من جديد تطفو مشكلة تراكم النفايات في جزيرة جربة وخاصة في المنطقة البلدية التابعة لحومة السوق .ففي كل ركن أو شارع اصبح المرء يرى اكداسا وانواعا واشكالا من الفضلات المنزلية المتراكمة وحاويات ملآنة وفاضت بما تحويه مما جعلها مرتعا للحشرات والقطط وحتى الكلاب السائبة في بعض الأماكن الى جانب ما ينتج عن ذلك من روائح تزكم الأنوف. والسبب في ذلك غياب مصبات رسمية للفضلات خاصة في منطقة حومة السوق بعد اغلاق المصب العشوائي بمليتة علما ان بعض أهالي مليتة طالبوا باغلاق المصبّ نظرا لوجود مشكل عقاري باعتبار انه موجود فوق منطقة تسمى «أرض الروس» التي تعود ملكيتها لاهالي مليتة وليست للبلدية. الى جانب انه لا يستجيب للمواصفات المطلوبة وأصبح يمثل خطرا بيئيا نظرا لوجوده على مسافة قريبة جدا من البحر حسب رأيهم. وللتذكير فان مصب النفايات المخصص لكامل الجزيرة كان موجودا بمنطقة قلالة وقد وقع اغلاقه نهائيا بعد أحداث قلالة يوم 6 أكتوبر 2012 حيث طالب اهالي قلالة باغلاقه نظرا لوجود اخلالات بيئية وصحية من طرف الشركة المشرفة عليه. وأمام هذا الوضع بدأت الجمعيات بجزيرة جربة بالتحرك بعد عجز السلط المحلية عن ايجاد الحلول .وآخر هذه التحركات هو الاجتماع الذي نظمته «جمعية نبض الجزيرة» بحضور عدد من الجمعيات في مختلف الاصناف .ووقع اصدار بيان أدان تلكأ السلطات المحلية والجهوية وخاصة والي مدنين في ايجاد حلول عاجلة لهذه المعضلة وانشاء خلية ازمة لتقرير التحركات المستقبلية .كما ان بعض الحاضرين في هذا الاجتماع دعا الى التصعيد وشن اضراب عام نظرا لتجاهل السلطات الجهوية لمطلب اهالي الجزيرة وحقهم المشروع في المصب الجهوي «بوحامد». كما انعقد اجتماع ببلدية حومة السوق في نفس اليوم للنظر في مسألة غلق المصب العشوائي بمليتة وتراكم النفايات بحومة السوق..وقد صدر بيان في هذا الشأن وقعت المطالبة فيه بتسوية المشكلة العقارية لمصب مليتة واثبات ملكية الارض لاهالي مليتة ومطالبة وزير الداخلية بالاسراع في استكمال مراحل انجاز مشروع مركز تثمين النفايات ودعوة كافة اطراف المجتمع المدني للبحث عن حلول عاجلة. وللتذكير فان ولاية مدنين تحتوي على مصب نفايات بمنطقة «بوحامد» وهو المصب الجهوي للولاية ومن المفروض أن يكون لكلّ معتمديات مدنين الحق قانونا في رمي فضلاتها فيه. وجزيرة جربة تابعة لولاية مدنين وأكثرها سكانا لكنها محرومة منه لاسباب كثيرة أهمها كما ذكر الوالي السابق : رفض بعض أهالي منطقة « الغرابات» مرور شاحنات النفايات من منطقتهم ورفض أهالي بوحامد لنفايات جربة نظرا لان نفايات الجزيرة كثيرة وكبيرة ..؟؟؟؟؟ وفي انتظار الحلول تغرق جزيرة جربة شيئا فشيئا في الفضلات «والزبلة» رغم اقتراب موسم سياحي يرى الجميع أنه سيكون «ناجحا» فهل ستستقبل جربة السياح بالفضلات والاوساخ والروائح والحشرات ؟؟؟؟؟؟ سؤال يحتاج الى اجابات عاجلة أو على الأصح الى حلول عاجلة.