كما هو معلوم اجتاز تلاميذ الباكالوريا بمختلف شعبهم اختبارات مادة الفلسفة وهي مادة اساسية لشعبة الآداب(ضارب 4)وثانوية لبقية الشعب(ضارب 1). وبين متفائل بنتيجة الامتحان وممتعض من المواضيع الواردة بنص الاختبار وبين مستتنكر لغياب «الدولة» ومتشائم من حضور «النمذجة» اختلفت إجابات تلاميذ معهد باب الخضراء الذين تحدثت إليهم «التونسية» في هذا الريبورتاج. أكد فراس الخرماشي المترشح عن شعبة الآداب صعوبة المواضيع الواردة بنص الاختبار وقال فراس لم افهم عن أيّ شيء يتحدث الموضوع رقم واحد وهو الموضوع التالي : «بأي معنى يمكن ان تعتبر الانساني مهمة». وأشار فراس الى انه فضل ان يتناول النص عوضا عن الموضوعين لانه اقل تعقيدا حسب رأيه واضاف: كنت أتوقع موضوعا عن الدولة أو الأخلاق أو العمل أو الفن وأردف: حتى النص الذي تناول موضوع الاخلاق والسعادة لم يكن يسيرا وختم كلامه قائلا: «عوّجونا برشة وربي يستر». من جهتها أكدت صابرين بالرّيش (باكالوريا آداب) صعوبة امتحان الفلسفة قائلة: الموضوع الأول شامل ويمكن أن يكون ملخصا لبرنامج الفلسفة ككل مشيرة الى انه معقد وغير مفهوم وغير مشكول أيضا. وبخصوص الشكل قالت صابرين من المفترض ان تتم قراءة المواضيع من قبل استاذ المادة حتى تكون واضحة واضافت: «انتظرنا الأستاذ ولكنه لم يأت ومر الوقت ولم يحضر» وأردفت «هناك من غادر القاعة دون ان يكتب شيئا وهناك من استقبل الموضوع الاول بالبكاء» قائلة إنّها فضّلت موضوعا عن «الاخلاق» عوضا عن النص واستنكرت ورود الموضوع الثاني الذي يتناول «النمذجة» مشيرة الى أن تلك المسألة تهم شعبة العلوم اكثر من شعبة الآداب. أمّا مروى بوشعور فقد قالت: «لم نكن نتوقع موضوعا عن النمذجة» مشيرة الى ان الموضوع الاول معقد وصعب الفهم وليس في متناول التلميذ المتوسط واكدت على انه مثل عقدة لكل تلاميذ الباكالوريا آداب. وأضافت مروى أنه يمكن للتلميذ الذي يمتلك منهجية جيّدة ان يتعامل مع النص بسهولة مشيرة الى انها اختارت النص بالرغم من انها لم تتعامل مع النصوص طيلة السنة . من جهتها اكدت وجدان الفتيتي تلميذة الباكالوريا المتميزة انها اختارت النص الذي اعتبرته ملاذا لكل المترشحين .وقالت وجدان «عوجونا» مشيرة الى ان الاساتذة لم يهيّؤوهم لمحور النمذجة وأضافت: «لم ندرس هذه المسألة سوى ساعتين ومن الطاف الله ان النص تناول مسألة الأخلاق» وتساءلت عن مصيرهم لو لم يرد النص على تلك الشاكلة. مواضيع في المتناول اكدت ايمان عمامو مترشحة عن شعبة الاعلامية ان مواضيع الفلسفة في شعبتها كانت في المتناول وقالت إنه بإمكان التلميذ العادي أن يحلّ المواضيع بسهولة مشيرة الى ان موضوع الخصوصية والكونية غير معقد مؤكدة على سهولة المواضيع مقارنة بالسنة الفارطة . واضافت ايمان ان كل التلاميذ ركزوا عند المراجعة على محور «الدولة» وكانوا ينتظرون موضوعا عن المحور المذكور لكن ورقة الامتحان فاجأتهم بنصّ عن الدولة في بعض الشعب العلمية وبغيابها تماما عن شعبة الآداب. من جهتها أكدت أستاذة مادة الفن التشكيلي التي راقبت تلاميذ شعبة الاقتصاد والتصرف ان المترشحين ركزوا على محور الدولة لكن المواضيع المطروحة لم تتناول ذلك المحور مشيرة الى ان الفلسفة كانت في المتناول بالنسبة لشعبة الاقتصاد والتصرف. فيما أشارت ملكة تلميذة العلوم التجريبية الى ان اختبار الفلسفة كان في المتناول مؤكدة على أنها راجعت جيدا محور الاخلاق وأنّها تناولت الموضوع الذي يندرج ضمن المحور المذكور. الأولياء في الموعد اكدت السيدة منية الثعالبي والدة التلميذة وجدان انها وفرت الجو الملائم لابنتها من اجل ان تكون متفوقة مشيرة الى ان ابنتها صاحبة الرتبة الاولى في القسم .ولم تستبعد السيدة منية ان يحمل امتحان الفلسفة في شعبة الآداب بعض المفاجآت وقالت «عوجوهم شوية» واضافت: انا ايضا درست الباكالوريا آداب وأعرف أن تلك الشعبة لها خصوصيتها وانصح المترشحين بأن يبتعدوا عن النقاشات وبأن ينسوا مواضيع اليوم ويفكروا بمواضيع الغد». من جهتها اكدت والدة خلود المسيني تلميذة شعبة الاعلامية انها متفائلة بخصوص مستقبل ابنتها خاصة أنها حاصلة على معدل 14 من عشرين في الباكالوريا البيضاء ولها معدل سنوي ممتاز على حد قولها .واضافت : غادرت ابنتي قاعة الامتحان وهي فرحة لأن مواضيع الامتحان كانت من ضمن المحاور التي ركزت عليها اثناء المراجعة. وأردفت: «أنا حاصلة على الباكالوريا واعرف مدى الضغط الذي يسلط على التلميذ لذلك تركت لابنتي كامل حريتها ولم اتدخل في شؤونها واقتصرت مهمتي على تزويدها بالمال او شراء بعض الكتب والمراجع». وأشارت الى ان ابنتها كانت تتغيب عنها لبضعة ايام بحكم المراجعة مع زميلاتها وانها متفهمة لخصوصية امتحان الباكالوريا . راضية القيزاني