تمثل التمور احدى ثوابت المائدة الرمضانية للعائلة التونسية وربما للعائلة المسلمة اطلاقا ليس بحكم العادة فحسب وانما كذلك اقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولذلك فان الاهتمام بتوفر هذه الغلة المباركة في الاسواق وباسعارها ظل دائما مشغلا رئيسا في اهتمامات التونسي والمسلم عموما. لهذا السبب توجهت جريدة الشروق الى مكتب السيد المدير الجهوي للتجارة بقبلي لنسأله عن مدى توفر التمور في الاسواق التونسية خلال شهر رمضان فامدنا بجملة من التوضيحات اهمها ان تقديرات ادارة التجارة بقبلي تؤكد توفر كميات مهمة من دقلة النور المخزنة بمخازن ابناء المنطقة وهي كمية تفوق مثيلتها في السنة الفارطة كما اشار السيد المدير الجهوي الى ان تخزين التمور لم يعد مقتصرا على مخازن ابناء المناطق المنتجة للتمور واهمها قبلي ثم توزر ولكن كل المخازن المنتشرة على كامل الجمهورية تتوفر اليوم على مخزونات متفاوتة من التمور تروج خلال شهر رمضان ولهذا السبب يعود حسب نفس المصدر تراجع اسعار التمور على مستوى المخازن مقارنة باسعار السنة الفارطة التى كان معدلها في حدود الثلاثة دنانير في حين يتراوح معدل السعر هذه السنة بين دينارين ومائتي مليم ودينارين وخمسمائة مليم وهي معطيات تبشر مبدئيا بامكانية اتاحة الافطار على حبات التمر حسب السنة النبوية للتونسيين عموما اما عن ابناء المنطقة فان التمر البدري مثل العماري بدات تظهر بشائره فبامكان المتجول في الواحة هذه الايام ملاحظة تناثر حبات «البسر» الصفراء في عراجين نخيل العماري وبعد برهة ستلتحق بالركب نخلات القصبي والهيسة والمالطي وهي انواع من التمور الرطبة فائقة الجودة واللذة والتي لم تجد للاسف الى يوم الناس هذا المسالك الملائمة للتوزيع والترويج خارج حدود المنطقة ليتمتع بها كل التونسيين خاصة في مثل هذه السنوات التي لا يتناسب نضج تمور دقلة النور مع بداية شهر رمضان ولكن مع ذلك يمكن ان نلاحظ خلال حديثنا مع السيد المدير الجهوي للتجارة غياب الاحصائيات الدقيقة للكميات المتوفرة في مخازن التمور على المستوى الوطني وغياب برامج تحسيس او تكوين لترويج انواع الرطب المتوفرة بالواحات داخل البلاد ولم لا خارجها وهي روافد تنموية لو تم التوجه نحوها ستكون قادرة على توفير منافذ اقتصادية للتخلف التنموي بالجهة