يبدو أن القضية بين محمد الغربي ومحمود الغربي لن تنتهي بصفة ودية حيث تداخلت عناصر جديدة والقضية أصبحت أكثر تعقيدا بما أن رئيس الودادية الوطنية دخل على الخط والقضاء قد يكون الفيصل بين مختلف الأطراف. أصل الحكاية أنه في شهر مارس الماضي نظم فرع تونس لودادية الحكام ملتقى ترفيهيا لفائدة عائلات الحكام بمدينة الحمامات وقد اوكلت مهمة التنظيم لمحمد الغربي شهر «عجاجة» وبعد ذلك طالب محمود الغربي رئيس فرع ودادية تونس محمد الغربي بتسليمه الأموال التي قام بجمعها لدى المشاركين والتي قدٌرها بحوالي ثلاثة آلاف دينارا ولكن « عجاجة» رفض ذلك على خلفية مطالبته بمنابه من الربح حيث يقول محمد الغربي إنه تم الترفيع في معلوم المشاركة ب8 دنانير عن كل مشارك مقارنة بالسعر المتفق عليه مع الفندق إضافة لتدبره من رئيس الجامعة منحة بألفي دينار ودفع سامي دربال مبلغ 500 دينار بما أنه تم تنظيم دورة في كرة القدم تحمل اسم المرحوم والده محمد دربال أي أن المنظمين كسبوا أموالا كثيرة وراء العملية وحسب محمد الغربي فإن محمود ينوي الانتفاع لوحده بالمرابيح ولن تدخل خزينة الودادية وبالتالي فإنه يطالب بنصيبه من الربح. بالمقابل استشهد محمود الغربي بفواتير تفيد أن الملتقى لم يكسب ماديا بل بالعكس فإنه مطالب بدفع مبلغ أكثر مما تم جمعه من المشاركين وبما أنه سدد صكوكا لفائدة النزل فإنه يطالب بالأموال التي استخلصها محمد وهذا الأخير لا ينكر استخلاصه لمبالغ مالية ويؤكد أنه لن يسلمها لمحمود الغربي ولا للودادية الوطنية وإنما سيؤمنها بالخزينة العامة لتدخل حساب فرع تونس. الإشكال إذن يبدو شخصيا بين طرفين اتفقا في البداية على تنظيم ملتقى ثم اختلفا على اقتسام المرابيح وبدأ كل طرف يكيل التهم للآخر فأخذت القضية منحى آخر حيث قام محمود الغربي بالاستنجاد بمحام ليتولى رفع قضية عدلية وقد اختار من المحامين عمر فاروق الغربي – العضو الجامعي السابق – وهكذا لن تخرج القضية عن «العائلة» وقد أرسل عمر فاروق الغربي مكتوبا لمحمد يطالبه باسترجاع مبلغ 3000 دينار استخلصه كإعانات لفائدة الودادية دون أن يكلفه أحد بذلك وختم الأستاذ الغربي رسالته بالقولة الشهيرة : «ومن أنذر فقد أعذر» وقد أمهله مدة خمسة أيام لتسليم الأموال من تاريخ 19 ماي الماضي وإلا فإنه سيرفع ضده قضية عدلية. هذا من الناحية الجزائية, أما من الناحية الرياضية فقد اتخذت الهيئة الوطنية لودادية الحكام في اجتماعها بصفاقس- والذي حضره حسين أولاد أحمد وفتحي بن سالم وأحمد البعطي وخالد بن نجيمة وسمير الهمامي وعبد الجليل بلحاج علي – قرارا بشطب محمد الغربي من كل نشاط بالودادية سواء الوطنية أو الفروع وإلزامه بإرجاع المبلغ المالي الذي جمعه حتى يتجنب التتبعات العدلية والتشهير به لدى كل الهياكل الرياضية حتى لا يقع التعامل معه في المستقبل. وعن هذه القرارات يقول «عجاجة» إنها لا تعنيه بما أنه لم يعد منخرطا بالودادية منذ 2010 وانه تم تزوير انخراطه للسنوات الأخيرة كما ذكر أنه يعد ملفا كاملا للتجاوزات المالية الحاصلة في ملتقى سوسة خلال شهر ديسمبر وأنه سيكشف عدة خروقات. بالمقابل يصر على عدم تسليمه الأموال التي بحوزته لمحمود الغربي ولا لحسين أولاد أحمد. هذه إذن آخر المعطيات حول قضية ملتقى الحمامات الأخير والخلاف المالي بين محمود ومحمد الغربي والذي تطور ليصل للمحاكم. فعلى ماذا يتصارع «الغربيان» ؟ المال؟ لعن الله المال ! وفي النهاية فإن ما يرسخ في الذهن هو كلمات: ودادية وحكام وملتقى.