راجت أنباء مساء السبت عن تنحية عواز الطرابلسي من على رأس الإدارة الوطنية للتحكيم ولكن صبيحة أمس يبدو أن العاصفة قد هدأت وتمالك رئيس الجامعة نفسه وهدٌأ من روعه وترك «الأمر يستراح» لقادم الأيام حتى يقوم بعملية قيصرية على كامل إدارة التحكيم وفروعها. ويعود سبب غضب وديع الجريء على عواز الطرابلسي إلى تقصيره في القيام بواجبه الإداري مما كاد يتسبب في تشويه سمعة الجامعة التونسية لعجزها عن تبليغ معلومة رغم تطور تقنيات الاتصال والمعلومة تتمثل في تعيين طاقم تحكيم من تونس بقيادة نصر الله الجوادي لإدارة مقابلة في تصفيات أمم إفريقيا بين مصر والسودان (أقل من 17 سنة) والذي دار يوم أمس بالاسكندرية وقد وصل التعيين بصفة رسمية إلى الجامعة من الاتحاد الإفريقي عبر البريد الالكتروني يوم 3 جوان والجامعة أحالته في نفس اليوم على إدارة التحكيم وقد وصلت تذاكر الطائرة يوم 9 جوان وفي غياب الكاتب العام للجامعة وجدي العوادي المتواجد بالبرازيل لحضور أشغال الاتحاد الدولي على هامش كأس العالم تولى معوضه مصطفى الشقمطي إرسال التذاكر بالبريد الالكتروني لإدارة التحكيم ولكن يبدو أن المدير لم يسجل حضوره بمكتبه خلال الأيام الأخيرة ومن ضمن الكاتبات الثلاث بإدارة التحكيم ( لا ندري سبب تشغيل هذا الكم الهائل ) واحدة فقط لها الامتياز لدخول صندوق البريد الالكتروني ومع اطلاعها على المعطيات فإنها لم تحرك ساكنا ولم تقم بإعلام من يهمه الأمر فلا الحكم كان على علم ولا المدير ولا رئيس لجنة التحكيم الذي غالبا ما كان يشكو من عدم اطلاعه على المراسلات فماذا لو عيٌن أحد أفراد الطاقم الذي تحول إلى مصر في الدور ربع النهائي؟ نصرالله الجوادي الذي تدرّب كالعادة مساء الخميس كان خالي الذهن من التعيين ويتساءل العارفون بالشأن التحكيمي خاصة القريبين من القائمة الدولية عن عدم اطلاع الحكم الجوادي على التعيين والحال أن كل حكم دولي له صندوق الكتروني خاص مرتبط بالاتحاد الإفريقي ويتعرف آليا على كل تعييناته غير أن هذا الصندوق مخصص فقط للحكام من صنف «أ» (سليم الجديدي وسعيد الكردي) وصنف «ب» (يوسف السرايري) والبقية تعلمهم الجامعة. مساء الجمعة اتصل الاتحاد المصري برضا كريم ليستفسر عن سبب عدم وصول طاقم التحكيم التونسي بما أن الكاتب العام السابق للجامعة له علاقات كبيرة وطيدة بأغلب الاتحادات في العالم ولكن رضا كريم بدوره لم يكن على علم بالموضوع فاتصل بإيناس اليعقوبي (موظفة سامية بالجامعة) للاستفسار والتي بدورها كانت خالية الذهن فاتصلت برئيس الجامعة لتحيطه علما بالمسألة وتحركت ماكينة الإنقاذ وقامت إيناس بكل ما في وسعها للحفاظ على ماء الوجه فتم استدعاء الطاقم للإقامة بفندق بقمرت على أن يسافر صبيحة السبت عبر باريس للقاهرة ومنها للاسكندرية واتصلت بالاتحاد المصري كي يرسل تعهدا باستقبال الطاقم لتعويض التأشيرة ولكن الطاقم لم يكن لديه الوثيقة من الاتحاد المصري ورفضت السلط الأمنية بالمطار السماح للجوادي ورفاقه (رحومة والحرش وحرّوش) بالمغادرة على أساس أنه لم تكن بحوزتهم تأشيرة فتحولت الانسة اليعقوبي إلى المطار لتمد من يهمه الأمر بالوثيقة التي تثبت تحمل الاتحاد المصري المسؤولية فوقع السماح لهم بامتطاء الطائرة قبل عشر دقائق من موعد إقلاعها. هنا تنتهي كل الحيثيات التي رافقت هذا الاستهتار الإداري وتصوروا كيف سيكون رد فعل الاتحاد الإفريقي لو تأجل اللقاء بسبب غياب الحكم. الآن وقد حصل ما حصل ومع تكرر الهفوات الإدارية بإدارة التحكيم وتأكد عدم التنسيق بين هياكلها رغم وجود فيلق من الكاتبات هل سيبقى المكتب الجامعي متفرّجا كالعادة؟ أ لا يريد الاعتراف أنه أساء الاختيار أم أن وديع الجريء يبحث عن مخرج «مشرف» لعواز الطرابلسي ؟ ألم يتخذ المكتب الجامعي قرارات بإبعاد عدة رؤوس لأسباب أقل خطورة؟ ألم يبعد ناصر كريم ومحمد صالح بن ميلاد ثم الحيبيب ناني وعبد الرزاق الزديري ومراد الدعمي ومحمود حسني؟ أليست الإدارة في حاجة لإدارة تكوين على رأسها عوضا عن حكم سابق ؟ أنسيتم محمد علي بالرزوقة وما قام به من عمل إداري؟ ألم تخلق تونس بالرزوقة آخر؟ لا محالة فإنّ رئيس الجامعة سيعجٌل بإدخال التحويرات الضرورية على رأس قطاع التحكيم وسنعود لهذا الموضوع لاحقا...