قال هشام بن الأمين مهندس ورئيس جمعية الفلاحة المستديمة ل «التونسية» انّ مرض اللفحة النارية أضر بأكثر من 60 بالمائة من التفاحيات بكامل تراب الجمهورية وخاصة الإجاص والسفرجل مشيرا الى ان الأضرار طالت آلاف الهكتارات بمنوبة وبن عروس والقصرين وباجة ...،مؤكدا ان بلادنا قد لا تنتج الإجاص والتفاح لمدة تتراوح ما بين 5 و6 سنوات ،مضيفا ان أغلب المتضررين سيضطرون إلى إقتلاع الأشجار المريضة بالكامل للتخلص نهائيا من هذه الآفة ، وأنه مهما كانت المداواة فإنها لن تنقذ الأشجار التالفة. وكشف بن الأمين انّ الأضرار التي لحقت بالفلاّحين جسيمة للغاية، وان بعضهم أصيب بجلطة دماغية وآخرون بانهيار عصبي بل أن هناك من انتحر لأن الصدمة كانت كبيرة على حدّ تعبيره. وقال انّ الغريب في الأمر انه لا توجد تطمينات كبرى من الدولة للفلاحين وانه تم تقزيم هذه الكارثة ،واعتبر انّ التعويضات المقترحة للتقليع والمقدرة بحوالي ألف دينار في الهكتار الواحد لا تفي بالحاجة وانها لن تسدد قروض وديون الفلاح. وقال محدثنا انّه كفلاح لديه مشروع تضرّر بالكامل بسبب اللفحة النارية مضيفا انه بعد زراعة 3 هكتارات من الإجاص بكلفة 140 ألف دينار تلفت الأشجار بالكامل، وأضاف انه انتظر 3 سنوات ليرى ثمرة مشروعه ولكن عندما أزهرت الأشجار أصابتها هذه الآفة ،مؤكدا انه عاجز عن تسديد قروضه البنكية. وكشف انّه لدينا في تونس إستخبارات فلاحية على غرار الإستخبارات الأمنية وانها موجودة بوزارة الفلاحة ،مؤكدا ان دورها الأساسي هو إستشراف الآفات ومتابعة ما يحدث في العالم من أمراض، وقال انها متقاعسة وانها لم تؤد واجبها وأن الدليل على ذلك حصول مثل هذه الكارثة والخسائر الكبرى التي طالت الفلاحين دون اي تحذير من قبلها، مؤكدا ان هذا المرض ظهر في المغرب سنة 2008 ثم في الجزائر في 2010 وأنه كان من المنتظر ان يصل إلى تونس في غضون سنة او سنتين لأن المسألة مسألة وقت لا غير ولكن الإستخبارات الفلاحية لم تحذّر للأسف الفلاح في تونس وخاصة الفلاحين الشبان الذين بعثوا مشاريع في التفاحيات وقال انه كان بإمكانهم نصحهم ولِمَ لا حثهم على تغيير مجال نشاطهم الزراعي وغراسة أشجار أخرى وحمّل الاستخبارات الفلاحية مسؤولية ما حدث له وللفلاح التونسي بصفة عامة. تقنيات جديدة في البذر وحول جديد الجمعية قال هشام بن الأمين انها قامت بتجربة جديدة شملت مجال وضع البذور وتسمى البذر المباشر وقال انها تتم بواسطة آلة جديدة تباع في البرازيل وألمانيا واستراليا ،مؤكدا انه تم جلب عينات من هذه الآلات الى تونس وذلك بالتعاون مع المعهد الوطني للزراعات الكبرى وان بعض الفلاحين تولّوا تجريبها، وقال انها تساعد على حرث التربة والقيام ب3 عمليات دفعة واحدة عوضا عن 3 مراحل كان يقوم بها الجرار العادي وتتمثل في شق التربة حسب العمق الذي يرغب في تحديده الفلاح، ووضع البذور ثم تغطيتها بالتراب، وقال ان هذه الآلة تتوغل في الأماكن الصعبة والمنحدرة التي لا يمكن للجرار الدخول اليها. وأكد انه يتم العمل حاليا على انجاز آلة مشابهة بخبرات تونسية مائة بالمائة وتتماشى وخاصيات الفلاحة التونسية لأن طبيعة النشاط الفلاحي في البرازيل قد يختلف على تونس. وقال ان من مزايا هذه الآلة انها تمكن الفلاح من ربح الوقت ومن استهلاك كمية اقل من المحروقات، وكشف انه تم تجريب هذه الآلة ببعض الضيعات الفلاحية منذ 2006 وأنها بينت نجاعتها. قريبا أصناف جديدة من الزراعات وكشف محدثنا انه يتم العمل على أصناف جديدة من الزراعات لكي لا يتم إنهاك التربة ملاحظا ان الزراعات الكبرى كالقمح سنة وراء سنة ينهك التربة ويقلص من المردودية ،مؤكدا ان التداول الزراعي غير موجود في تونس. واعتبر انه يمكن زراعة صنف جديد يسمى «السلجم» وهو من الأصناف التي يمكن ان تزرع مباشرة بعد القمح بغية التداول الزراعي، وقال انه يستعمل للتغذية الحيوانية وتستخرج منه عديد الزيوت، وأكّد انّ بيعه مضمون مائة بالمائة ومطلوب في السوق وأن من شأنه ان يحسّن كثيرا من المردودية. وأضاف ان هذا الموضوع قيد الدراسة حاليا وذلك بالتنسيق مع وزارة الفلاحة مواد في باطن الأرض تحسن من المردودية وأضاف انه يتم العمل على اكتشاف مواد جديدة هي حاليا محور تجارب مخبرية ،مؤكدا ان هذه المواد توضع في باطن الأرض لتحسن من المردودية، وقال انه يتم العمل على هذا الموضوع بالتنسيق بين معهد البحوث الفلاحية وجمعيات تونسية . وقال انه حسب التجارب الأولية فإنه من شأن هذه المواد ان تحقق 20 بالمائة من النمو في اغلب المنتوجات. زراعات حسب طبيعة الأراضي وردا على سؤال حول أفضل الأراضي في تونس، قال انها بالأساس حول حوض مجردة وفي باجة وجندوبة وبنزرت وطبربة .... وعبّر عن أمله في أن يدرس موضوع الأراضي التونسية جيدا ،داعيا الى ضرورة التخصص وزراعة ما يتلاءم وطبيعة الأرض ملاحظا ان عديد الأراضي غير صالحة للقمح ومع ذلك فإن الفلاح يزرعها قمحا لضمان الترويج ، مؤكدا ان الفلاح في تونس وللأسف يزرع دون ان يهتم بطبيعة التربة وأن ذلك يجعله في حالات كثيرة لا يسدد حتى ديونه.