ختم احد قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائية بسوسة أبحاثه في جريمة سرقة تورط فيها شاب استغل ثقة قريبه في شخصه وسلبه 8 آلاف دينار. وستنظر المحكمة في ملف هذه القضية في منتصف شهر جوان . وبالعودة الى تفاصيل هذه القضية التي تعود الى شهر ديسمبر 2013 يتضح ان الجاني وهو قريب المتضرر التمس منه ايواءه بمنزله لفترة قصيرة حتى يتمكن من الحصول على مورد رزق قار فلم يمانع لأنه يعرف جيدا اخلاق الجاني. وفعلا اكرم وفادته وعامله على انه ابن له وكذلك زوجته التي كانت تشفق لحاله ويرق قلبها للوضع المادي لأسرته. وبعد حوالي اسبوعين تمكن الجاني من الحصول على عمل بإحدى الشركات وما ان تحصل على جرايته حتى اعلم قريبه انه سينتقل للعيش مع بعض العاملين معه بمنزل قريب من محل سكناه وان مساهمته في معلوم الكراء ستكون بسيطة. ورغم الحاح قريبه عليه بالبقاء الا انه اصرّ على موقفه فلم يرغب قريبه في منعه من تحقيق استقلاليته الا انه اوصاه بعدم التردد اذ ما احتاج شيئا ما. وبعد فترة غادر المتضرر منزله لزيارة والدته هو وبقية افراد الاسرة وعند عودته الى المنزل لم يكتشف في بداية الأمر السرقة لكن ليلا عندما فتح الخزانة اكتشف غياب الاموال التي احكم اخفاءها بين طيات ملابسه والمقدرة ب 8 آلاف دينار وهي اموال كان يدخرها لشراء سيارة فاستغرب الأمر خاصة أن المنزل لا يحتوي على اثار خلع فضلا على ان كل محتوياته كانت على هيئتها العادية فخامرته الشكوك ووجه مباشرة اصابع الاتهام الى قريبه خاصة بعد ان اكدت له زوجته انه لا علم لها بالأموال فتأكد انه تعرض للسرقة وتقدم بشكاية الى السلط الامنية اورد ضمنها تفاصيل ما تعرض له ووجه اتهاماته الى قريبه الذي اقام معه منذ فترة ,فتم القاء القبض على هذا الاخير. وباستنطاقه انكر ما نسب اليه وافاد انه غادر منزل قريبه منذ ما يناهز شهرين وانه كان يتصل به هاتفيا ولم يزره منذ ان غادر المكان مما يؤكد ان التهمة باطلة في حقه غير انه بتفتيش منزله عثر على مبلغ ألفي دينار. وباستفساره عن مصدرها اكد انها جرايته لشهرين متتالين وهو أمر ثبت زيفه لأنه يتقاضى 400دينار وانه لا يمكنه ان يجمع هذا المبلغ في ظرف شهرين ونيف. وبمواجهته بذلك تراجع في اقواله واعترف انه هو الذي قام بسرقة منزل قريبه بعد ان علم بزيارة والدته بمعية عائلته وبحكم انه يملك نسخة من المفاتيح فقد قام بفتح الباب ثم شرع في البحث في ارجاء المنزل عما خف حمله وارتفع ثمنه الى ان وجد ضالته في غرفة النوم اذ عندما فتح الخزانة التي كان مفتاحها مثبتا بها عثر بين ثنايا الثياب على 8 ملايين وضعها بين طيات الثياب وغادر المكان دون ان ينتبه اليه اي من الاجوار مشيرا الى انه ارسل الف دينار لأسرته فيما انفق جانبا من المبلغ في شراء بعض الملابس واخفى ما يناهز 4 آلاف دينار بدفتر حساب بريدي وترك الفي دينار بالمنزل. وقد افاد المتهم ان الطمع جره الى ارتكاب هذه الجريمة لأنه رغب في تحسين ظروفه المادية وكذلك ظروف اسرته لكنه لم يتصور ان يتم التفطن اليه خاصة انه لا توجد اثار خلع بالمنزل. وقد طلب من قريبه الصفح لأنه قابل احسانه بالإساءة واعرب عن استعداده لإرجاع الاموال التي اختلسها. وباستشارة النيابة العمومية اذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه من اجل ما نسب اليه. وقد تمسك المتهم بأقواله في جميع مراحل التحقيق وأجريت مكافحة بين الشاكي والمشتكى به تمسك خلالها كل طرف بأقواله وقد تقدم المتضرر بكتب اسقاط في حق قريبه وبعد ختم الابحاث وجهت اليه تهمة السرقة الموصوفة وستكون هذه القضية محل نظر احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بسوسة في منتصف شهر جوان .