أعلن رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه أمانويل باروزو José Manuel Barroso عقب لقائه أمس برئيس الحكومة السيد مهدي جمعة أن تونس ستكون أول بلد من دول الجنوب يستفيد بدعم الاتحاد الأوروبي ومن البرنامج الخاص أمبال وأن حجم التمويلات خلال السنة الجارية ستقارب 200 مليون أورو إضافة إلى المساعدة المالية التي رصدها الاتحاد الأوروبي لفائدة تونس والتي تبلغ 300 مليون يورو سيتم صرف القسط الأول منها خلال شهر سبتمبر القادم. وأبرز السيد أمانويل خوسيه باروزو أن تونس تعد نموذجا ناجحا بفضل دستورها التقدمي وحوارها الوطني غير الاقصائي وحكومتها التوافقية المستقلة، مبينا أن الاتحاد الأوروبي سيبذل كل الجهود لإقامة علاقات تعاون مثالية مع حكومة السيد مهدي جمعة واستعداده للمساهمة في إنجاح المسار الانتخابي ودعم الحكومة من أجل مواجهة التحديات الأمنية. وكشف رئيس المفوضية الاوروبية أنه سيتم التسريع في نسق المفاوضات الثنائية في مختلف المجالات التي تهم أساسا إنشاء منطقة تبادل حر شامل ومعمق والشراكة من أجل حرية تنقل الأشخاص وإتفاق السماوات المفتوحة ومشروع إصلاح القطاع الأمني وإتفاق مطابقة المنتوجات التونسية. كما بيّن الاستعداد التام على أعلى مستوى في الاتحاد الأوروبي للمشاركة في مؤتمر الاستثمار في تونس والذي سينتظم خلال شهر سبتمبر القادم تحت عنوان Invest in Tunisia : A Start Up Democratie مؤكدا ضرورة مشاركة القطاعين العام والخاص في هذا المؤتمر. من جانبه أوضح رئيس الحكومة السيد مهدي جمعة في لقاء صحفي مشترك مع رئيس المفوضية الأوروربية عزم تونس على إنجاح الانتخابات المقبلة خلال سنة 2014 والتزام الحكومة التونسية بإنجاح ما تبقى من المسار الانتقالي للمرور إلى المؤسسات المستقرة، مبرزا حجم التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها تونس والتي تتطلب مجهودا وطنيا خاصا وأيضا ربط جسور تعاون مع أصدقائها وفي مقدمتهم الاتحاد الأوروبي الشريك الأول لها من حيث المعاملات الاقتصادية والتجارية، مشددا على ضرورة إرساء تنمية متضامنة بين ضفتي المتوسط تقوم على حرية تنقل الأشخاص والبضائع وقواعد حسن الجوار. وختم السيد رئيس الحكومة السيد مهدي جمعة بأن تونس لها من المميزات بحكم موقعها الجغرافي وانفتاحها على المعابر الكونية التي تؤهلها بأن تكون همزة وصل وحجر زاوية مهم في المنطقة.