية التي تريد ترحيل يهود جربة الى دولة الكيان الصهيوني بتعلة تردي الاوضاع الاجتماعية و عدم الاستقرار الامني مشيرا الى ان هناك رغبة قوية لبعض اليهود التونسيين الذين يعيشون بفرنسا للعودة الى بلدهم الاصلي تونس. و اضاف جلول في كلمة القاها في ندوة صحفية نظمتها جمعية" فورزا تونس "تحت عنوان "اليهود في تونس : بين الموجود و المنشود " انه ان الاوان لفتح ملف اليهود الحاملين للجنسية التونسية القاطنين بتونس لاسيما انهم جزء لا يتجزء من الشعب خاصة بعد تتكرر عمليات الاعتداء على هذه الاقلية من قبل بعض الاطراف المتطرفة . وقال جلول انه و من خلال تجربته الخاصة في التعليم الجامعي لاحظ وجود عديد المحوار و البرامج التعليمية المقدمة على طاولة الدرس تحمل مواضيع "سب و شتم " للجالية اليهودية مشيرا الى و جود خلط كبير لدى الطبقة السياسية يبن مفهومي الغرب و اليهودية . واعتبر" جلول " انه في حال تطبيق القانون بحذافيره سيتم محاكمة اكثر من 50 بالمائة ممن يدعون في خطاباتهم الدينية الى التطرف و اقصاء الاخر مشيرا الى وجود صعوبة كبيرة في اثارة موضوع الاقليات اليهودية و الابظية في تونس . و استغرب ناجي جلول من عدم تقلد التونسيين ذوي الاصول اليهودية لمناصب في البلاد قائلا: "اسمعتم يوما بتونسي من اصل يهودي يعمل قاضيا او وزيرا او مستشار ؟" و اوضح جلول ان تاريخ اليهود في تونس ضارب في القدم و يعود الى العهد البوني و الروماني معتبرا ان تونس كانت احد معاقل المسيحية و هو ما مهد لوجود اليهود في تونس على تعبيره . العصر الذهبي لليهود و بين جلول ان العصر الذهبي لليهودية في تونس تزامن مع العهد الفاطمي مشيرا الى ان مراكز ثقل اليهودية كان في قابس و القيروان و تونس و جربة و الحامة و قفصة . و قال جلول ان بعض المناطق التونسية شهدت استقرار "يهود بدو" كانو يعيشون تحت الخيام تواصل تواجدهم الى فترة متاخرة من التاريخ المعاصر وهو ما يبين حسب رايه ان اليهود في تونس كانو عنصرا حضريا كسائر مكونات المجتمع . يهودي يتراس القيروان و ذكر جلول بان رئيس اليهود في القيروان كان يسمى "الناجد" و يمتلك صلاحيات سياسية فضلا عن امتلاكه لحي و سوق خاص و صندوق خيري و عدد من الموسسات الاخرى الخاصة باليهود في مدينة القيروان الانذاك . و اضاف جلول ان الاقليات اليهودية كانت تعيش في السابق بكل اريحية مع المسلمين في كنف الاحترام و التقدير مشيرا الى ان عددا من المورخين الكبار ذكروا في كتبهم عن الاشعاع اليهودي في تونس من خلال انشطتهم التجارية و تحكمهم في الاقتصاد . و اشار جلول الى ان الحقبة الفاطمية في تاريخ تونس تميزت بتركيز اكبر مؤسسة طبية و هي "المدرسة الطبية القيروانية " معتبرا ان اللافت للانتباه هو ترأس يهوديين لهذه المدرسة احدهما تتلمذ على يده الطبيب المعروف ابن الجزار و هو ما يعكس بحسب رايه العلاقة التكاملية انذاك بين الاقلية اليهودية في تونس و المسلميين التونسيين . يداية اضطهاد اليهود و اعتبر جلول بداية عهد اظطهاد اليهود في العالم الاسلامي انطلق من المملكة المغربية نتيجة لصعود اهل السنة للسلطة و سيطرتهم على دواليب الحكم مشيرا الى ان ابن خلدون لاحظ بمرارة في كتابه "المقدمة" تدني ظروف معتنقي اليهودية . لابد من فتح هذا الملف من جانبه قال سهيل بيوض رئيس جمعية فورزا تونس ان تكرر نشر الفرقة و الفتنة من قبل بعض الاطراف دفعتنا الى فتح هذا الملف الذي وصفه بالساخن مشيرا الى انه حان الوقت لفتح ملف الاقلية اليهودية التونسية و اجراء نقاشات مع هذه الطائفة الحاملة للجنسية التونسية قصد الاستماع الى مشاغلهم و تطلعاتهم . و عبر بيوض عن تخوفه ركوب بعض التيارات السياسية عن هذا الموضوع و الدخولب في متاجرة بهذه القضية معتبرا ان تكرر الاعتداء على الاقلية اليهودية الحاملة للجنسية التونسية يعتبر اعتداء على تاريخ تونس الذي يعتبر ملتقا للحضارات و التفاعل الايجابي بين الاديان على حجد تعبيره . *ناجح بن جدو